رفضوا المشاركة في هذا “القرار الهمجي”.. طيارون إسرائيليون يرفضون ترحيل الأفارقة إلى بلادهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/24 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/24 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش

ندد 3 طيارين إسرائيليين بقرار الحكومة ترحيل طالبي اللجوء إلى موطنهم إفريقيا، قائلين إنهم يرفضون تشغيل الطائرات للمشاركة في عملية الترحيل.

وقال الطيار شاؤول بيت زير، في مشاركة له على فيسبوك ولاحقاً على تويتر: "لا مجال لي، بصفتي عضواً في سلاح الطيران، أن أشارك في ترحيل اللاجئين أو طالبي اللجوء إلى وجهة تنعدم فيها الآمال بنجاتهم فيها لدى العودة إليها"، وفق ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وتابع الطيار: "لا تتطلب مهمة كهذه الكثير من الشجاعة، لكنني لن أكون قادراً على تنفيذ المطلوب مني في مهمة كهذه، لا بصفتي طياراً ولا بصفتي إنساناً".

أما الطيار عيدو عيلاد، فنشر بصفحته الخاصة على فيسبوك مشاركة بعد بضع ساعات، أعلن فيها: "لن أكون شريكاً في هذا العمل الهمجي".

يرفضون ترحيلهم

كلا المنشورين على فيسبوك تمّ مشاركته مئات المرات وحظي بتفاعل وتعليقات كثيرة، معظمها في مساندة موقف الرجلين.

يأتي هذا الرفض العلني بعد 3 أسابيع من توجيه الحكومة الإسرائيلية أمراً لآلاف اللاجئين الأفارقة بمغادرة البلاد في غضون 3 أشهر أو مواجهة السجن.

ومن بين الطيارين الإسرائيليين الثلاثة، كان طيار الهيلوكوبتر القتالي السابق في سلاح الطيران الإسرائيلي، يوئيل بيتربارغ، السبّاق إلى إعلان موقفه الرافض؛ إذ كتب على فيسبوك: "إن دولة إسرائيل يقطنها في الأغلب يهود كانوا في الماضي القريب والبعيد لاجئين في بلدان حول العالم. معظمهم مرَّ بمحرقة الهولوكوست، والعديدون طُردوا قسراً من بلدانهم، كما هاجر الكثيرون منهم أملاً في تحسين حياتهم ببلدان أفضل تقبل بهم".

وتابع: "من بين كل الناس، علينا -نحن اليهود- أن ننتبه ونتعاطف ونتحلى بالأخلاق، ونكون قادة للرأي العام في العالم، بطريقة تعاملنا مع هجرة اللاجئين الذين تعذبوا -وما زالوا يتعذبون- في بلدانهم الأم".

وكان بيتربارغ قد تحدث علناً عن قضايا حقوق الإنسان من قبلُ، حينما كان على رأس عمله طياراً عسكرياً.

ففي عام 2003، كان هو من بين 27 طياراً إسرائيلياً بسلاح الطيران ممن رفضوا المشاركة في أي عمليات تتم داخل الأراضي الفلسطينية، واصفاً العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة بأنها "غير قانونية وغير أخلاقية".

ولتصريحات الرجال الثلاثة حول موضوع ترحيل اللاجئين رمزيتها وأهميتها؛ لأن "طيران العال" الذي يعمل ثلاثتهم لصالحه، لا يشغّل حالياً أي خطوط جوية باتجاه البلدان ذات الصلة.

فقد تحدث إلى "الإندبندنت" المتحدث باسم "طيران العال"، قائلاً:"(العال) لا ترحّل أي لاجئين إلى إفريقيا. لا علاقة أبداً لـ(العال) بهذه الرحلات، وطيارو (العال) لن يرحّلوا هؤلاء اللاجئين".

بيد أن شرطة الخطوط الجوية الإسرائيلية المذكورة تجمعها بالخطوط الإثيوبية اتفاقية تحالف رمز مشترك، ما يسمح للمسافرين بحجز رحلات من موقع "العال" على الإنترنت من تل أبيب وباتجاه وجهات إفريقية ببلدان ما وراء الصحراء الكبرى مع توقف ترانزيت في أديس أبابا.

وحسب ما قاله المتحدث، فإن أياً من طياري "العال" لا يشارك في تلك الرحلات.

وكان 8000 شخص قد وقَّعوا عريضة التماس تطالب رابطة طياري الخطوط الجوية الإسرائيلية وأفراد فرق العمل الأرضية بمطار بن غوريون قرب تل أبيب، برفض المشاركة في ترحيل اللاجئين والمهاجرين.

العريضة استُلهمت من أخبار صدرت في ألمانيا تفيد بأن الطيارين هناك أوقفوا 222 عملية ترحيل لطالبي اللجوء بين شهري يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2017.

كيف فرّ اللاجئون إلى إسرائيل؟

وكان آلاف الأفارقة من إريتريا والسودان قد عبروا من مصر إلى إسرائيل قبل أن تنصب الأخيرة سوراً حول حدودها عام 2013.

كثير من هؤلاء فرّ من الحروب والاضطهاد، غير أن بنيامين نتنياهو وصفهم بـ"المتسللين" المندسين، وقال إن معظمهم هاجر لأسباب اقتصادية، وإن أعدادهم تهدد الهوية اليهودية للأمة.

ووفقاً لأقوال المؤسسة الإسرائيلية الخيرية "الخط الساخن للاجئين والمهاجرين"، فإن متوسطاً قدره 0.15% فقط ممن يتقدمون بطلبات لجوء في إسرائيل يتم قبول لجوئهم.

وبناء على المقترحات الجديدة، فإن هؤلاء "المتسللين" سيُمنحون 3500 دولار وتذكرة طيران تقلُّهم إلى أوطانهم أو إلى "دولة ثالثة"، قد تكون رواندا أو أوغندا.

ونقل الإعلام الإسرائيلي أن بعض طالبي اللجوء واجهوا التعذيب أو الاتجار بالبشر بعد نقل الحكومة الإسرائيلية إياهم إلى رواندا وأوغندا.

علامات:
تحميل المزيد