بقي التساؤل الأكبر منذ ليل 5-6 يناير/كانون الثاني في تحديد هوية الجهة المسؤولة عن شن أكثر من 10 طائرات بلا طيار هجوماً على قاعدة حميميم الروسية، اللغز الأكبر الذي كشفت عنه موسكو أخيراً.
وأعلن الجيش الروسي، الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني 2017، في جريدته الرسمية، أن الطائرات المسيّرة التي هاجمت قاعدة حميميم الجوية شمال شرقي اللاذقية، انطلقت من محافظة إدلب.
وقالت وزارة الدفاع، كما نقلت عنها صحيفة كراسنايا زفيزدا، "لقد تبيَّن أنَّ الطائرات المسيرة أطلقت من بلدة الموزرة الواقعة جنوب غربي منطقة إدلب المشمولة باتفاق خفض التوتر، والخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من "المعارضة المعتدلة"، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
ومحافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا هي الوحيدة الخارجة بالكامل عن سيطرة دمشق، وهي تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).
وتتعرض المحافظة حالياً لهجوم يشنه النظام، أثار توتراً بين روسيا وإيران، حليفتي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اجتماع سلام ينظم بمبادرة من هذه الدول في منتجع سوتشي البحري في روسيا.
وإثر الهجوم قبل أسبوع، توجَّهت وزارة الدفاع الروسية لرئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات التركي لتأكيد "ضرورة احترام أنقرة التزاماتها الهادفة إلى ضمان وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر في إدلب"، ودعت تركيا إلى "منع وقوع هجمات مماثلة من طائرات مسيرة"، بحسب ما أوردت صحيفة كراسنايا زفيزدا الروسية.
فيما استدعت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني سفيري إيران وروسيا في أنقرة، للاحتجاج على الهجوم الذي يشنه النظام السوري على محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
أكثر عرضة للاختراق
ورغم كشف روسيا الأربعاء عن هوية الجهة التي هاجمت قاعدتها في سوريا، فإن هذا الاعتداء الأحدث هو الأكثر غرابة، وفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن قاعدة حميميم الجوية، التي تمثل محور العمليات العسكرية الروسية في سوريا، تقع في أعماق المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، الذي كان يبدو منيعاً ومحصناً حتى وقتنا هذا، بحسب ما أورده ماكسيم سوتشكوف، من المجلس الروسي للشؤون الدولية، الذي يكتب مقالات بصحيفة Al-Monitor الروسية أيضاً.
وقال سوتشكوف: "كانوا يظنون أن القاعدة آمنة، ولكنها تبدو حالياً عرضةً للاختراق".
وأضاف أن من بين التساؤلات المطروحة في موسكو هناك سؤال حول ما إذا كان الجيش الروسي قد قام بتأمين القاعدة بالصورة الملائمة، وما إذا كان قد أخفق في الكشف عن حيازة خصومه لتقنيات حديثة.
وقالت جنيفر كفاريلا من معهد دراسات الحرب في واشنطن، إن الاعتداءات تثير تساؤلات أيضاً حول استدامة المكاسب الروسية في سوريا.
ففي ديسمبر/كانون الأول، قام بوتين بزيارة قاعدة حميميم، وقال إن روسيا سوف تبدأ في تقليص تواجدها، نظراً لأن الحرب في سوريا توشك على الانتهاء.
وأضافت أن أحداث الأيام الأخيرة تثبت "أن من يشن هذه الاعتداءات لا يزال يستطيع اختراق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ويكبد الروس الكثير من الخسائر. فالمكاسب التي حققها النظام ليست آمنة، كما أنها مؤقتة".