اقتحام وتكسير لمحال “إتش آند إم”.. “القميص العنصري” يتسبَّب بإغلاق فروع لماركة الملابس الشهيرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/14 الساعة 04:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/14 الساعة 04:37 بتوقيت غرينتش

يبدو أن اعتذار شركة الملابس السويدية إتش آند إم عن إعلانها الذي اعتبر عنصرياً لم يكن كافياً، فقد أغلقت الشركة عدة متاجر تابعة لها في جنوب إفريقيا أمس، السبت 13 يناير/كانون الثاني، بعد اندلاع احتجاجاتٍ على خلفية صورة في متجر الشركة الإلكتروني قال المنتقدون عنها إنَّها عنصرية.

واستخدمت الشرطة في جنوب إفريقيا الرصاص المطاطي لتفريق محتجين يُمثِّلون ثاني أكبر أحزاب المعارضة في جنوب إفريقيا، حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية، اقتحموا متاجر تابعة لإتش آند إم، وذلك على خليفة الصورة التي أظهرت طفلاً أسود البشرة يرتدي سترةً ذات قلنسوة (سويت شيرت) بغرض الدعاية والعرض، كُتِب عليها: "ألطف قرد في الغابة".

وأثارت الصورة ضجةً على الشبكات الاجتماعية هذا الأسبوع، وأظهرت مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالتجمُّعات الناس وهم يتظاهرون خارج المتاجر أو يخرجون بمسيرةٍ متجهين نحوها. وأظهرت مقاطع فيديو وصور أخرى أناساً وهم يطيحون بتماثيل عرض الأزياء (المانيكان)، ويُسقِطون الأرفف، وينثرون الثياب، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ونشر يوسف أبرامجي، الناشط المناهِض للجريمة ورئيس قسم الأخبار والأحداث الجارية بإذاعة بريميديا في جنوب إفريقيا، على حسابه بتويتر مقطع فيديو يُظهِر جانباً من اقتحام أحد المتاجر وعلَّق عليه قائلاً: "انظروا إلى الفوضى!!! هذا يحدث في إتش آند إم".

وقالت شركة إتش آند إم في بيانٍ عبر البريد الإلكتروني أمس: "انطلاقاً من الخوف على سلامة موظفينا وزبائننا، أغلقنا مؤقتاً كافة متاجرنا في المنطقة".

وأضافت: "لم يُصب أيٌ من موظفينا أو زبائننا. ونستمر في مراقبة الوضع عن كثب، وسنفتح المتاجر بمجرد أن يصبح الوضع آمناً مجدداً. لدنيا اعتقادٌ قويّ بأنَّ العنصرية والانحياز بأي صورةٍ أو شكل، عمداً أو عن غير قصد، هي ببساطة أمر غير مقبول. نؤكِّد على أنَّ موظفي متاجرنا الرائعين لا علاقة لهم بالمنتج والصورة اللذين أُسيء الحكم عليهما".

وغرَّد ناشطٌ آخر يُدعى فلويد شيفامبو، قائلاً: "(ملاحظة مهمة): كافة متاجر إتش آند إم في جنوب إفريقيا أُغلِقَت. لابد أن تسقط العنصرية، ولن نغض الطرف أبداً عن العنصريين".

وغرَّد مستخدمٌ يحمل اسم "TK"، قائلاً: "كانت رسالة حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية عالية وفعالة، لكنَّها تتعارض مع ما ينبغي أن يحدث، وهو الحوار. تسهم شركة إتش آند إم في البلاد والأموال التي تتدفق إليها. إنَّها تُوفِّر وظائف وتجعل الناس قادرين على الحصول على الأموال، وحتى إن أُغلِق متجرٌ واحد لإتش آند إم أو تمت عملية الإغلاق لفترة فقط، فإنَّ ذلك سيضرّ بعائلات".

وقال جوليوس ماليما، الزعيم الكاريزمي المثير للجدل للحزب، والذي كان سابقاً عضواً في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في البلاد، في خطابٍ له أمس: "لا نُقدِّم أي اعتذارٍ عما فعله المقاتلون (يقصد أعضاء الحزب) اليوم ضد ذلك المتجر المدعو إتش آند إم"، مضيفاً أنَّ استهداف تلك المتاجر"مجرد بداية".

وتابع: "يجب الذهاب لأي متجر يُشوِّه ذوي البشرة السوداء. لابد أن يُغلَق. لابد أن يُغلَق".

وقد توَّجت الاحتجاجات في جنوب إفريقيا أسبوعاً من الغضب المتفاقم سريعاً ضد الشركة.

جديرٌ بالذكر أنَّ شركة إتش آند إم كانت قد اعتذرت عن الصورة يوم الإثنين الماضي، 8 يناير/كانون الثاني، وجدَّدت اعتذارها في اليوم التالي، قائلةً أنَّها أزالت الصورة وأوقفت بيع السترة.

وقالت الشركة على موقعها: "لقد أخطأنا في ذلك ونحن نقرّ بذلك، حتى ولو كان الخطأ غير مقصود، لابد من القضاء على العنصرية المستترة أو غيرالمقصودة أينما وُجِدت".

تحميل المزيد