ترامب قرر معاقبة الفلسطينيين من كل الجهات.. ولكن هل يعني تهديده بقطع التمويل عن الأونروا شيئاً بالفعل؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/04 الساعة 06:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/04 الساعة 06:07 بتوقيت غرينتش

تعهَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المساعدات التي يقدمها إلى الفلسطينيين، والتي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، حيث أعلن على تويتر، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2018، أنهم لا يرغبون في مواصلة محادثات السلام.

وتأتي معظم تلك المساعدات من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أو الأونروا. ورغم أن ترامب لم يذكر تلك الوكالة تحديداً، إلا أن السفيرة الأميركية إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أوضحت أنه يقصد وكالة الأونروا.

وفي سؤال محدد حول الأونروا، قالت هايلي: "لا يريد أن يقدم أي تمويل إضافي، أو يمتنع عن التمويل لحين موافقة الفلسطينيين على العودة إلى مائدة المفاوضات".

ووفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد أعرب الكثيرون عن مخاوفهم بشأن تعليقات هايلي. فما هي الأونروا وكيف يؤثر خفض المساعدات الأميركية على عملها، مع أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني؟

لماذا تأسست الأونروا؟


تأسست الوكالة عام 1949، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، التي خلّفت مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في الشرق الأوسط. وكانت الأونروا في البداية وكالة مؤقتة، ولكنها استمرت في تقديم الدعم إلى اللاجئين الفلسطينيين على مدار نحو 6 عقود. ويعد الفلسطينيون هم اللاجئين الوحيدين الذين لا يتم دعمهم من خلال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.

ولم تشارك الوكالة مطلقاً في مفاوضات السلام، بل ركزت اهتمامها على الجهود الإنسانية في أنحاء الشرق الأوسط، بالمناطق التي يتركز بها أكبر أعداد من النازحين الفلسطينيين. وكثيراً ما ناصبت إسرائيل العداء مع المنظمة، حيث ترفض مطلب الفلسطينيين بحق عودة اللاجئين.

ومع ذلك، فرغم تحفظات إسرائيل، يتم الاعتراف بالوكالة على المستوى الدولي نظراً لجهودها في مجال المساعدات الإنسانية، والدور الكبير الذي تضطلع به في الإقليم.

وفي بعض الأوقات، يقتصر دور الوكالة على توفير ملاذ آمن للمدنيين. وعلى غرار ما تقوم به وكالات الأمم المتحدة الأخرى من توفير الملاذ الآمن في أوقات النزاعات، فقد تم استخدام مدرسة الأونروا من قبل آلاف المدنيين، الساعين وراء إيجاد مأوى لأنفسهم خلال حرب غزة عام 2014.

ما الدور الذي تلعبه وكالة الأونروا؟


تقدم الأونروا الخدمات والمعونات إلى هؤلاء المسجلين كلاجئين فلسطينيين داخل قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا. (يتولى مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين المسؤولية عن اللاجئين الفلسطينيين خارج نطاق عمليات الأونروا).

ويتلقى معظم سكان قطاع غزة تقريباً المساعدات من الأونروا. وتقوم الوكالة بدور الحكومة الفعلية هناك، وتتحمل المسؤولية عن أغلبية المدارس ومرافق الرعاية الصحية وبعض الخدمات العامة.

ويستضيف الأردن، الذي يضم أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجل بالوكالة، أكبر عدد من الأشخاص الذين يحصلون على المساعدات من خلال وكالة الأونروا.

ويتم توجيه أكثر من نصف ميزانية برامج الأونروا نحو التعليم، وقد تم تخصيص 17% من الموازنة عام 2016 لأغراض الرعاية الصحية. وقد أشارت الوكالة، أمس الأربعاء، إلى الدور الذي تلعبه بالمنطقة، بينما سلّطت الضوء أيضاً على مساهمات الولايات المتحدة في تلك الجهود.

وتقدم الوكالة القروض أيضاً من خلال إدارة التمويل الأصغر، التي تدعم الشركات المحلية الصغيرة.

ماذا يعني قطع المساعدات الأميركية؟


تعد الولايات المتحدة هي الممول الأكبر لوكالة الأونروا؛ ووفقاً للإحصاءات الصادرة عام 2016، فقد أسهمت بنحو 369 مليون دولار، من بينها معونات طارئة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين المحتجزين وسط بشاعة وويلات الحرب الأهلية السورية.

وفي حالة توقف التمويل الأميركي، سوف تواجه الوكالة عجزاً هائلاً في موازنتها.
وتعاني الوكالة الأممية من عجز في ميزانيتها بالأساس وصل إلى 60 مليون دولار، وفق تصريحات للمستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة، في ديسمبر 2017، ما يعني أن أي تقليصات أو نقص في التمويل سيفاقم من الأزمة إلى حد كبير.

وأسهمت ثاني أكبر الجهات المانحة عام 2016 –وهي الاتحاد الأوروبي– بأقل من نصف ما أسهمت به الولايات المتحدة. وتتلقى الوكالة المساهمات من أكثر من 100 جهة مانحة، وقد بلغت موازنتها لعام 2016 نحو 1.25 مليار دولار.

ومع ذلك، سيؤدي أي خفض في المساعدات إلى التأثير على هؤلاء المنكوبين.

ويتم تعليم أكثر من 500 ألف طفل في المدارس التي تديرها الوكالة، والبالغ عددها 700 مدرسة في أنحاء الشرق الأوسط، وفقاً لما ذكرته الوكالة. وتوفر الوكالة المعونات لأكثر من تسعة ملايين مريض بمرافق الرعاية الصحية بالإقليم. ويعمل بالوكالة أكثر من 30 ألف شخص.

وذكر المتحدث باسم الأونروا كريس جانيس أنه بالرغم من رسالة ترامب على موقع تويتر، فإن الوكالة لم تتلق أي إخطار رسمي يفيد بأن إدارة ترامب تعتزم خفض حجم المساعدات التي تقدمها للوكالة.

تحميل المزيد