كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة، بعد منتصف ليل أمس الجمعة، عندما بثَّ الفريق سامي عنان فيديو على صفحة بفيسبوك تحمل اسم حملة ترشيحه للرئاسة. خلال الكلمة التي وجَّهها للناخبين أعلن عنان عن تكوين نواة فريق رئاسي، يتولى معه السلطة إذا فاز بها.
طوال أسبوع مضى، كانت المعلومات التي يدلي بها حزب مصر العروبة الذي أعلن ترشيح عنان، تخلو من تصريح باسمه، ويطلقها مسؤولون في الحزب الذي لا يعد عنان عضواً فيه، فمن هم الأشخاص الذين يقفون مع ترشيحه؟ وما دور كل منهم؟
رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المغضوب عليه
النائب الأول الذي أعلن الفريق سامي عنان عن وجوده في فريقه الرئاسي، إذا ما فاز بالانتخابات، هو هشام جنينة، نائباً لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور.
جنينة هو قاض سابق، تولَّى منصب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، في سبتمبر/أيلول 2012، أثناء تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية، واستمرّ في منصبه حتى عزل، في مارس/آذار 2016.
التقرير الذي أصدره الرجل أثناء توليه المنصب عن تكلفة الفساد في مصر، والذي أشار فيه لتورط ضباط شرطة وقضاة وشركات تابعة لجهات سياسية، بالإضافة إلى حديث الرجل عن الجهات السيادية التي لا تدفع الضرائب، كانت عوامل جعلته غير مرغوب فيه على رأس مؤسسة رقابية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ورغم أن القانون كان ينص قبل ذلك على عدم جواز عزل رؤساء الأجهزة الرقابية، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يوليو/تموز 2015، قراراً بقانون يسمح بقرارات كهذه، وبعد 8 أشهر من إصدار القانون، كان جنينة الأول والوحيد حتى الآن، الذي عزل بموجبه.
بعد عزله، حققت نيابة أمن الدولة مع الرجل بتهمة تكدير السلم العام، بسبب نشره التقرير بشكل علني، لكن النيابة أطلقت سراحه بعد رفضه الإجابة عن أسئلتها.
وقد قام جنينة برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري ضد قرار عزله، الذي يعتبره غير دستوري.
ترددت أخبار عن احتمال ترشح جنينة نفسه قبل أشهر، مع دعوات من معارضين لاتخاذ هذه الخطوة، لكن الرجل نفى ذلك في أكثر من مناسبة، آخرها كان قبل عشرة أيام.
النائب الثاني: أستاذ علوم سياسية معارض
حازم حسني هو الشخص الثاني الذي أعلن سامي عنان عن اسمه نائباً لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي، ومتحدثاً رسمياً باسمه، في حال فوزه بالرئاسة.
حسني هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ولم يعرف عن الرجل مشاركته بدور رسمي في أي مؤسسة حكومية من قبل، لكن الرجل دائم الانتقاد لسياسات النظام الحالي والرئيس عبدالفتاح السيسي.
أشيع عن الرجل قبل 7 أشهر احتمال ترشحه للرئاسة أيضاً، ونشرت صفحات على فيسبوك صوراً للرجل، مكتوباً عليها عبارة "حازم حسني لرئاسة الجمهورية 2018″، وهو ما نفاه قائلاً "الشيء المؤكد الذي أعرفه عن موقفي الشخصي من الانتخابات الرئاسية القادمة، هو أنني لن أكون في هذه الانتخابات، داعماً لاستمرار السيسي في الحكم، فقد أمسى وجود الرجل في الحكم كابوساً ينذر بخراب مصر وإهدار مقدّراتها".
ووصف حسني في حوار له مع جريدة الشرق القطرية استمرار السيسي في الحكم بأنه "خراب لمصر"، وأن سياساته تصل إلى حد "الخيانة العظمى"، بعد التنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها مصر مع المملكة في 2016.
لحازم حسني موقف من جماعة الإخوان المسلمين، كما أن له موقفاً سابقاً من سامي عنان، عبّر عنه عندما أقاله الرئيس السابق محمد مرسي، وقال وقتها: هو بالتأكيد لا يصلح رئيساً للجمهورية، ولم يكن يصلح أصلاً لمنصب رئيس هيئة الأركان، ولا لتمثيل شرف العسكرية المصرية أو عزتها أو اعتداد قادتها بأنفسهم!!
ولم يدلِ أي من هشام جنينة وحازم حسني بتصريحات حول دورهما في فريق المرشح سامي عنان حتى اللحظة.
رئيس الحملة في الخارج: مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي
من خلال صفحته على تويتر، أعلن المحامي الدولي محمود رفعت تكليفه من قبل حملة سامي عنان بتولي مسؤولية التنسيق الحملة الفريق خارج مصر، بالإضافة لتحدثه رسمياً باسم الحملة.
Pleasure to receive questions of journalists concerning Sami Anan campaign presidential elections #Egypt 2018 on +33.6.77.77.77.79
Plaisir de recevoir questions de journalistes concernant Sami Anan, présidentielle #Egypte 2018
Spokesman & abroad coordinator of Mr Anan campaign pic.twitter.com/t3glGUzz9b
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) January 20, 2018
يقيم رفعت في بلجيكا، وهو قاضٍ سابق في المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي حالياً، ويظهر الرجل كثيراً في وسائل إعلام مصرية ومحلية، للحديث عن شؤون قانونية عربية، بدءاً من استضافته مع الإعلامي تامر أمين في 2011، المشاركة التي تحدث فيها عن كيفية استعادة أموال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك المهربة في الخارج.
وبعد تنفيذ حكم الإعدام بحق المتهمين في القضية المعروفة باسم خلية عرب شركس، قبل الحكم في الطعن الذي قدمه المتهمون، كتب رفعت هذا على تويتر:
السيدات والسادة خاصة النخب علينا عدم المكابرة والاعتراف اننا اجرمنا على الاقل اخلاقيا يوم ساعدنا السيسي الوصول للحكم وكوننا خدعنا لايغفر لنا
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) May 17, 2015
وقتها، أعدمت وزارة الداخلية 6 شباب، بعد أن حكمت عليه محكمة عسكرية متهمة إياهم بالانضمام لجماعة أنصار بيت المقدس المسلحة.
كان رفعت واحداً من أبرز الداعمين للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وبذل جهداً دولياً لإقناع مسؤولين أوروبيين وأميركيين بتلك الخطوة، لكن الرجل عاد وأعلن اعترافه بخطأ المشاركة، وتبني هذا الدور، في مقابلة أجراها مع معتز مطر على قناة "الشرق".
رئيس الحزب: دور غير واضح
سامي بلح هو الأمين العام لحزب مصر العروبة الديمقراطي، ومنذ إعلانه في الأسبوع الماضي عن احتمال ترشح الفريق سامي عنان، يتداول اسمه باعتباره مقرباً من عنان.
لم يكن بلح معروفاً لكثير من المهتمين بالشأن السياسي المصري من قبل، كما أن الأخبار المنشورة عن الرجل ليست كثيرة.
ونقلت البوابة نيوز عن الرجل تصريحاً مقتضباً عام 2013، يعارض فيه قرار فصله من الهيئة العليا لحزب الوفد المصري، بعد تزعمه مع 6 آخرين حملة تمرد لسحب الثقة من رئيس الحزب السيد البدوي.
الرجل الذي كان يتولى أمين لجنة حزب الوفد بدمياط سابقًا، ترشح على منصب نقيب المحامين في نفس المحافظة أيضاً، في فبراير/شباط 2016.
ورغم عدم عضوية عنان في الحزب فإن بلح يتحدث باستمرار عن ترشيح الحزب لعنان، وهو الدور الذي وافق عليه الأخير.
أمين عام آخر للحزب
رجب هلال حميدة هو أمين عام حزب مصر العروبة، والبرلماني السابق في عهد حسني مبارك، ويصرح حميدة للإعلام منذ الأسبوع الماضي عن اتفاق الحزب على ترشيح عنان.
اتّهم حميدة بتزعم موقعة الجمل للهجوم على المعتصمين في ميدان التحرير، يوم 2 فبراير/شباط 2012، وحبس على ذمة القضية، لكن المحكمة برأته فيما بعد.
كما أن وسائل إعلام مختلفة تذكر أن عنان مَن أسّس الحزب، ويرأسه نجله سمير، في حين تنفي وسائل إعلامية أخرى هذه العلاقة بين الرجل والحزب، ولم تتلق عربي بوست رداً من أميني الحزب سامي بلح ورجب هلال حميدة، بعدما حاولت التواصل معهم، حتى نشر هذا التقرير.
حتى الآن لم يظهر هيكل واضح للحملة، أو معلومات تفصيلية عن عدد التوقيعات التي جمعتها الحملة حتى الآن، إلا أن الحزب يؤكد اقترابه من تجميع الـ 25 ألف توكيل المطلوبة لدخول المنافسة.
المتحدث باسم الحملة: واحد من شباب الثورة
بعد أن أعلن الشاب أحمد ماهر، الشهير بريجو، والمعروف بتوجهاته الثورية، عن تأييده للمرشح خالد علي، مع مطالبته للشباب بتحرير توكيلات له، نشر صورته وهو يقف إلى جوار سامي عنان، معلناً عن تطوعه في حملته، وتولى مسؤولية العمل الجماهيري على المستوى المركزي للحملة.
في إثر ذلك القرار واجه الشاب لوماً كثيراً من أصدقائه الذين لا يفضلون عنان، كونه أحد رموز المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك. استمرت التظاهرات التي نظمها الثوار ضد المجلس العسكري، منذ فبراير/شباط 2011، حتى يونيو/حزيران 2012، عندما تولى الرئيس الأسبق محمد مرسي السلطة.
وانتشرت صورة لريجو عندما كانت سيارة ملاكي تقودها سيدة تدهسه أثناء مشاركته في جمعة الأرض، التي تظاهر فيها المشاركون، في أبريل/نيسان 2016، ضد تسليم تيران وصنافير للسعودية.
الخلفيات التي تنتمي إليها الشخصيات التي عرفت بوقوفها مع الفريق سامي عنان متنوعة، إلا أنها تشترك في هدف واحد: معارضة بقاء عبدالفتاح السيسي في الحكم.