لمحة عن عفرين.. أرض الزيتون والصابون ومختبر الأكراد للحكم الذاتي في سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/20 الساعة 13:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/20 الساعة 13:26 بتوقيت غرينتش

تعد منطقة عفرين التي بدأ الطيران التركي، السبت 20 يناير/كانون الثاني 2017، باستهدافها في شمالي سوريا، وتُعرف بكروم زيتونها المنتشرة على مد النظر، بمثابة أول منطقة اختبر فيها الأكراد الحكم الذاتي، بعد اندلاع النزاع ثم انسحاب قوات النظام منها في العام 2012.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثم أكد الجيش التركي السبت، بدء هجوم عسكري تركي على المنطقة يستهدف المقاتلين الأكراد.

منطقة "شبه محاصرة"


تقع منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب. تحدها تركيا من جهتي الشمال والغرب، وهي على تماس مع منطقة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة من جهة الشرق.

وللمنطقة حالياً منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب، التي تبعد 60 كيلومتراً عنها، يمر عبر بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين، الواقعتين تحت سيطرة مسلحين موالين لقوات النظام.

يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذا الطريق يشكل "المتنفس الوحيد لمنطقة عفرين شبه المحاصرة". وهو غالباً ما يكون سالكاً، إلا أنه في بعض الأحيان، يعمد مقاتلو البلدتين إلى إغلاقه عند وقوع حوادث معينة.

تعد مدينة عفرين مركز المنطقة التي يعد الأكراد الغالبية الساحقة من سكانها، وتتبع لها أكثر من 360 قرية وبلدة، يقيم فيها أكثر من مليون شخص، نصفهم نازحون عرب وكرد من مناطق سورية عدة.

قبل اندلاع الثورة ضد نظام الأسد، كان عدد سكانها نصف مليون، أما الآن فقط اكتظت بالسكان، وأصبح عدد قاطنيها يزيد عن مليون.

– انسحاب قوات النظام –


منذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، اتّخذ الأكراد في عفرين وبقية المناطق التي يتواجدون فيها في شمال، وشمال شرق سوريا موقفاً محايداً من النزاع، عرّضهم لانتقادات حادة من قبل المعارضة، التي تأخذ عليهم عدم تصدّيهم لقوات النظام.

ومنذ 2012، باتت عفرين تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، الذين يقدر المرصد السوري عددهم حالياً بخمسة آلاف. وعمدوا إثر ذلك إلى تحصين منطقتهم بشكل جيد، ومنعوا أي وجود عسكري لفصائل المعارضة داخلها.

وسمح غياب النظام المبكر عن عفرين للأكراد بتجربة الحكم الذاتي لأول مرة، فسارعوا إلى رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، الذي تعتقله تركيا منذ العام 1999، وأنعشوا لغتهم التي كان يمنع عليهم التحدث بها، وأسسوا المراكز التربوية والثقافية الكردية. كما شكلوا مجالس محلية وبلدية خاصة.

ومع توسع مناطق سيطرتهم تدريجياً في شمال، وشمال شرقي سوريا، شكلت عفرين إحدى مناطق الإدارة الذاتية الثلاث، ثم أحد أقاليم النظام الفدرالي الذي أعلنوه، في مارس/آذار 2016، ويضم كذلك الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق)، والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة).

منطقة جبلية زراعية


تعتبر منطقة عفرين زراعية بامتياز، إذ تكسوها أشجار الزيتون بشكل رئيسي، وتعرف بزيتها الصافي، وصابونها الذي يعد من أجود أنواع الصابون الحلبي الذائع الصيت.

ويطلق على عفرين تسمية جبل الأكراد، نظراً لطبيعتها الجبلية التي مكّنت المقاتلين الأكراد من تحصينها، وحفر الخنادق لإعاقة الوصول إليها من المناطق القريبة تحت سيطرة الفصائل، لا سيما أعزاز، الواقعة في منطقة سهلية.

رغم تلك التحصينات، لم تبق عفرين بمنأى عن الاستهداف، سواء من الجيش التركي أو من الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة.

وأوقعت المعارك في محيط عفرين خلال السنوات الماضية مئات القتلى من الفصائل والأكراد. كما سقط ضحايا مدنيون جراء القذائف الصاروخية والمدفعية.

وليست التهديدات التركية الأخيرة لعفرين بجديدة، إذ لطالما أكدت أنقرة منذ سيطرة المقاتلين الأكراد على المنطقة عزمها اتخاذ "كافة الإجراءات" لمنع تمركز "خلايا إرهابية" في المناطق الحدودية مع سوريا.

وفي صيف العام 2012، اتَّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان حينها رئيساً للوزراء، النظام السوري بوضع مناطق عدة في شمالي سوريا "في عهدة" حزب العمال الكردستاني.

وتخشى أنقرة من أقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها. وتعد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردي، "منظمة إرهابية"، وتعتبرهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً ضد القوات التركية على أراضيها منذ عقود.

تحميل المزيد