تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات لاذعة بسبب توظيفها المسلمين الروهينغا مقابل 33 جنيهاً إسترلينياً فقط في اليوم الواحد مقابل إعادة تمثيل محنتهم التي مرّوا بها أثناء الفرار من ميانمار، وذلك لتصوير مشاهد مسلسل Our Girl.
ورغم أن بعض المشاركين قالوا إن تصوير المشاهد كان "كالتعذيب" بالنسبة لهم، فإنهم قالوا إنهم يحتاجون إلى المال وليسوا في وضعٍ يسمح لهم بالشكوى، بحسب تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأثارت معاملة مسلمي الروهينغا في موقع التصوير غضب طاقم العمل، حيث تمت تغطيتهم بالتراب وأجبروا على الخوض في الماء لساعات.
وقالت اللاجئة حبيبة عبدالله لصحيفة The Sun: "كان الجميع يعيش كابوساً شخصياً، وكان العمل صعباً جداً بالنسبة لنا، لكن كان علينا أن نكمل لأننا بحاجة إلى المال. نحن معتادون على المشقة، وإذا كان هذا هو ما علينا فعله لكسب المال لإطعام عائلاتنا، فسنفعل ذلك".
وأضافت: "كان الرضع يبكون، وكان الأطفال من حولي يصرخون "أمي، أمي". كان يوماً حاراً جداً حتى أن رجلاً سقط مغشياً عليه في الماء".
اللاجئة البالغة من العمر 23 عاماً أمضت 15 يوماً في البحر أثناء الهروب من ميانمار، ثم أمضت ساعات في المياه سريعة الحركة لتمثيل مشاهد المسلسل. وتزعم حبيبة عبدالله أنها رأت رجلاً يسقط بسبب الحرارة في يوم التصوير.
تم اختيار ما يقرب من 100 لاجئ للتمثيل في المسلسل، جُمعوا من منازلهم في كوالالمبور في الساعة الخامسة صباحاً للعمل لمدة 12 ساعة، مقابل 33 جنيهاً في الساعة.
يتم تصوير حلقات الموسم المقبل من المسلسل في ماليزيا، ومن المقرر أن يعرض أبريل/نيسان.
في الموسم الثاني لعبت ميشيل كيغان دور جورجي لين، طبيبة بالجيش، في رحلتها في جولة في كينيا.
اللاجئة مبارك بندي، التي شهدت حرق قريتها بالكامل، وُضعت في مخيم نسخة طبق الأصل من مخيم اللاجئين الذي انتهى به المطاف إلى العيش فيه في أعقاب تلك النكبة.
تقول: "خفق قلبي بشدة عندما رأيت موقع التصوير. ذكرني بالمخيم الذي كنت أعيش فيه بعد أن أُحرقت قريتي. أعاد إليّ كل المشاعر الرهيبة التي مررت بها في ذلك الوقت. شعرت بالضيق الشديد".
وقال مصدر لصحيفة The Sun إن العديد من الممثلين والطاقم كانوا قلقين بشأن معاملة اللاجئين في الموقع، ومنهم بطلة المسلسل ميشيل كيغان.
وأضاف متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية: "كتبت القصة لإلقاء الضوء على محنة الروهينغا. تم التعاقد مع جميع الممثلين بطريقة طبيعية وبالأجور المعتادة للعمل في ماليزيا، بمن فيهم بعض اللاجئين الروهينغا الذين يعيشون في ماليزيا. لم يطلب من أي منهم القيام بأي شيء من شأنه أن يعرض سلامتهم للخطر، فأمنهم له أهمية قصوى بالنسبة لنا. قام طبيب موقع بالكشف على أحد الروهينغا ثم نُقل إلى المستشفى بصحبة المنتج. أوقفنا التصوير في حينها، ولم تلتقط أي لقطات للحدث".