أفرجت السلطات السعودية، ليلة الجمعة السبت 27 يناير/ كانون الثاني 2018، عن مالك شبكة "إم بي سي" السعودية، وليد الإبراهيم، الذي سبق أن اعتقلته السلطات في حملة بدأها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
ونقلت وكالة رويترز عما قالت إنه مصدر مسؤول، إن الإبراهيم توصل إلى تسوية مع السلطات السعودية في إطار حملة مكافحة الفساد.
وأضاف المصدر الذي تحدث للوكالة أن رجل الأعمال فواز الحكير، وتركي بن ناصر، ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، يتوصلون لتسويات مالية في نفس القضية.
وقال موظفون في شبكة "إم بي سي" لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الإبراهيم وهو اخ زوجة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، اجتمع بأفراد عائلته بعدما أُطلق سراحه من فندق ريتز كارلتون، وأشاروا إلى أنهم تلقوا رسالة الكترونية تهنئهم بخروجه من مقر احتجازه.
من جانبها، قالت صحيفة "عاجل" السعودية، إن الإبراهيم قضي ليلة اليوم السبت بين أفراد عائلته في الرياض، مشيرةً أن ذلك جاء على "خلفية التسويات المالية التي تجريها السلطات حالياً مع الموقوفين على ذمة قضايا الفساد".
وكتبت المذيعة الأردنية في قناة "إم بي سي"، علا الفارس، في حسابها على موقع تويتر: "عودا حميدا .. #وليد_الإبراهيم"، واضافت في تغريدة أخرى: نورت دارك … الحمدلله يارب".
عودا حميدا .. #وليد_الإبراهيم
— Ola Al Fares (@OlaAlfares) January 26, 2018
"استحواذ على إم بي سي"
ولم تكشف وكالة رويترز أو صحيفة "عاجل" عن تفاصيل التسوية التي توصل إليها الإبراهيم مع السلطات السعودية، إلا أن الإفراج عنه يأتي بعد ساعات من تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، ونقلت فيه عن مصادر مطلعة قولها إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعمل للسيطرة على شبكة "إم بي سي"، بعدما اعتقل مؤسسها وصاحبها وليد الإبراهيم، مع أمراء ورجال أعمال ووزراء سابقين في فندق "ريتز كارلتون".
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين – لم تذكر اسمهم -، أن المفاوضات جارية مع الإبراهيم للتخلي عن "إم بي سي"، وأنه لا يزال موجوداً في ريتز كارلتون، بانتظار استكمال السلطات والمستشارين الدوليين لتفاصيل التسوية، وقال أحد المصادر للصحيفة إن "الإبراهيم ينتظر حزم حقائبه".
وبيّن تقرير الصحيفة البريطانية، نقلاً عن بعض مستشاري الحكومة، إلى أن التأخير في التسوية ربما جاء؛ لأن الحكومة تريد التأكد من صيغة التسوية، بشكل لا يسمح للمعتقلين التقدم للقضاء ضد الحكومة بعد إفراجها عنهم.
ويبدو بحسب ما ذكره مراسل صحيفة "فايننشال تايمز" أن لدى بن سلمان حلماً قديماً بالاستحواذ على "إم بي سي"، حيث نقل المراسل عن مطلعين قولهم، إن الأمير محمد لطالما أبدى اهتمامه في الشبكة التلفزيونية، وأنه تفاوض مع الإبراهيم قبل عامين بشأنها، إلا أن الإبراهيم رفض تقييماً قدمه ممثلو الأمير عن الشبكة، وهو ما بين 2 إلى 2 ونصف مليار دولار، في حين كان الإبراهيم يرى قيمتها تتراوح بين 3 إلى 3 ونصف مليار دولار، لا سيما أنها تجذب الكثير من الإعلانات.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن شخص قالت إنه أحد المراقبين للشأن السعودي، أن بن سلمان يريد "إم بي سي" كي يتأكد من تغطية جيدة لخططه التي يعدها للمملكة، "حيث إنه عندما كان قبل أعوام بحاجة إلى دعم شعبي، فإنه كان مستعداً لشرائها، أما الآن وقد أصبح في السلطة فيمكنه السيطرة عليها".
وفيما قَبِلَ الإبراهيم التسوية مع السلطات السعودية، فإن معتقلين آخرين لا يزالون رافضين للدخول في صفقات والتنازل عن ممتلكاتهم، وفي هذه الحالة فإن السلطات تودعهم في السجون تمهيداً لمحاكمتهم، ومن أبرزهم رجل الأعمال السعودي الشهير الوليد بن طلال.
تسويات للمعتقلين
وفي الأسابيع الماضية، أطلقت السلطات سراح موقوفين آخرين بينهم الأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر من المرشحين لتولي العرش، بينما لم يتضح بعد مصير متهمين آخرين، ودفع الأمير متعب مليار دولار لقاء الإفراج عنه، حسبما أفاد مصدر مقرب من الحكومة.
وفي الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2017، أعلن النائب العام السعودي سعود المعجب أن غالبية الموقوفين في الحملة ضد الفساد وافقوا على تسوية أوضاعهم.
وكان المعجب قال في وقت سابق إن أموال الاختلاسات أو الفساد تبلغ ما لا يقل عن 100 مليار دولار، مشيراً أن الأشخاص الذين لا يوافقون على تسوية أوضاعهم عبر دفع مبالغ مالية ستتم احالتهم إلى القضاء.
وفي مؤشر على قرب وصول عملية توقيف هؤلاء في الفندق إلى نهايتها، أعلن "ريتز كارلتون" قبول الحجوزات واستضافة الزبائن ابتداء من 14 شباط/فبراير 2018.