تعرض هشام جنينة، الرئيس السابق لأعلى جهاز رقابي بمصر، والمرشح كنائب للفريق سامي عنان في سباق رئاسة البلاد، السبت 26 يناير/كانون الثاني، لاعتداء من جانب مجهولين قرب منزله شرقي القاهرة، بحسب محاميه.
واعتدى مجهولون بالسلاح الأبيض على المستشار أثناء قيادته سيارته بمنطقة التجمع بالعاصمة القاهرة، قبل أن يتدخل الأهالي لإنقاذه ونقله للمستشفى.
من جانبها قالت زوجة المستشار هشام جنينة إنه أصيب في هجوم أمام منزله بشمال شرق القاهرة، وأضافت وفاء قديح لرويترز: "ركبته مكسورة وينزف من أماكن كثيرة في جسمه. كانوا يحاولون قتله".
فيما قالت رويترز أن مصادر أمنية أكدت أنه جارٍ أيضاً استجواب المهاجمين المشتبه بهم وكذلك جنينة في قسم الشرطة بالمنطقة. وأضافت أن إصاباته نتجت عن شجار بينه وبينهم.
وكشف الدكتور حازم حسني، المتحدث باسم حملة عنان، أن الاعتداء على جنينة تم أثناء توجهه إلى مقر المحكمة لتقديم طعن على قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد اسم الفريق سامي عنان، من جداول الناخبين، تمهيداً لمحاولة استكمال أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وأضاف لرويترز أن سيارتين أوقفتا جنينة فور مغادرته منزله في ضاحية التجمّع الخامس وهاجمته مجموعة من الرجال بالسكاكين والعصي. ولا تزال هويات المهاجمين غير معروفة.
وقال حسني في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست" عبر الهاتف، إن الحالة الصحية للمستشار جنينة مازالت خطرة وإصاباته بالغة "وفقاً لما أبلغتني إياه زوجته".
وذكر أنه لا يمكن لعاقل ألا يربط بين محاولة "اغتيال جنينة"، حسب وصفه، وبين الأحداث السياسية الجارية، وإقصاء الفريق عنان من الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن الجميع يعرف دور جنينة في الحملة الانتخابية، وتكوين الفريق الخاص بها، ونحن نعلم منذ فترة أن حياتنا معرضة للخطر.
فيما ذكر علي طه، محامي جنينة، في تدوينات على صفحته بفيسبوك، أن الاعتداء علي المستشار هشام جنينة كان من قبل ثلاثة أشخاص وصفهم بـ"البلطجية"، وذلك أثناء ذهابه للمحكمة لحضور جلسة الطعن على قرار إعفائه.
وقال: "تم الاعتداء بالسنجة في وجهه وكسر في قدمه ليلزم بيته، وللأسف مازال هشام جنينة ينزف دماً منذ ساعة بعد إصرار الأجهزة الأمنية على استكمال التحقيق قبل السماح له بالعلاج".
وكاد المهاجمون أن يقتلوا المستشار جنينة، لكن تصادف مرور عدد من الأهالي الذين تصدوا للمهاجمين وأجبروهم على الفرار، بحسب مصادر إعلامية.
وأكد محامي جنينة أن الأخير يحرر محضرا في قسم شرطة التجمع الأول (شرقي القاهرة) بخصوص الواقعة، وسيتم نقله لإحدى المستشفيات القريبة لتلقى العلاج.
وأشار إلى أن الاعتداء هو تصفية حسابات سياسية من النظام المصري الحالي.
وجنينة هو أحد رموز الاستقلال القضائي في مصر قبل ثورة يناير/ كانون ثان 2011، وصار رئيس الجهاز المركز للمحاسبات في عام 2012.
وسبق أن أعفاه الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، من منصبه في مارس/آذار 2016، إثر حديثه عن أرقام الفساد بمصر، عقب تعديل بقانون في 2015، يسمح لرئيس البلاد بإعفاء رؤساء وأعضاء الأجهزة الرقابية من مناصبهم، على غير ما كان معمول به من كون المنصب محصنا من العزل.
ومؤخرا، طرح رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان، في إعلان اعتزامه الترشح لرئاسة البلاد المقررة في مارس/آذار المقبل، اسم جنينة كنائب له، ولم يعلق الأخير على الاختيار أو قرار التحقيق العسكري مع عنان مؤخرا بشأن ترشحه للرئاسيات بالمخالفة للنظم العسكرية.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات المصرية حول واقعة جنينة، غير أن وسائل إعلام محلية منها البوابة الإلكترونية لصحيفة أخبار اليوم المملوكة للدولة، نقلت عن مصادر أمنية لم تسمها أن الواقعة مرتبطة بمشكلة مرورية وتصادم بين سيارة جنينة وسيارة أخرى وتطور الأمر لشجار بين الأول وأطراف أخرى بالسيارة الثانية.