كشف موقع ذا ميرور البريطاني أن أبويّ الأطفال الـ13 الذين عُثِرَ عليهم في حال مروِّعة، متضوِّرين جوعاً ومُقيَّدين لأسرَّتهم بالسلاسل، قد استعدَّا لمغادرة البلدة قبل ساعاتٍ من اعتقالهما.
واقتيد ديفيد ولويز توربين، وهما مُقيَّدَين، بعدما داهمت الشرطة بيتهما المُكوَّن من طابقٍ واحد في حوالي السابعة صباح الأحد 14 كانون الثاني/يناير 2018.
جاء ذلك بعد أن تسلَّقَت ابنتهما ذات الـ 17 عاماً النافذة هرباً إلى مكانٍ آمن، قبل إبلاغها الشرطة عبر هاتفٍ غير مُفَعَّل. وكشف ذا ميرور في الليلة الماضية كيف أفضت الفتاة للشرطة بخوفها من أن تُقتَل إذا ما أمسكها أبوَيها أثناء محاولتها الهرب، وفق ما ذكر الموقع البريطاني.
ويُعتَقَد أن أطفال عائلة توربين الـ13، والذين تتراوح أعمارهم بين عامين و29 عاماً كانوا قيد الاحتجاز في "بيت الرعب" في مدينة بيريس بولاية كاليفورنيا، منذ انتقالهم للمنطقة في عام 2010.
ويرى الأطباء أن السبعة البالغين الموجودين قيد رعايتهم، يعانون جميعاً من سوء تغذية حاد يجعلهم جسمانياً أشبه بالمراهقين.
وقالت هيئة الخدمات الاجتماعية إن في هذا إشارةً لمعاناة الأطفال من الإهمال لـ"فترة طويلة من الزمن"، إذ انتقلت عائلة توربين بين عناوين عدة في ولايتيّ تكساس وكاليفورنيا.
ويحاول المُحقِّقون الآن تحديد السبب الذي دفع الابنة الشجاعة ذات الـ 17 عاماً أن تُقرِّر أخيراً المخاطرة بحياتها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لإنهاء تلك المعاناة.
وتشير التفاصيل التي حصل عليها موقع ذا ميرور إلى استنتاجٍ يحتمل أن يكون مزعجاً بعض الشيء. فقبل 12 ساعة من اعتقالهما، أخبر الزوجان ديفيد توربين (57 عاماً)، ولويز توربين (49 عاماً) أصدقائهما أنهما "يستعدون لمغادرة المدينة".
وقال مصدر: "رأيتهم في حوالي السابعة أو الثامنة مساءً السبت الماضي، 12 كانون الثاني/يناير، وقالوا إن عليهما توديعنا إذ يستعدان لمغادرة المدينة، لكنهما لم يخبرونا متى أو إلى أين هم يرحلان. لم أُصدِّق الأمر عند رؤية صورهما عبر التلفاز بعد ليلتين".
لم يجد موقع ذا ميرور المنزل المُكوَّن من أربعة حجرات، والبالغ قيمته 260 ألف إسترليني (حوالي 360 ألف دولار) معروضاً للبيع عبر أي من مواقع التسويق العقاري المحلي الإلكترونية، كما لم يشاهد أحداً أي لافتاتٍ مرفوعة لبيعه.
لماذا نووا مغادرة المدينة؟
وقال مصدرٌ آخر: "إن ذلك يثير التساؤل فيما إذا كان وداع الزوجين توربين بنية الرحيل لمدينةٍ أخرى أم أنهم كانوا يُخطِّطون لإنهاء حياتهم كلياً".
ورفضت إدارة مقاطعة ريفرسايد التعليق عند سؤالهم ما إذا كان مُخطَّط انتحارٍ أو قتل يُمثِّل أحد المسارات قيد التحقيق.
على جانب آخر، أطلق أحد الجيران السابقين لقب "عائلة مصاصي الدماء" على آل توربين، إذ بدا أن الأطفال لا يخرجون إلا ليلاً، كما كانوا شاحبين وحذرين من الغرباء.
وفي تصريح لشبكة إيه بي سي نيوز، عبَّرَ جيمس وبيتي توربين، والدا ديفيد توربين، والمقيمَين بولاية فيرجينيا عن دهشتهما إذ صدما بالادعاءات المُوجَّهة لابنهما وزوجته. وذكرا أنهما لم يرا ابنهما وزوجته منذ زيارتهما لولاية كاليفورنيا قبل أربع أو خمس سنوات، لكنهما ظلا على تواصلٍ تليفوني معهما منذ ذلك الحين.
وذكروا أيضاً أنهما لم يتحدثا إلى أيٍّ من الأحفاد، موضحين أن ديفيد وزوجته غالباً ما كانا يتصلان بهم في غياب الأطفال.
وأضاف الجدَّان المذهولان أن ديفيد ولويز توربين يُعتَبران في مجتمعهما أسرةً مسيحية مؤمنة، مُعرِّبَين عن عجزهما عن فهم "أيٍّ من هذا".
وعلَّقَ جيمس وبيتي توربين عن معدل إنجاب ابنهما ديفيد وزوجته قائلين: "أراد الله لهما أن يُرزَقا بعددٍ كبيرٍ من الأبناء كالذي حظِيا به".