كشف الجيش الإسرائيلي، الخميس 18 يناير/كانون الثاني، تفاصيل سياج كبير تحت الأرض يبنى حول قطاع غزة للتمكّن من احتواء خطر الأنفاق الفلسطينية التي يتم حفرها انطلاقاً من القطاع.
ومن المقرر انتهاء بناء السياج منتصف عام 2019 على أن يمتد بمساحة 65 كيلومتراً، وسيرافق الجدار المبنيّ من الإسمنت، أجهزة استشعار للحركة مصممة للتعرف على أي أعمال حفر للأنفاق.
وأعلن الجيش في السابق هذا المشروع، ولكن تم إبقاء تفاصيله سرية حتى الخميس، حيث تم السماح للصحفيين بمشاهدة جوانب منه.
وكان الجيش أعلن قبل أيام تدمير نفق حفرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، مستخدماً ضربات جوية ووسائل أخرى لتدمير النفق الذي يمتد من قطاع غزة الى الأراضي الإسرائيلية ويمتد حتى مصر.
وهذا النفق هو الثالث على الأقل الذي تدمره إسرائيل منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
وفي نيسان/أبريل 2016، أعلنت إسرائيل العثور على نفق يمتد من قطاع غزة الى الأراضي الإسرائيلية للمرة الأولى بعد حرب غزة عام 2014.
وتعبر الأنفاق تحت الجدار الذي يغلق بإحكام الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، وكانت أحد الأسلحة الأكثر فاعلية للفصائل الفلسطينية.
وأبرز هدفين للعملية العسكرية الإسرائيلية عام 2014 كانا وقف إطلاق الصواريخ وتدمير الأنفاق. وكانت الهجوم الثالث من نوعه على قطاع غزة خلال 6 سنوات.
وأعلن الجيش أنه دمر أكثر من 30 نفقاً عام 2014. وتؤكد حماس أنها تواصل حفر الأنفاق.
واستمرت حرب صيف 2014 خمسين يوماً وكانت الأطول والأكثر دموية ودماراً بين الحروب الثلاث على القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007.
وأسفرت عن سقوط 2251 قتيلاً من الفلسطينيين، بينهم 551 طفلاً، بحسب الأمم المتحدة. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 74 شخصاً بينهم 68 جندياً.
واتهم تقرير لمراقب الدولة في إسرائيل العام الماضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين بعدم الاستعداد "للخطر الاستراتيجي" الذي شكلته الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس خلال حرب عام 2014.
ومع بناء السياج الجديد تحت الأرض، وأجهزة استشعار الحركة، فإن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لن يكون بإمكانها حفر واستخدام الأنفاق، بحسب ما أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير.
وقال المسؤول للصحفيين "إنهم يدركون أن السلاح الاستراتيجي المؤلف من الأنفاق تحت الأرض التي تخرق الحدود سينتهي".
عميق "بما فيه الكفاية"
ومنذ عام تقريباً، يعمل العمال الإسرائيليون والأجانب على مدار الساعة لاستكمال بناء السياج.
ويبنى السياج تحت الأرض، شرق السياج الحدودي القائم مع قطاع غزة. وتم إنهاء 4 كيلومترات منه حتى الآن، في منطقة بلدة سديروت، شمال قطاع غزة، ومنطقة ناحل عوز، قرب مدينة غزة.
وأوضح المسؤول العسكري أن التقنيات المستخدمة في بناء السياج تشابه تلك التي تستخدم في بناء جدران الدعم للمباني الشاهقة أو مواقف السيارات تحت الأرض.
وتحفر آلات ثقيلة خندقاً عميقاً وضيقاً، ثم تصبّ فيه البنتونيت، وهو نوع من الإسمنت السائل الذي يحافظ على الخندق من الانهيار.
ويتم بعدها إدخال قفص تقوية معدنية، مع أنابيب تقوم بامتصاص طين البنتونيت ثم صبّ الإسمنت داخل الخندق ليجف داخل جدار يبلغ عرضه نحو متر تقريباً.
وأشار المسؤول العسكري الى أن السياج تحت الأرض سيكون "عميقاً بما فيه الكفاية" لصد هجمات الأنفاق من قطاع غزة.
وسيتم أيضاً بناء سياج أمني جديد طوله 8 أمتار فوق الجدار تحت الأرض، سيمنع تسلل الغزاويين داخل إسرائيل، بحسب المسؤول.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جونثان كونريكوس للصحفيين خارج بلدة كيسوفيم، التي تم هدم نفق تابع لحركة الجهاد الإسلامي فيها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن السياج الراهن سيكون "أول سياج مكتمل تحت الأرض".
وقتل 12 ناشطاً في "الجهاد الإسلامي" إثر تدمير النفق عند كيسوفيم.
وحذر كونريكوس من أن "أي محاولة لحفر الأنفاق داخل إسرائيل.. سيتم تحديدها واستهدافها" من قبل الجيش.
ولكن المسؤول العسكري الكبير أوضح أن التخلص من خطر الأنفاق لا يعني أبداً أن الفصائل في قطاع غزة ستوقف الهجمات.
وتابع "إنهم يتدربون، ويبنون قوات للبحر والأرض".