فيما يبدو أنه استفزاز للسودان، أعلنت مصر، أمس الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتزامها بث برنامج تلفزيوني وإذاعي أسبوعي من منطقة حلايب وشلاتين الحدودية (جنوباً)، المتنازع عليها مع السودان.
وقالت الهيئة الوطنية للإعلام (أعلى جهاز إعلامي حكومي)، في بيان، إنها ستقوم بنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من حلايب وشلاتين "في إطار الرسالة التي يقوم بها الإعلام الوطني بالاهتمام للوصول إلى كل ربوع مصر".
وأضاف البيان: "كما تقرر بث برنامج تلفزيوني وإذاعي أسبوعياً من حلايب وشلاتين"، دون توضيح موعده وطبيعته وآلية بثه.
وأكدت الهيئة أن "هذا التوجه لبث برامج من منطقة حلايب وشلاتين يأتي في إطار دورها لتعزيز روح الانتماء للوطن، والدعم الإعلامي المتواصل لأهالينا في هذا الجزء العزيز من أرض مصر".
وقبل ساعات، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية بناء 100 منزل متكامل لأهالي مدينة حلايب الحدودية، في إطار تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجاً.
وتتنازع مصر والسودان على مثلث حلايب الحدودي، حيث تؤكد القاهرة "أحقيتها" في بالمنطقة لعدة اعتبارات، بينها "التزامها بالقانون الدولي في أن التنازل عن الإقليم لا يكون صحيحاً وملزماً قانوناً إلا بموافقة الأطراف المعنية على ذلك صراحة".
وفي بداية كل عام، درج السودان على تجديد شكواه سنوياً أمام مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جدد وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الدعوة إلى حل قضية المثلث "إما بالحوار أو التحكيم الدولي".
ويتطلب التحكيم الدولي للبت في النزاع حول المنطقة أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو ما ترفضه مصر.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها ستخاطب الأمم المتحدة، للتأكيد على مصرية منطقة "حلايب وشلاتين"، رافضة ما وصفته بـ"مزاعم" السودان بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة.
ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي، منذ استقلال السودان، عام 1956، لكنه كان مفتوحاً أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه.