بحثاً عن منافس للسيسي.. ضغوط رسمية عليا تفجِّر خلافات داخل حزب الوفد، تفاصيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/25 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/25 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش

قرر حزب الوفد المصري تأجيل قراره الدفع بمرشح على منصب رئيس الجمهورية بمصر إلى السبت 27 يناير/كانون الثاني 2018؛ لجمع أعضاء الهيئة العليا للحزب لحسم القرار، بعد خلافات شديدة بين المجتمعين حول القرار.

وقالت مصادر من داخل حزب الوفد المصري إن الاجتماع الطارئ، الذي عقده قادة الحزب بإحدى الفلل الخاصة بالسيد البدوي، رئيس الحزب، بمدينة 6 أكتوبر، شهد خلافات شديدة بين المجتمعين حول حسم قرار تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في مارس/آذار المقبل، وذلك بعد تمسُّك فريق من المجتمعين بقرار الحزب السابق بدعم الرئيس السيسي وعدم الدفع بمرشح، فيما تمسك الفريق الآخر بتغيير موقف الحزب وترشيح أحد قيادات الحزب الثلاثة الذين تم طرحهم بالاجتماع.

وكشفت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، أن ضغوطاً شديدةً مارستها أجهزة سيادية على قادة الحزب، كانت السبب في عقد هذا الاجتماع الطارئ، وكانت الدعوة موجهة لعدد قليل من قيادات الحزب، على رأسهم السيد البدوي وعدد من أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب.

وتابعت: "وخلال الاجتماع، تم طرح عدد من الأسماء لترشيحها، من بينها السيد البدوي رئيس الحزب، والدكتور هاني سري الدين عضو الهيئة العليا للحزب، والدكتور محمد فؤاد المتحدث باسم الهيئة البرلمانية، إلا أن رفض البعض والخلاف حول الفكرة دفعاهم للجوء إلى الهيئة العليا للحزب؛ لحسم القرار".

الكشف الطبي الجمعة رغم عدم القرار الرسمي


وعن التحركات خلال الساعات المقبلة، قالت المصادر إن توجيهات صدرت لعدد من قيادات الحزب بالتوجه إلى الأماكن المخصصة لإجراء الكشف الطبي والمحددة من قِبل الهيئة الوطنية للانتخابات؛ وذلك من أجل إجراء الكشوف الطبية اللازمة لاستكمال أوراق الترشح؛ وذلك لكون يوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2018، هو الأخير لإجراء الكشوف الطبية، وفقاً للجدول الزمني للانتخابات الرئاسية.

وأوضحت المصادر أنه في حال التوافق على القرار النهائي وكان الترشح، فإن هناك تجهيزاً من قٍبل أجهزة سيادية للعدد المطلوب من النواب لملء 20 استمارة تفويض من أجل استكمال أوراق الترشح، خصوصاً في ظل صعوبة اللجوء إلى الحصول على توكيلات من 25 ألف مواطن في تلك الفترة القصيرة؛ لكون غلق باب الترشح محدداً مسبقاً في 29 من هذا الشهر.

وأشارت إلى أنه من الممكن أن يتم اللجوء إلى أحزاب من خارج الهيئة البرلمانية للحزب، في ظل توقيع معظمهم استمارات تفويض للرئيس السيسي، وفقاً للقرار السابق بترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي.

فيما قال المستشار محمود الشريف، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، إن أي مرشح رئاسي يستطيع أن يتقدم للكشف الطبي دون إدراج أن يكون اسمه ضمن قوائم تأييدات قوائم "التابلت" بالشهر العقاري.

أضاف"الشريف"، في تصريحات صحفية، أن الهيئة لم تمد فترة تلقي الكشوف الطبية للمرشحين، فضلا عن كونهاغير مختصة بمن يلحق الكشف الظبي من عدمه، مشيرا إلى أن هذا الشأن من اختصاص المجالس الطبية، وهي صاحبة الحق في تنظيم المواعيد، مؤكدا التزام الهيئة بالجدول الزمني المعلن عنه بقوله "لا نية لإجراء أي تعديل عليه".

فيما حسم الدكتور هاني سري الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، موقفه من هذا القرار، وأعلن رفضه إياه، وذلك في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نفي فيها ما تردد عن عزم الحزب الدفع به في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال سري الدين: "ما يتم تداوله حالياً على المواقع الإخبارية وبعض الحسابات في السوشيال ميديا فيما يخص ترشُّحي للانتخابات الرئاسية، ممثلاً عن حزب الوفد، عارٍ تماماً عن الصحة".

وفي محاولة لتبرير تلك التحركات الأخيرة، قال سليمان وهدان، القيادي بحزب الوفد، ووكيل مجلس النواب، إنه في الفترة الماضية كان هناك تواصل مع النواب وأعضاء الهيئة العليا للحزب؛ لمناقشة ضرورة أن نشارك في الانتخابات، موضحاً أن الكلمة الأولى والأخيرة لأعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد.

وأضاف وهدان، في مداخلة هاتفية لأحد البرامج الفضائية، أن هناك بعض الأسماء طُرحت، من أعضاء حزب الوفد وهيئته العليا، مؤكداً أن يوم السبت سيشهد اجتماعاً للهئية العليا، التي ستقرر من هو المرشح لحزب. وردّاً على سؤال عما إذا كان من الوارد طرح اسم سيد البدوي، رئيس الحزب، مرشحاً للرئاسة، أكد وهدان أن الدكتور سيد البدوي، كزعيم للحزب، هو الأقرب -بلا شك- إلى هذا الترشيح.

ترشيح السيسي قرار الهيئة العليا ومن يخالفه يُحوّل للتحقيق


وفي مؤشر عن حجم الخلافات داخل الحزب حول هذا القرار، نفى طارق تهامي، سكريتر مساعد حزب الوفد، في تصريحات خاصة لـ"هافيبوست عربي"، قبل دقائق من الإعلان عن الاجتماع الطارئ بوسائل الإعلام، ما يتم تداوله عن وجود مرشح وفدي في الانتخابات الرئاسية، منتقداً ما تروِّج له شخصيات إعلامية على مدار الساعات الـ24 الماضية، قائلاً: "ليه بتتكلموا بلسان حزب الوفد وأنتوا مش أعضاء به!".

وقال تهامي إن معظم نواب الحزب، البالغ عددهم 36 نائباً، وقَّعوا استمارات تأييد للرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تجاوباً مع قرار الحزب الصادر منذ 10 أيام بدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتابع: "حزب الوفد اتخذ قراره منذ فترة، قبل حدوث تغيُّر في المشهد الانتخابي باستبعاد الفريق سامي عنان وفقاً لأخطاء قانونية قام بها، وقبل اتخاذ المحامي خالد علي قراراً بالانسحاب من سباق الترشح، وإن مخالفة هذا القرار من أي شخص يعرّضه للمساءلة والتحقيق داخل الحزب".

قيادات من الحزب تواصلت مع الفريق عنان


واللافت للنظر أن الخلافات داخل الحزب حول الترشح لرئاسة الجمهورية لم تكن من اليوم، حيث علم "عربي بوست"، من مصادره الخاصة، أن قيادات من حزب الوفد التقت الفريق سامي عنان عقب إعلان ترشُّحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، في بيان مصور الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2018، وقبل ساعات من استبعاده من جداول الناخبين من قِبل الهيئة الوطنية للانتخابات وخروجه من المنافسة.

وذكرت المصادر أن من بين القيادات الوفدية التي التقت عنان، نائب رئيس حزب الوفد محمد عبد العليم داود، وحضر تلك اللقاءات الدكتور حازم حسني المتحدث باسم حملة عنان، وعدد من قيادات الحملة وشخصيات سياسية أخرى.

وأوضحت أن المشاورات دارت حول كيفية دعم عنان في السباق الرئاسي، وموقف الحزب الرسمي، وأن تلك المشاورات كانت مبدئية، لكنها توقفت تماماً عقب بيان القوات المسلحة بإحالة الفريق عنان إلى التحقيق أمام النيابة العسكرية.

وكان الجيش المصري اعتقل الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2018، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق والمرشح المحتمل لكرسي الرئاسة، الفريق سامي عنان، موجِّهاً له مجموعة من الادعاءات والاتهامات الخطيرة، وهي الخطوة التي تبدو كما لو كانت تحرُّكاً محسوباً من قِبل القوات المسلحة والنظام لدفعه خارج السباق.

بعد سعيه لخوض الانتخابات الرئاسية، يصبح عنان آخر مرشح للرئاسة يُدفع للخروج من السباق، في انتخاباتٍ يكاد يكون من المؤكد أن يفوز بها خريجٌ آخر في المؤسسة العسكرية القوية بمصر، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقد اضطر 3 من المنافسين الآخرين على كرسي الرئاسة إلى ترك السباق كرهاً وخوفاً.

إذ أعلن أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق وقائد القوات الجوية الأسبق، أنه لا يعتقد أنه الرجل "المثالي" لقيادة الأمة في تلك المرحلة، بعد أيامٍ من تعرضه لانتقادات قاسية، بعضها كان شخصياً، من قِبل وسائل الإعلام المؤيدة للسيسي. جديرٌ بالذكر أن شفيق جاء في المركز الثاني في انتخابات عام 2012، وكان يُعتقد أن ترشحه سيعطي سباق عام 2018 نشاطاً وزخماً أكثر.

وهناك عضو آخر، هو البرلماني السابق محمد أنور السادات، الذي صرح بانسحابه من السباق جزئياً؛ لأنه يخشى على سلامة مؤيديه. السادات هو ابن شقيق الزعيم المصري الراحل أنور السادات. وأخيراً، أعلن المحامي خالد علي، انسحابه.

علامات:
تحميل المزيد