أحيا الأقباط الأرثوذكس في مصر قداسَ عيد الميلاد، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2018، في كاتدرائية عملاقة جديدة في شرقي القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد عام من اعتداءات جهادية دامية استهدفت المسيحيين في البلاد.
وألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي خطاباً قصيراً قبل القداس، الذي ترأسه بابا الأقباط تواضروس الثاني، متمنياً لهم عيد ميلاد مجيداً، مؤكداً أن البلاد ستنتصر على الجهاديين.
وقال السيسي مخاطباً الأقباط "أنتم أهلنا. أنتم مننا. إحنا واحد (…) لن يقدر أحد أبداً على تقسيمنا".
وأقامت الشرطة حواجزَ أمنية خارج الكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها مصر في شرقي القاهرة.
وقال السيسي إن افتتاح الكاتدرائية "رسالة كبيرة جداً من مصر للعالم كله. رسالة سلام ورسالة محبة".
وتابع: "نحن نقدم نموذجاً للمحبة والسلام بيننا وبين بعض"، في إشارة للمسلمين والأقباط.
وتجري احتفالات عيد الميلاد في ظل إجراءات أمنية واضحة حول الكنائس الرئيسية في أرجاء البلاد، وفي القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت الأقباط بدءاً من نهاية العام 2016.
ويبقى التهديد كبيراً، فقد أدى اعتداء ارتكبه الأسبوع الماضي جهادي مسلح ضد كنيسة في حلوان في جنوبي القاهرة إلى مقتل ثمانية أقباط.
وتندرج الاعتداءات الأخيرة التي تبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ضمن دائرة العنف التي بدأت العام 2013، عقب إطاحة الجيش بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، التي بدأت بعدها موجة هجمات جهادية، خصوصاً في شمال سيناء.
وأوقعت هذه الهجمات مئات القتلى من قوات الجيش والشرطة، كما يشكل الأقباط هدفاً ثابتاً للجهاديين.
وبدأت سلسلة الاعتداءات، في ديسمبر/كانون الأول 2016، عندما استهدف تفجير انتحاري كنيسة مجاورة لمقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في العباسية في القاهرة، ما أدى إلى سقوط 29 قتيلاً.
وإثر مقتل حوالي عشرة أقباط والتهديدات المستمرة بحقهم، اضطرت عشرات الأسر القبطية إلى الفرار من شمال سيناء، في فبراير/شباط 2017.
في أبريل/نيسان الفائت، أسفر هجومان آخران على كنيستين في الإسكندرية وطنطا عن مقتل 45 شخصاً.
في مايو/أيار، قتل 28 شخصاً على الأقل بينهم العديد من الأطفال في هجوم على حافلة كانت تقل مسيحيين في طريقهم إلى زيارة أحد الأديرة في محافظة المنيا (200 كلم جنوب القاهرة).
ويشكل الأقباط قرابة 10% من الـ96 مليون مصري، ويقيمون في مختلف مناطق البلاد، لكن تمثيلهم ضعيف في الحكومة، ويقولون إنهم يعانون من التهميش.