ظهرت الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2018، الأسيرة الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية إسراء جعابيص، خلال جلسة محاكمتها في مدينة القدس، بحالة صحية صعبة أثارت غضباً كبيراً على الشبكات الاجتماعية.
وتعاني إسراء (33 عاماً،) التي اعتُقلت في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عقب إدانتها بتنفيذ هجوم ضد جنود إسرائيليين، جروحاً وحروقاً كبيرة في وجهها ويديها وجسدها، إثر انفجار سيارتها التي كانت تقودها يوم اعتقالها.
أما عن انفجار سيارتها في ذاك اليوم، فتقول الرواية الإسرائيلية إن إسراء كانت تحمل أسطوانة غاز في سيارتها، وكانت تنوي تفجيرها عند حاجز عسكري إسرائيلي شرق القدس.
فيما تقول رواية عائلة إسراء إن ابنتهم -وهي أم لطفل وحيد- كانت تحمل الأسطوانة في سيارتها وهي قادمة من مدينة أريحا وعائدة إلى بلدتها جبل المكبر في القدس، وأن سبب انفجار الأسطوانة هو إطلاق الجنود الإسرائيليين النار عليها.
ومع الانفجار، تلاشت أصابع إسراء بفعل حروق التهمت 60% من جسدها، ثم بُترت يدها بعد فترة؛ لعدم تلقيها العلاج.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة القدس، قد حكمت على الأسيرة جعابيص، بالسجن الفعلي 11 عاماً، كما فرضت عليها دفع تعويض بقيمة 20 ألف شيكل (5.2 ألف دولار) للشرطي المصاب عند الحاجز.
وفي الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2018، عقدت المحكمة ذاتها جلسة للنظر في استئناف الجريحة إسراء المقدم على الحكم الصادر بحقها.
وذكرت وكالة قدس برس للأنباء أن المحكمة قررت إرسال ردِّها، لاحقاً، عبر البريد بشأن الاستئناف المقدم لتخفيف الحكم الصادر بحق إسراء.
وأضافت أن الأسيرة المُصابة حضرت إلى المحكمة، حيث بدا عليها الإعياء الشديد نتيجة عدم تلقّيها أي علاج للحروق التي تسببت فيها النار وقت الحادثة.
وقالت إسراء لوسائل الإعلام: "أحتاج للمساعدة، أنا محتجزة في السجن منذ عامين ولا يوجد أي مبرّر لوجودي هنا، كما أنني لا أتلقّى أي علاج!".
وانتشرت صور إسراء على الشبكات الاجتماعية، بعدما ظهرت بحالة صعبة داخل قاعة المحكمة.
وكانت إسراء قد بعثت، الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني 2018، برسالة إلى شقيقتها، ناشدت فيها كل المؤسسات الإعلامية والحقوقية، وتوضح فيها حالتها الصحية ومعاناتها.
وجاء في الرسالة التي انتشرت على مواقع إعلامية فلسطينية: "أنا أعاني تشنجات في اليدين والقدمين، وهذه التشنجات تمنعني من القيام بأموري اليومية، وأنا دائماً بحاجة للبنات من أجل القيام بأبسط الأشياء، وهذا الأمر يؤلمني ويجعلني أشعر بأنني أقل من غيري. أحس بالإهانة وأشعر بالخجل وتعز علي نفسي؛ لأنني بحاجة دائمة للآخرين".
وتابعت: "أنا بحاجة ماسة لإجراء العملية؛ للتخفيف من هذه التشنجات ولأتمكن من القيام بأموري الشخصية البسيطة، والإدارة هنا تماطل دائماً. ومنذ اعتقالي، وهم يقولون إن العملية بالشهر الفلاني ولا يحدث شيء، ووضعي يسوء يوماً بعد يوم، أنا كل يوم أنظر إلى المرآة وأتألم بصمت، ونفسيتي تتحطم كل يوم".
وتؤكد إسراء في رسالتها: "أنا أشعر بالخوف من وجهي عندما أنظر إلى لنفسي بالمرآة، فكيف بالآخرين؟ وماذا يقول ابني عندما يراني؟ هل يشعر بالخوف مني؟ آلاف الأسئلة تمر برأسي كل يوم ولا أجد لها إجابة؟ فقط تزيدني إحساساً بالخوف والمهانة والقلق".
وتشير: "أحاول أن أساعد نفسي، ولكن من دون جدوى.. أنا بحاجة للعلاج وبحاجة لإجراء عمليات جراحية؛ لأتمكن من العيش مع هذا الوضع الصعب. ولو أن مَرضي كان قاتلاً لكنت استسلمت لقضاء الله وللموت، ولكن ما أعانيه يمكنني أن أتعايش معه إذا أجريت العمليات وإذا تم علاجي بشكل إنساني".