تواصل السلطات السعودية تكتمها على مصير الداعية سلمان العودة، على الرغم من انتشار شائعات خلال اليومين الماضيين على مواقع التواصل، تتحدث عن وفاته دون وجود أدلة على ذلك، ما دفع نجله عبد الله إلى التساؤل مجدداً عن مصير والده.
وكان عبد الله أكد يوم الثلاثاء الفائت 16 يناير/كانون الثاني 2018، عن نقل والده إلى المستشفى، بعد مضي 4 أشهر على سجنه في زنزانة انفرادية.
في تغريدة له على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، مساء أمس الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2018، قال عبد الله إن أياماً مضت على رؤية والده سلمان في المستشفى، مؤكداً أنه "لم يُسمح للداعية بالتواصل ولم يتم الإفراج عنه".
وأكد عبد الله أن الحكومة السعودية لم تبلغ عائلة الداعية حتى مساء أمس الجمعة بأي شيء يتعلق بصحته، وتفاعل مغردون مع تغريدة عبد الله وأبدوا تضامنهم معه ومع والده.
مضت أيام على خبر رؤيته في المستشفى ، وحتى الآن.. لم يسمح له بالتواصل ولم يتم الإفراج عنه.
الحكومة السعودية لم تبلغنا لحد الآن أي شيء يتعلق بصحة الوالد #الشيخ_سلمان_العودةاللهم في هذا اليوم العظيم فرّج عنه واشفه، وتولّه بحفظك، واجعل كيد الظالمين في نحورهم.
— عبدالله العودة (@aalodah) January 19, 2018
وتواجه الحكومة السعودية مطالب للكشف عن مصير العودة الذي سبب تدهور حالته الصحية وإخفاء المعلومات عن سلامته قلقاً لدى عائلته ومحبيه، ولم يصدر أي رد رسمي من الحكومة على ما أُثير عن وفاة العودة جراء التدهور الشديد في صحته.
ودعا الكاتب السعودية الرياض إلى تقديم ما يُطمئن الناس على الداعية العودة، وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: "طمنوا الناس على الشيخ #سلمان_العودة ولو بصورة وهو يقرأ صحف اليوم مثلاً، فاللرجل حق ولأهله وتلاميذه حق كما أنه يحظى على احترام شعبي واسع".
طمنوا الناس على الشيخ #سلمان_العودة ولو بصورة وهو يقرأ صحف اليوم مثلا، فاللرجل حق ولأهله وتلاميذه حق كما انه يحظى على احترام شعبي واسع.
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) January 18, 2018
من لم يعرف سلمان العودة، بحث عنه،شاهده عبر مقاطع في اليوتيوب،أحبّه وروّج أفكاره
ومن لا يُحب القراءة، اشترى كتبه
ومن لم يهتم بأمره ومن هم مثله سيفعل!
شكرا لكم على اعتقال شرفاء الأمة
نشر علمهم وخبراتهم،هو الهدف من الرحلة ، وفيه خيرهم وخير أمّتنا..
اللهم بارك بهم
أنت تعلمهم أكثر منا— احسان الفقيه (@EHSANFAKEEH) January 18, 2018
وفي وقت سابق، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، بفرض السلطات السعودية حظراً على سفر 17 من أقرباء الداعية العودة المحتجز منذ نحو أربعة أشهر.
وأوضحت المنظمة في بيان نقلاً عن أحد أفراد عائلة العودة أن أحد الأقرباء الممنوعين من السفر اكتشف الحظر عند محاولته مغادرة البلاد، موضحاً أن "ضابط الجوازات أبلغ أحد أفراد أسرته بأن القصر الملكي بنفسه فرض هذا الحظر لأسباب غير محددة".
تتفق ..او تختلف مع سلمان العودة …انت حر
لكن بأي قانون ودين في العالم …يحق لك ان تمنع اطفاله من رؤية والدهم والاطمئنان عليه ؟؟؟
قطع صلة الارحام …يرضى مين يا مسلم ؟؟
اذا لم تستطع قول الحق ….فلا تصفق للباطل— Ania El Afandi آنيا (@Ania27El) January 19, 2018
وكان العودة أحد رجال الدين المعروفين الذين أوقفوا في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي ضمن حملة اعتقالات قالت السلطات إنها موجّهة ضد أشخاص يعملون "لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها".
لكن مغردين قالوا إن سبب اعتقاله، تغريدة كتبها العودة ودعا فيها الله أن "يؤلف القلوب"، بعدما انتشر نبأ عن اتصال هاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
صدّق أو لا تصدّق..
كل ما يجري للشيخ سلمان العودة من ظلم، ولعائلته من ترويع .. بسبب هذه التغريدة !#وفاه_الشيخ_سلمان_العوده pic.twitter.com/D6Ia3muqZd— تركي الشلهوب? (@TurkiShalhoub) January 18, 2018
وذكرت رايتس ووتش يوم الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2018 أن السلطات السعودية لم توجه حتى الآن أي تهمة إلى العودة، مضيفة أنه لم يسمح للعودة إلا بإجراء مكالمة هاتفية وحيدة استمرت 13 دقيقة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ورأى محللون أن بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حالياً، خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة مع الجارة قطر، بينما ينظر بعضهم الآخر بريبة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها بن سلمان.