إذا كنت ترغب أن تعيش حياة العصابات لمرةٍ فستروق لك إذاً الإقامة هنا.. عصابة “تائبة” تشيد فندقاً في أحد معاقلها القديمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/15 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/15 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش

سوف تنام نوماً عميقاً في غابات كولومبيا وتسير في الطرق التي كانت في الماضي تعد منطقةً محظورة وتتناول الأطعمة الأساسية التي يتم طهيها في الأفران المتنقلة.

إذا كان ذلك يبدو رائعاً، فربما أن الإقامة بفندق فارك ستروق لك؟

فإذا كنت تود أن تعيش الحياة كما كان يعيشها أعضاء أكبر قوة عصابات يسارية في نصف الكرة الغربي، باستثناء استخدام البنادق وخوض المعارك مع قوات الأمن، سوف تتمكن من ذلك على الفور، وفق ما ذكر موقع بي بي سي البريطاني.

يقيم الأعضاء السابقون بحركة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) فندقاً لهؤلاء الذين يتوقون لعيش حياة حرب العصابات في منطقة كانت تمثل أحد معاقلهم في الماضي.

التسريح من الجندية ثم ماذا؟

وقعت جماعة المعارضة اتفاق سلام مع الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تم بموجبه تسريح معظم مقاتليها.

وبمقتضى الاتفاقية، يحصل كل مقاتل يتم تسريحه من حركة فارك على 620 ألف بيزو كولومبي (215 دولاراً أو 160 جنيهاً إسترلينياً) شهرياً على مدار عامين لمساعدته في التحول إلى الحياة المدنية.

وقد استغل العديد من المقاتلين السابقين تلك الأموال في إقامة جمعيات تعاونية في المناطق التي كانت تخضع لسيطرتهم. وتعد جمعية السلام العظيم التعاونية إحدى تلك الجمعيات التي خططت لإقامة فندق فارك.

ويشعر آينر لوبيز، القائد السابق لإحدى وحدات حركة فارك، بالحماس الشديد تجاه المشروع. ويقول "لقد أقمنا المشروع بمجهوداتنا الذاتية من خلال الأموال التي نتلقاها".

وتتمثل النتيجة في مبنى مكون من طابق واحد يطلقون عليه اسم المنزل الأخضر في إشارة إلى كل من جدرانه الخضراء واسم المقر السابق لحركة فارك.

ويقع الفندق بالقرب من قرية لاجواجيرا في إقليم ميتا الشرقي، الذي كان معقلاً لحركة فارك حيث يتمركز حالياً عشرات من المقاتلين السابقين داخل معسكر للتدريب وإعادة الاندماج تم تأسيسه بموجب شروط اتفاقية السلام.

ويأمل المقاتلون السابقون أن يصبح الفندق بمجرد الانتهاء من إقامته مصدراً رئيسياً للدخل، إلى جانب ما يمكنهم تحقيقه من خلال زراعة الموز والأفوكادو والفاكهة والخضراوات الأخرى بالأراضي التي يستأجرونها.

العودة إلى الأساسيات

يذكر لوبيز أن جاذبية الفندق تتمثل في تحقيق واقعية التجربة بأقصى قدر ممكن.

ويقول "سوف نقوم ببناء أكواخ بدائية كتلك التي كنا نعيش بها ونزودها بألواح بلاستيكية وأوراق نخيل وشبكات لمنع الناموس".

ورغم ذلك، يستطيع النزلاء الذين يفضلون سبل الراحة على الانغماس الكامل في تجربة وخبرات مقاتلي فارك اختيار الإقامة في غرف بمبنى المنزل الأخضر الرئيسي.

ويضم الفندق أيضاً مطعماً يقدم الأطعمة التي كان يطهوها المقاتلون مثل التورتيلا المحمرة المصنوعة من القمح والأرز الغني بالمواد الكربوهيدراتية، الذي يتم إعداده مع المعكرونة المحمرة.

ويدرك لوبيز أن الفندق سوف يجتذب الكثير من السائحين رغم أن برنامج عمله لا يمتد كثيراً فيما وراء تقديم الخدمات الأساسية حتى وقتنا هذا.

ويتلقى المقاتلون السابقون بمعسكر التدريب وإعادة الاندماج، وهو واحد من بين 26 معسكراً تمت إقامتها في أنحاء البلاد للمساعدة على التحول إلى الحياة المدنية، الكثير من الدعم.

وقد ترك نحو نصف هؤلاء الذين وصلوا إلى هنا منذ نحو عام المعسكر منذ ذلك الحين. ويوضح لوبيز قائلاً "وصل الكثيرون إلى هنا ولديهم الكثير من الطموحات ولكنها تبددت مع الوقت".

"وعاد البعض إلى عائلاتهم، بينما ذهب آخرون للبحث عن عمل ولا ندري حقاً أين ذهب الباقون".

خطر المنشقين

منذ أن وقعت حركة فارك اتفاق السلام، بدأت الجماعات المنشقة في الظهور؛ ويقول لوبيز إنه لا يستبعد أن يكون بعض الذين رحلوا قد انضموا إلى إحدى تلك الجماعات.

ويذكر القائد السابق "لا يمكنك حقاً أن تسيطر على الناس إلا أثناء تواجدهم هنا، ولكن بعد أن يرحلوا يصعب معرفة ما سيفعلونه".

ويقول عن رفاقه من المقاتلين السابقين "إننا نعرف فقط كيف نعمل وكيف نشن الحروب".

ولذلك فإن نجاح مشروعات مثل فندق حركة فارك يعد أساسياً لإعادة دمج المقاتلين السابقين في الحياة المدنية. ويتساءل "يمكننا العمل ليل نهار، ولكن إذا لم يكن لدينا مكان نعمل به، فماذا يفترض بنا أن نفعل؟"

وقد وضع هو ورفاقه من المقاتلين رهاناتهم في الوقت الحالي على فندق المنزل الأخضر.

ويتمثل أملهم وآمال العديد من مواطني كولومبيا في أن يوفر لهم ذلك المشروع الكثير من فرص العمل.

تحميل المزيد