في مفاجأة للمتابعين لحملة الفساد في المملكة، خرج الأمير السعودي الأمير الوليد بن طلال، المحتجز في إطار هذه الحملة، فجر السبت، في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، ليؤكد في تصريحات هي الأولى من نوعها منذ اعتقاله، أنه سيخرج قريباً وخلال أيام فقط، متوقعاً أن يتم تبرئته من مخالفات أو فساد.
الملياردير الذي يعد أحد أكبر أقطاب الأعمال في المملكة، قال إنه لا يزال يُصرّ على أنه لم يرتكب أي جريمة فساد، مؤكداً الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة، دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة.
وقال الأمير الوليد في المقابلة التي جرت بعد قليل من منتصف الليل: "لا توجد اتهامات. هناك بعض المناقشات بيني وبين الحكومة.. أعتقد أننا على وشك إنهاء كل شيء خلال أيام".
وأوضح أنه يلقى معاملة طيبة أثناء احتجازه، واصفاً شائعات إساءة معاملته بأنها محض كذب، قائلاً إن أحد أسباب موافقته على إجراء المقابلة هو تفنيد مثل هذه الشائعات، مشيراً إلى وسائل الراحة من مكتب خاص وغرفة طعام ومطبخ في جناحه بالفندق حيث تخزن وجباته النباتية المفضلة.
وفي أحد أركان مكتبه وُضع حذاء رياضي قال الأمير الوليد إنه يستخدمه في ممارسة الرياضة. وكان جهاز التلفزيون يعرض برامج إخبارية عن الشركات ووضع على مكتبه قدح طبع عليه صورة وجهه.
هل يتم تعذيب الأمير فعلاً؟
وكانت صحيفة "إكسبرس" البريطانية قد تحدثت عن تعرّض الأمير السعودي للتعذيب بسبب رفضه دفع 728 مليون جنيه إسترليني للحكومة، مقابل إطلاق سراحه.
وقالت في تقرير نشرته منتصف الشهر الجاري: إنه "بعد نقل الوليد بن طلال إلى سجن الحائر، تم تعليقه رأساً على عقب، وتعرّض للضرب والتعذيب بسبب رفضه دفع هذا المبلغ".
فيما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تقريراً كان بطله رجل أعمال كندياً من أصول سعودية، روى فيه بعض تفاصيل ما يحدث مع الملياردير السعودي الوليد بن طلال في مقر احتجازه بالمملكة.
وقالت "BBC" إن رجل الأعمال الكندي، يدعى ألن بندر، قد سافر خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى السعودية؛ للوساطة بين الوليد بن طلال والسلطات السعودية في المفاوضات الجارية لتسوية اتهامات الفساد الموجهة له.
وقال ألن بندر إنه لم يُسمح له بمقابلة الوليد وجهاً لوجه؛ إذ أخذه مسؤولون سعوديون إلى مكان بجوار فندق "ريتز-كارلتون" بالعاصمة الرياض، وتواصل مع الأمير صوتاً وصورةً عبر هاتف أو ما يُعرف بـ"الفيديو كونفرانس"، ليقرأ عليه مجموعة من الاتهامات، في خطاب أعدَّته السلطات السعودية.
وعندما سأله المذيع: هل هناك أي دلالات على أنه كان يتعرض لمعاملة سيئة أو شيء من هذا القبيل؟ قال آلان بندر: "لم تبدُ عليه علامات تعذيب، لكنه بدا غير مرتاح ومضطرباً، لم يكن حليق الذقن، لم يبدُ أنه في حالة جيدة، كان متعباً".
وأكد بندر أن الوليد لم يبدُ على هيئته المعتادة، "وظهرت عليه معالم الإعياء، وكان يرتعش في أثناء قراءتي الخطاب".
ويعتقد بندر أن الوليد غير محتجز في "الريتز-كارلتون"، كما يُعتقد. ويقول: "كانت الغرفة أشبه بزنزانة (في أحد السجون). لا أعتقد أنها (هذه الغرفة) في الريتز-كارلتون على الإطلاق".
وأشار بندر إلى أنه كان حريصاً جداً، خلال "الفيديو كونفرانس" الذي دار بينه وبين الأمير الوليد؛ حتى لا يتم استخدام أي محادثات خاصة بينهما كدليل يُستخدم ضد الأمير الوليد في وقت لاحق.
نبدأ بقصة النقل للحائر:
الحقيقة نقل جميع من بقي للحائر وليس الوليد فقط
والريتز يرتب الآن لاستقبال النزلاء العاديين كفندق عادي وتزال منه آثار كل المعتقلينمعلومة
لم يطلق من الأمراء إلا أبناء الملك عبدالله الثلاثة
أفرج عن بعض رجال الأعمال ولم يطلق أي امير سوى الثلاثة— مجتهد (@mujtahidd) ١٤ يناير، ٢٠١٨
وكان حساب "مجتهد" الذي يتابعه أكثر من مليوني شخص على تويتر قد تحدث سابقاً عن نقل الأمير السعودي إلى سجن الحاير شديد الحراسة.
كما أفادت تقارير إعلامية محلية وأجنبية بأن السلطات السعودية قامت بنقل الأمير الوليد بن طلال من محبسه في فندق "ريتز كارلتون" إلى جهة أخرى. وأكدت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الملياردير السعودي نقل إلى سجن "الحائر" شديد الحراسة، مشيرة إلى تضاؤل فرصه في المحاكمة أو التفاوض على خروج آمن بعد هذا القرار.
وذكرت أن الممكلة أقدمت على هذه الخطوة بعد امتناع الأمير عن دفع 728 مليون جنيه إسترليني.