خلايا داعش في العراق ليست نائمة بل قادرة على استعادة السيطرة على المدن.. قيادي في الحشد الشعبي: هكذا يناور مقاتلو التنظيم

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/18 الساعة 05:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/18 الساعة 05:58 بتوقيت غرينتش

بعد شهر على إعلان "تحرير" العراق من تنظيم الدولة الإسلامية، لا يزال الجهاديون قادرين على استعادة السيطرة على مناطق، وخصوصاً تلك القريبة من الحدود السورية، وفق ما يرى مسؤولون وخبراء.

ويؤكد علي البياتي، وهو آمر أحد ألوية قوات الحشد الشعبي في ناحية نمرود الأثرية جنوبي الموصل، أن "أمن المدينة هش، ويمكن أن ينهار في أي لحظة".

وفي الصيف الماضي، احتفلت السلطات العراقية بـ"تحرير" الموصل المجاورة، في شمالي البلاد.

لكن الآن، فإن "عناصر وجيوب وجماعات مسلحة هربت من الموصل"، التي كانت يوماً المعقل العراقي لـ"دولة الخلافة"، بعد استعادتها من قبل القوات الأمنية، وفق البياتي.

مكان تواجدهم


وعن طريقة مناورتهم واختفائهم، يؤكد القيادي في الحشد الشعبي لوكالة فرانس برس أن هؤلاء "يختبئون في مناطق صحراوية غربي الموصل"، التي تمتد على آلاف الكيلومترات المربعة الحدودية مع سوريا، و"ينفذون هجمات تستهدف القوات الأمنية والأهالي، على حد سواء".

ويتابع أن هؤلاء المسلحين "يستغلون المناطق الصحراوية والوديان والهضاب والحفر والمخابئ التي سبق أن حفروها (قبل استعادة الموصل)، وقد هيأوا كافة احتياجاتهم من الأسلحة والعتاد والماء والوقود والغذاء، بما يوفر لهم إمكانية الاختباء لفترات طويلة".

وتقع نمرود جنوبي الموصل، في محافظة نينوى، حيث "تم اعتقال أكثر من 4000 عنصر من تنظيم داعش"، منذ استعادة ثاني أكبر مدن البلاد في العاشر من يوليو/تموز 2017، وفق ما يشير قائد شرطة نينوى اللواء واثق الحمداني.

"خلايا ناشطة" لا نائمة


وقبل أيام، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى "ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة" للجهاديين، بعد هجوم انتحاري طال العاصمة العراقية، وأسفر عن مقتل 31 شخصاً، وهي الحصيلة الأعلى منذ تحرير الموصل.

لكن الباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي يقول لوكالة الأنباء الفرنسية: "يمكننا القول الآن إن مصطلح "خلايا نائمة" هو مصطلح خاطئ، بل هذه الخلايا ناشطة، وقادرة على شنِّ هجمات، وأيضاً استعادة السيطرة على بعض النواحي والقرى".

ولفت إلى أن "هناك ضبابية واضحة، وعدم رؤية كاملة للأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية العراقية عن هذه الخلايا".

تعرَّض عدد من أهالي مدينة الموصل نفسها للاستهداف، بحسب ما يقول عضو مجلس محافظة نينوى عايد اللويزي لفرانس برس.

ويقول اللويزي "بحسب المعلومات التي وصلتنا، تعرَّضت مناطق إلى هجوم في جنوبي الموصل (…)، كما تعرَّض مواطنون داخل مدينة الموصل إلى عمليات سطو واغتيالات، وقسم من المعتدين يرتدون زياً عسكرياً".

ويؤكد أن "غالبية الهجمات يشنها بقايا عناصر تنظيم داعش، يتواجدون في مناطق الجزيرة شمال الحضر، وباتجاه قضاء تلعفر، وناحية تل عبطة، وحدود محافظة الأنبار".

ولذا، يعتبر الهاشمي أن "هذا دليل على أن إعلان العراق للنصر العسكري على داعش، يعني فقط أنه لم يعد لهم مبان سكنية أو حكومية أو مأهولة ترفع عليها راياتهم".

وهذا يشير إلى تواجد الجهاديين في مناطق لا تزال تخضع لضربات من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويوضح المتحدث باسم التحالف راين ديلون، أن التحالف الدولي يدعم القوات العراقية بضربات في مناطق جنوبي الموصل "ضد مخابئ عتاد ومتفجرات وقذائف".

والمشكلة بحسب اللويزي، أن "التحرير حرَّر الأرض جغرافياً، وسيطر عليها، لكن لم يتم القضاء على عناصر داعش بشكل كامل".

ولهذا السبب، يضيف اللويزي "عادت إلى الواجهة الظروف الأمنية نفسها التي أدت إلى سقوط الموصل بيد داعش في العام 2014".

عمليات قتل متواصلة


لتجنّب السقوط في أخطاء الماضي، أقدم التحالف منذ أشهر على تدريب "القوات العراقية لتنتقل من مرحلة القتال إلى مرحلة عمل الشرطة ومواجهة المخاطر المحدقة".

قوات الحشد الشعبي، المنتشرة على طول الحدود العراقية السورية، تؤكد بدورها أنها تُفشل يومياً محاولات تسلل للجهاديين.

في موازاة ذلك، وبعد خسارته آخر جيوبه في سوريا، عاد تنظيم الدولة الإسلامية بشكل مفاجئ ليستعيد السيطرة على قرى في شمال غربي سوريا ووسطها.

وفي اتجاه الشرق، في منطقة الحويجة التي كانت واحدة من آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ما زال الجهاديون يواصلون عمليات التصفية والقتل.

ومنذ بداية العام، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل، ومقاتل واحد على الأقل من الحشد الشعبي، وفق مصادر أمنية عدة. في المقابل أشارت المصادر نفسها إلى أن نحو 60 جهادياً قتلوا في تلك الاشتباكات.

تحميل المزيد