قُوبِلَ عرض قدمه مطورو مشروع "أبراج ترامب" بالقرب من مدينة دلهي الهندية، بانتقادات واسعة، حيث قال إن أول 100 مستثمر هندي في العقار سيذهبون إلى الولايات المتحدة للقاء دونالد ترامب الابن، أكبر أبناء الرئيس الأميركي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2018.
وأشارت الصحيفة إلى أن المواد الترويجية للمشروع – وهو الخامس الذي يحمل اسم ترامب في الهند – تزعم أن موقع العقار في العاصمة الهندية "مُمَيَّزٌ للغاية".
ولم تكن تفاصيل الاجتماع مع ترامب الابن واضحة، ولكن العرض ظهر مراراً في نشرة الأخبار التي تُبَث على موقع الشركة المُطوِّرة، تحت شعار "اشترِ شقة، وقابل ترامب الابن".
وقد أُعلِنَ عن إطلاق مشروع سكني "فاخر جداً" في مدينة غورغاون، وهو مركز للعاملين بمجال تكنولوجيا المعلومات جنوبي دلهي، الأسبوع الماضي، من قِبَل مؤسَّسَتين هنديَّتين تابعتين لترامب، وهما M3M وتريبيكا ديفيلوبرز.
وزعمت المؤسَّستان أنهما باعتا 20 شقة في البرجين، البالغ ارتفاع كلٍ منهما 600 قدم، في غضون 24 ساعة من إطلاق المشروع، وقد حدث ذلك جزئياً من خلال تباهيها ببناء "أكثر المشاريع ترفاً في شمالي الهند"، كما أنَّ إغراء لقاء أحد أفراد العائلة الأولى في الولايات المتحدة كان له دورٌ.
بانكاج بنصال، المدير الهندي لـ M3M، قال لوكالة أنباء "برس ترست" الهندية: "سيتوجَّه أول 100 مشترٍ تقريباً إلى الولايات المتحدة حيث سيستضيفهم دونالد ترامب الابن".
وهاجم نورمان إيسن، الذي عمل مستشاراً خاصاً للأخلاقيات في إدارة باراك أوباما الإعلان، وهو الآن يشغل رئيس مجلس إدارة مجموعة مراقبة تُدعى "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" في واشنطن.
وقال نورمان "إنَّ جعل دونالد الابن متاحاً لأولئك الذين يستطيعون تحمُّل تكاليف الوجود في أرضٍ أجنبية بناءً على شراء عقار ما هو أمر شنيع أخلاقياً".
وأضاف أنه لا ينبغي أن يكون الوصول إلى الأسرة الأولى معروضاً للبيع. "فالأمر غير ملائم بالأخص لأننا نعرف أنه على اتصالٍ مستمرٍ بوالده، وهو ما يخلق قناةً لمحاولة التأثير على الرئيس وعلى واحدٍ من أقرب المُقرَّبين وأفراد الأسرة".
وحذَّرَت مجموعة المراقبة في تقريرٍ صدر أمس الجمعة، 19 يناير/كانون الثاني، من أن ترامب لا يزال يستفيد من أعماله وهو في منصبه "وفي كثيرٍ من الحالات يستفيد من رئاسته".
واستشهدت المجموعة بتقارير واردة في وسائل الإعلام الهندية من المُطوِّرين المشاركين مع منظمة ترامب تفيد بأن الأسعار في المباني التي تحمل علامة ترامب التجارية قد ارتفعت بنسبةٍ تصل إلى 18٪ نتيجةً لرئاسته.
وتشمل المشاريع الأخرى التي تحمل علامة ترامب في الهند برجين مُكوَّنين من 23 طابقاً في بيون بولاية ماهاراشترا، ومبنى ذا 75 طابقاً تحت الإنشاء في مومباي، ومشروعاً سكنياً في كلكتا.
وكان ترامب قد وعد في الشهر الذي فاز فيه بمنصبه بأنه سوف يفرغ من أعماله التجارية "كلياً"، لكنه ترك أملاكه العقارية لأبنائه دونالد الابن وإريك – رغم تحذيرات المستشارين الأخلاقيين بأن التسوية لا تكفي لتجنُّب تضارب المصالح المحتملة.
ومن المُتوقَّع أن يزور ترامب الابن الهند كجزءٍ من الحملة الترويجية لأبراج غورغاون قبل مارس/آذار 2018.