الرئيس الأميركي دونالد ترامب بات يمثل قدوة سيئة للأطفال الذين يحرص على تهنئتهم بعيد الميلاد.وقدم ترامب التهنئة لبلاده بمناسبة عيد الميلاد متمنياً السلام لأميركا، وذلك وسط انشغاله بتلقي المكالمات من الأطفال من كل البقاع التي مر عليها سانتا كلوز موزعاً هداياه على متن عربته.
إلا أن موقع بلومبيرغ الأميركي لفت النظر إلى أن أمنيات ترامب بالسلام لبلاده تتنافر جداً مع أفعاله وتصرفاته على شبكات التواصل الاجتماعي ومحتوى تغريداته عليها.
فقد خاطب ترامب ولداً صغيراً بقوله: "أظننا نريد السلام. ما رأيك أنت؟ نريد السلام لوطننا، فنحن لدينا الازدهار، والآن نريد السلام" وذلك في مكالمة من بين سيل المكالمات التي تلقاها من الأطفال في غرفة معيشة مزركشة ومزخرفة بالذهب بناديه ومنتجعه مارالاغو الواقع في بالم بيتش بولاية فلوريدا، والذي كثيراً ما يتخذه ترامب بيتاً له.
وكان الصبي قد أفصح لترامب عن أمنيته بمناسبة عيد الميلاد، حيث أعرب عن تطلعه لتعافي جدته المريضة وخروجها من المستشفى بالسلامة، فرد ترامب معلقاً "هذا أفضل من تمني لعبة أو غرض ما، أليس كذلك؟" ثم مضى يخبر الصبي عن أمنيته هو، ذات الطموح الكبير.
ويوم الأحد قضى الرئيس وزوجته ميلانيا ترامب بعض الوقت في تلقي المكالمات من الأطفال الذين يتصلون بخدمة Santa Tracker (متعقب طريق سانتا كلوز) التي أطلقتها إدارة الدفاع الجوي الأميركي الشمالي NORAD، حسبما جرت عليه عادة أواخر الرؤساء الأميركيين وزوجاتهم في تقليد رئاسي متبع بمناسبة عشية عيد الميلاد.
وكعادته قطع ترامب للأطفال عهوداً ووعوداً كبيرة فقال لأحدهم: "عندما تستيقظ ستجد أروع الهدايا" ولآخر قال "لأعمل على أن يُكرِمك سانتا ويسخو معك كثيراً بشكل لم تعهده من قبل".
وكان الرئيس في وقت سابق قد عقد اجتماعاً عبر الشاشة مع مسؤولين في القواعد العسكرية الأميركية المتمركزة في كل من الكويت وقطر وخليج هرمز وخليج غوانتانامو في كوبا؛ كما أنه لعب الغولف في ملعبه بويست بالم بيتش حسبما أكده مسؤولو البيت الأبيض.
قدوة سيئة لأحفاده
ترامب يبلغ الـ71 من العمر وهو جدٌ لـ9 أحفاد، وبنبرة الجد المبتهجة تحدث إلى أحد الأطفال المتصلين وأخبره أنه هو أيضاً يحب اللعب بأحجار البناء – ولعل في ذلك إشارة منه إلى مهنته الأصلية التي هي الإنشاءات والتطوير العقاري.
لكن كل تلك الأماني والتبريكات تناقضت تماماً، حسب بلومبيرغ الأميركية، مع نبرة ترامب ولهجته على تويتر والتي تميزت بالعدائية في عطلة نهاية الأسبوع التي تزامنت مع عيد الميلاد.
فقد نشر ترامب عدة تغريدات صوّب فيها سهام انتقاده إلى نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI أندرو مكابي والذي يقال أنه ينوي التقاعد أوائل عام 2018 بعدما تورط اسمه في الكثير من القضايا الساخنة المثيرة للجدل، والتي ليس أقلها أن زوجته تلقت مبالغ ومساهمات للحملة الانتخابية من حاكم ولاية فيرجينيا الديموقراطي تيري مكوليف، وهو حليف عتيد لكل من بيل وهيلاري كلينتون.
كذلك أمطر ترامب الصحافة والصحفيين يوم الأحد بتغريدات نارية انتقدهم فيها على "الأخبار الكاذبة" وتلفيقها، وذلك بعد برهة قصيرة جداً من تمنيه لمن سيغطون أخباره أثناء نهاية الأسبوع "عطلةً رائعة وعيد كريسمس سعيداً."
كذلك أذهل ترامب الجميع عندما أعاد نشر تغريدة هي عبارة عن صورة كان قد نشرها مستخدم لتويتر اسمه oregon4TRUMP، حيث يظهر ترامب في الصورة مستقلاً سيارة ليموزين فيما تبدو أسفل حذائه حشرة مهروسة عليها شعار قناة CNN الإخبارية الأميركية.
وفي سبتمبر/أيلول 2017 أعاد ترامب نشر تغريدة محاها لاحقاً فيها كاريكاتير يظهر مقطورة في "قطار ترامب" تدهس مراسل CNN، وكذلك في يوليو/تموز 2017 نشر تغريدة بها مقطع فيديو يظهر هو فيه يصارع رجلاً يلبس بدلة رسمية فيما استبدل الرأس بشعار قناة CNN.