"كانت رقابهم طويلة، والخدان واسعان، وأسنمتها متناسقة وشفاهها متدلية"، كان هذا وصف مجموعة الإبل التي جرى استبعادها من مسابقة الجمال السنوية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية كل عام.
هذه المرة تم استبعاد 12 متسابقاً من الإبل، والسبب هو أن أصحابها حقنوا شفتيها بمادة البوتوكس.
وجذبت شفاه الإبل أنظار صحف عالمية، وعلى رأسها صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية، باعتبار أن البوتوكس يُستخدم عند النساء، لكن فكرة استخدامه للإبل تبدو غريبة.
ربما تزول بعض هذه الدهشة، عندما تعرف أن قيمة الجائزة التي كان من المفترض أن يسلِّمها الحكام للإبل الفائزة تصل إلى ملايين الدولارات، تُسلَّم إلى صاحب الإبل الأجمل بين المشتركين كافة.
لكن المتسابقين في مهرجان الملك عبد العزيز، كان عليهم الالتزام بشرط واحد: "يجب أن يكون كل الجمال طبيعياً". ومن هنا، جاءت المشكلة هذا العام.
وقال الإماراتي علي المزروعي، أحد كبار مربِّي الإبل، في مقابلة مع صحيفة "ذي ناشيونال"، إنهم يستخدمون البوتوكس للشفتين والأنف والشفتين العلوية السفلى وحتى الفك!
وأوضح سر هذا الاستخدام، وهو أن البوتوكس يجعل الرأس أكثر تضخماً؛ ومن ثم عندما يتم عرضه، يتعجب الحكام من حسنه، قائلين: "انظر إلى مدى كِبر هذا الرأس. لديها شفاه كبيرة، وأنف كبير".
وقبل أيام من بدء المسابقة، أفادت وسائل الإعلام السعودية بأنه تم القبض على طبيب بيطري يقوم بإجراء جراحة التجميل على الجِمال. في عيادته، لم تعطَ الإبل فقط البوتوكس، ولكن استُخدمت السكين للتقليل من حجم آذانها. فالآذان الرقيقة صفة تَمنح الفوز لدرجة كبيرة بالنسبة لبعض السلالات السعودية.
وقال علي عبيد، صاحب أحد الجِمال ومرشد في المسابقة، إن هناك بعض الغشاشين الأكثر إبداعاً. "على سبيل المثال، بعضهم يبدأون بسحب شفاه الجَمل باليد كل يوم؛ لجعلها أطول مع مرور الوقت. كما أنهم يستخدمون الهرمونات لتنمية وإبراز العضلات، كما أن البوتوكس يجعل الرأس أكبر وأكبر". الجميع هنا يريد أن يكون الفائز.
وقال رئيس الحكام، فوزان الماضي، بعد منع هذه الإبل من المنافسة، إن هذا الحيوان هو "رمز للمملكة العربية السعودية". وأضاف في تصريحات لوكالة رويترز: "في السابق، كنا نحافظ على هذه الحيوانات لأهميتها، والآن نحافظ عليه كهواية"، مشيراً إلى الدور الحاسم الذي لعبته الإبل في توفير الغذاء والنقل بالمملكة العربية السعودية.
ولكن السماح للجمِال بالحصول على لمسة جمالية اصطناعية يبدو أمراً مستبعداً.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن نيك ستيوارت، من منظمة حماية الحيوان العالمية، وهي مجموعة حقوقية، أنه مع عدة خبراء، أعربوا عن سخطهم من هذه التعاملات.
وقال: "ليس هناك مبرر لاستخدام البوتوكس على الجِمال". وأضاف أن مثل هذا العمل "غير الضروري" قاسٍ ومُهين، و"نحن نفهم أن الجِمال كنز وطني في المملكة العربية السعودية، ولكن يجب عدم إساءة استخدام الحيوانات للترفيه، وينبغي أن يكون هناك مزيد من الاحترام لرفاهية الحيوانات".
وقال المنظِّمون إن المهرجان الذى يقام في المملكة العربية السعودية، وهو الأكبر بمنطقة الخليج، يضم 30 ألف جَمَل، وقد اجتذب حتى الآن 300 ألف زائر على الأقل. وتتنافس الجمال أيضاً في السباقات، وتبلغ الجائزة الإجمالية للمهرجان 57 مليون دولار، من ذلك، يتم تخصيص 31.8 مليون دولار لمسابقة أجمل هذه الجِمال.