خسروا ملايين خلال ساعات.. مليارديرات البيتكوين يحتفلون على متن رحلة بحرية بينما عملاتهم تتراجع.. لكن هذا ما يطمئنهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/21 الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/21 الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش

عندما انطلق 600 من عشاق العملات الرقمية المشفرة، مساء الإثنين 15 يناير/كانون الثاني، من سنغافورة على متن رحلة بلوكشين البحرية السنوية الثانية، كانت أسعار البيتكوين تتخطى 13500 دولار أميركي بكل أريحية.

وفي الوقت الذي رست فيه سفينتهم، البالغ طولها 1020 قدماً، على شواطئ تايلاند يوم الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني لقضاء الظهيرة في تناول المشروبات دون توقف وتبادل الأحاديث حول العملات المشفرة على شاطئ خاصٍ تكسوه أشعة الشمس، تراجعت أسعار البيتكوين لتصل إلى 10 آلاف دولارٍ فقط، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأميركية.

وتُشير الاحتمالات إلى خسارة المجموعة التي أغلبيتها من الشباب، الذين أصبح العديد منهم فاحشي الثراء –على الورق- بعد الارتفاع القياسي في أسعار البيتكوين وغيره من العملات الرقمية العام الماضي، لملايين الدولارات مع هذا الانخفاض.

لكن لم يُظهر أيٌ منهم عدم سعادته بسماع تلك الأخبار. واستمرت الحفلة مع تدفق السانغريا (مشروب برتغالي) والنبيذ الأحمر، وضجت الخلفية بأنغام موسيقى الراب التي تتحدث عن البيتكوين، بينما التقطت الطائرات ذاتية القيادة صوراً للمشهد بالكامل من الأعلى.

وأوضح روني موس، مؤسس ستاندبوينت ريسيرش ومقرها ميامي بيتش، الذي كان أحد المتحدثين خلال هذا التجمع يوم الأربعاء، 17 يناير/كانون الثاني: "لا شيء يستمر في الارتفاع في خطٍ مستقيم".

وأضاف أن أفضل التكهنات تُشير إلى قفزةٍ في أسعار البيتكوين تصل إلى 300 ألف دولارٍ أميركيٍ في أقل من 7 سنوات.

وبالنسبة للمشككين في ثورة العملات المشفرة، فمن الصعب تجاهل العلامات التي تُشير إلى كون هذا كله مثالاً آخر على تضخم ما قبل الانهيار – تكرارٌ لمؤتمر لاس فيغاس لدعم الاكتتاب، الذي جُسِّد في فيلم The Big Short، الذي سبق انهيار سوق الرهن العقاري عام 2007.

لكن التفاؤل الراسخ الذي ظهر في رحلة بلوكشين البحرية الأسبوع الماضي يحمل تحذيراً قوياً لكل من راهن على انهيار العملات المشفرة، يحتاج الأمر إلى أكثر من مجرد انخفاضٍ بنسبة 50% عن السعر القياسي الذي سجله البيتكوين في 18 ديسمبر/كانون الأول، حتى يتخلى عنه جمهوره.

وأضاف موس، الذي أصبح من مشاهير العملات المشفرة بعد أن نشر توقعاته بارتفاعٍ خيالي في أسعار البيتكوين: "هذا من الأشياء التي عليك أن تؤمن بها أو تتخلى عنها".

وضمّت قائمة المتحدثين المختارة في الرحلة البحرية: خوسيه غوميز، المساعد السابق للرئيس الفنزويلي الأسبق هوغو تشافيز، وكاسبر كورجوس رئيس برنامج إستونيا للإقامة الإلكترونية (البرنامج الذي يُحتمل أن يطرح عملته المشفرة الخاصة)، وهورهي مولت وهو واحد من أقدم جامعي العملات الرقمية الذي لا دليل على صحة ادعاءاته بامتلاك 250 ألف بيتكوين (قيمتها 2.8 مليار دولار أميركي بالأسعار الحالية).

لكن المتحدث الأكثر لفتاً للأنظار كان جون مكافي، رائد برامج الحاسوب المضادة للفيروسات، ذا الماضي المتقلب. ففي عام 2012، أثناء إقامته في بليز، كانت لمكافي سوابق مع الشرطة المحلية لاتهاماتٍ بتصنيع عقاقيرٍ غير مرخصة وحيازة أسلحة، لكنهم أطلقوا سراحه فيما بعد دون إدانة.

وفي وقتٍ سابق، شرعت شرطة بليز في البحث عنه كمتهمٍ محتملٍ على علاقةٍ بمقتل جاره. وصرح مكافي بأنه بريءٌ من هذه التهمة، وأنه هرب من بليز خشية اضطهاد المسؤولين الفاسدين له.

ويُساعد مكافي الآن في إدارة شركة إم جي تي كابيتال إنفيستمينت إنك، الشركة التكنولوجية ذات رأس المال الصغير والمتخصصة في مجال إنتاج البيتكوين. وأصبح مكافي أحد المبشرين بالعملات المشفرة على تويتر، بوصفه للتكنولوجيا الجديدة ورموزها لمتابعيه الذين يصل عددهم إلى 700 ألف متابع.

وهذا ما دفع كوينزبانك، الشركة المتخصصة في تبادل العملات الرقمية وإدارة المحافظ الإلكترونية التي نظمت الرحلة البحرية، لجعله المتحدث الرئيسي في هذا الحدث.

ويوم الأربعاء، ألقى مكافي مسؤولية تراجع أسعار السوق مؤخراً، على عاتق المخاوف، التي لا أساس لها، من التدخل الحكومي. وحث حاملي العملات المشفرة – الذين ارتدى أحدهم قميصاً يحمل عبارة "اشترِ الأسهم الخاسرة" – على التمسك برهانهم.

وقال مكافي في لقاءٍ بعد خطابه: "لا يُمكنك حظر نظامٍ منتشر. كيف تحظر تدخين الماريغوانا مثلاً؟ لا يُمكنك ذلك. سيعود الناس إليها حتماً".

ولم تتمحور كل أحاديث رحلة بلوكشين البحرية حول العملات المشفرة فحسب. ولم تكن مفاجأةً أن يتحدث الحضور كثيراً عن بلوكشين –تكنولوجيا السجلات الموزعة التي تدعم البيتكوين- وقدرتها على تحسين الصناعات مستقبلاً بدايةً من التمويل وحتى الرعاية الصحية.

وجاء العديد من المتحدثين على ذكر الأعمال الخيرية، بمن فيهم موس الذي طالب الحضور بالتبرع بجزءٍ من ثروتهم الحديثة للإسهام في تقليل مستويات عدم المساواة العالمية.
ويمتلك العديد من الحضور ثروةً تزيد بكثيرٍ على حاجتهم.

وقال روان هيل، عامل مناجم الفحم السابق في أستراليا، إنه تقاعد في الـ26 من عمره بعد أن دخل عالم العملات المشفرة مبكراً. وبعد الانتهاء من الرحلة البحرية سينطلق إلى اليابان في رحلة تزحلقٍ على الجليد تستمر 4 أسابيع.

وأضاف هيل، الذي ارتدى قبعة فيدورا ونظاراتٍ شمسية أثناء تسكعه على الشاطئ: "لا يستطيع الكثيرون تحمّل تقلبات الأسعار في العملات المشفرة. والشخص العادي يبيع فقط، لينتهي به الأمر خاسراً".

وقال جو ستون، الأسترالي الذي يستثمر في الأصول الرقمية، إن انخفاضات السوق يسهل تحمّلها عند تكون برفقة عشاق البيتكوين الحقيقيين. وبالنسبة لكثيرٍ من الحضور على متن الرحلة البحرية، فإن الخطوة التالية هي مؤتمرٌ آخر للعملات المشفرة في بانكوك.

وتابع ستون، بعد أن قضى ليلةً طويلةً في التسكع داخل حانة السيجار وشرب الويسكي: "لا أفضل التواجد في أي مكانٍ آخر. إن لم أكن هنا، سأكون جالساً وحدي أمام شاشة الحاسوب".

علامات:
تحميل المزيد