قال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانكيلي، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2018، إن عملية تركيا في منطقة عفرين، الخاضعة لسيطرة الأكراد، في ريف حلب (شمال غربي سوريا)، بدأت "فعلياً" بقصف عبر الحدود، لكن لم تتحرك أي قوات إلى المنطقة.
وأضاف جانيكلي في مقابلة مع قناة "الخبر" التلفزيونية، أن تركيا تطور أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدمها قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية، ونقلت وكالة الأناضول التركية عن الوزير قوله إن بلاده "ستزيل خطوط الإرهاب كافة شمال سوريا".
في غضون ذلك، بدأت القوات المسلحة التركية تشغيل المرحلة الأولى من نظام "قايي" للأمن الحدودي، المزود بأجهزة استشعار إلكترونية متطورة، على الحدود بين ولاية هطاي التركية، ومدينة عفرين السورية.
وقالت مصادر تركية مطلعة لـ"الأناضول"، إن المرحلة الأولى من النظام ستقام على طول 40 كيلومتراً من الحدود بين هطاي وعفرين، وأنه تم بالفعل الانتهاء من 20 كيلومتراً منها، فيما يُخطَّط لأن يُغطي النظام الحدود بالكامل.
ونظام "قايي" مزود أيضاً بمنظومة "SARP" القادرة على تحديد مكان أي هدف يهاجم الأراضي التركية في لحظته، والبدء في قصفه بشكل أوتوماتيكي عن طريق التحكم عن بعد.
قصف متبادل على الحدود
وفي الوقت الذي تتحدث فيه تركيا عن عملية عسكرية في عفرين، تكررت خلال الأيام القيلة الماضية عمليات القصف المتبادل بين الجيش التركي والقوات التركية عند المنطقة الحدودية.
والجمعة، رفع الجيش التركي حالة التأهب القصوى؛ استعداداً لمواجهة عسكرية في عفرين، وتزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية إلى وحدات الجيش التركي المنتشرة على الحدود مع سوريا، وبالتحديد إلى قضائي "خاصة" و"قرقهان" بولاية هطاي المحاذية للحدود السورية.
وجاء ذلك بعد ساعات من صدور بيان من مجلس الأمن القومي التركي، عقب اجتماعه في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وقال البيان: "لن نسمح بتشكيل ممر إرهابي على حدودنا، كما لن نسمح بتشكيل جيش إرهابي هناك، وسيتم اتخاذ كل أشكال التدابير اللازمة في هذا الصدد".
مباحثات في روسيا.. وأميركا مُعترضة
ولا تزال المشاورات بين المسؤولين الروس والأتراك مستمرة، حيث يجتمع رئيس الأركان التركي خلوصي آكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، مع رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف.
والخميس 18 يناير/كانون الثاني 2018، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده "ستدخل عفرين ومنبج بسوريا، وأبلغنا أميركا أننا لا نريد أن نواجه حليفاً هناك"، لافتاً إلى أنه ينبغي لأميركا أن تقطع علاقاتها مع "المنظمات الإرهابية وأن تكف عن التعاون معها".
وأضاف: "يجب ألا تعارض روسيا العملية العسكرية في عفرين السورية"، مشيراً إلى أن بلاده ستنسق مع روسيا وإيران بشأن عملية جوية على عفرين.
من جانبها، حثت الخارجية الأميركية تركيا على عدم إجراء عملية عسكرية في عفرين، ودعتها للتركيز على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وخلال مؤتمرها الصحفي اليومي، قالت المتحدثة باسم الوزارة، هيذر نويرت: "نحن لا نعرف ما إن كانت تركيا ستجري عملية عسكرية في عفرين أم لا، لكننا نحث أنقرة على
عدم اتخاذ مثل هذه الخطوة؛ لأن عيون الجميع يجب أن تكون على داعش".
وعن تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال فيه: "رغم التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة، فإننا لا نشعر بالارتياح"، أجابت نويرت: "لم أرَ التصريحات، ولكن أشعر بالأسف".
وفي إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أضافت المتحدثة: "تقاسمنا مع الأتراك الأفكار حول الهدف من التعاون مع العناصر المحلية، وأن العناصر المحلية توفر الأمن للمناطق التي تم انتزاعها من داعش".