700 دولار مقابل مسح الصور، و1000 دولار لمسح الفيديوهات، هذه آخر رسالة تلقتها الشابة "مروة" التي لم تتوقع وصولها إلى هذه المرحلة بعد علاقة حب دامت لـ5 سنوات، الآن وبعد أن خدعها وأوقعها في شباك الحب أصبح يبتزها في صورها ومحادثاتها؛ للحصول على مبتغاه من المال أو الجنس.
هكذا تقع المئات من الفتيات في فخ الابتزاز الإلكتروني فيقبل بعضهن على إبلاغ الجهات المختصة، فيما تفضل أخريات التستر على ما يحصل خوفاً من الفضيحة، خاصة مع تقاليد المجتمع الشرقي.
وتبدأ عملية الابتزاز عن طريق إقامة علاقة صداقة مع فتاة؛ ليتم بعدها التواصل عبر المحادثات المرئية وتسجيلها، ثم استدراجها ليتمكن من إقناعها بإرسال صور أو فيديو، ثم يهددها بعد ذلك للحصول على مبالغ مالية أو تحقيق رغبات جنسية، مستغلاً بذلك خوف الضحية من الفضيحة وأحياناً يتم نشر الصور والفيديو فور الوصول إلى مبتغاه.
ويلجأ معظم الأشخاص الذين يستخدمون طرق الابتزاز الإلكتروني لإدراج معلومات وهمية يخفون فيها شخصياتهم الحقيقية خوفاً من العواقب والملاحقة القانونية.
يقول قاضي التحقيق محمد سلمان في حديث صحفي سابق: إن حالات الابتزاز الإلكتروني في العراق مستمرة بالتصاعد، وبدأت تأخذ معدلات ليست بالقليلة ودوافعها بحسب ما عرض أمام القضاء العراقي عديدة، منها يحمل أسباباً مادية وأخرى عاطفية.
وأضاف سلمان أن الجاني غالباً يقوم بإكراه ضحيته على دفع مبالغ مالية أو تقديم تنازلات معنوية، أو تلبية متطلبات جنسية لقاء عدم نشر معلومات أو صور قد حصل عليها بعدة طرق.
ولا يقتصر الابتزاز على النساء فقط؛ بل للشباب نصيب وافر منه، حيث توجد عصابات مختصة تعمل لإيقاع الشباب في فخ الابتزاز بإرسال فتيات ضمن العصابة للتواصل مع الشاب وطلب التحدث معه عبر السكايب أو أية وسيلة أخرى وبعدها يتم تسجيل المحادثة التي تحتوي على أحاديث غير لائقة، وبهذا يتم الوصول إلى مبتغاهم.
وقد تطال تلك الأساليب شخصيات معروفة ورجال أعمال للحصول على مبالغ مالية طائلة كما حصل لعدد من المسؤولين العراقيين، وهذا يأتي من معرفة الشخص المبتز أن هؤلاء يخافون الفضيحة أكثر من غيرهم.
وغالباً ما يستخدم المبتزون برنامج التعديل "الفوتوشوب" لتركيب وجوه الضحايا على مشاهد وصور فاضحة، وهناك طرق أخرى يستخدمها المبتز من غير التواصل مع الضحية، مثل سرقة الهاتف النقال أو اختراق الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي مثل " التليغرام أو الفيسبوك".
وتنتشر في موقع اليوتيوب مئات الحفلات الخاصة لأعراس ومناسبات أقامتها عوائل عراقية محافظة، من المتوقع أنها تعرضت للابتزاز أو تم نشرها مباشرة دون سابق إنذار.
ومن أكثر الطرق التي انتشرت لـ"الابتزاز الإلكتروني" هي صفحات الروحانيين التي تهرع إليها الكثير من النساء، لحل المشاكل العائلية كتأخر الزواج، وعقد اللسان ورد المطلقة وغيرها، وهنا يطلب الروحاني صورة عارية للضحية كي يكتمل العمل "السحر" ويكون نافعاً جداً، بحسب قول الساحر.
وبجهل تام من أغلب النساء يرسلن إليه طلبه، وهنا وقع الفأس بالرأس كما يقول العراقيون، وتبدأ من تلك النقطة عملية الابتزاز بطلب مبالغ مالية كي لا يتم نشر الصور في صفحات مخصصة للفضائح ومع الأسف تتمتع تلك الصفحات بدعم الكثير من المستخدمين.
كما ظهرت مؤخراً صفحات فيسبوك يديرها شباب عراقيون مختصون لمعالجة حالات الابتزاز الإلكتروني، حيث يقوم الشخص الذي تعرض للابتزاز بطلب المساعدة منهم وتقديم المعلومات حول الشخص الذي قام بابتزازه.
ويقول مديرو هذه الصفحات أن العشرات من حالات الابتزاز تعرض عليهم يومياً وبشكل مستمر، مؤكدين أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة ضحايا الابتزاز وبشكل سري تماماً.
ويعمل القائمون على تلك الصفحات أشخاص مختصون في مجال الإلكترونيات، بلا مقابل مادي، ويضم كادرهم عناصر نسائية للحفاظ على خصوصية بعض الحالات، ويقدمون التعليمات والنصائح لتفادي سرقة المعلومات الشخصية.
وينصح القائمون على هذه الصفحات، فيما يتعلق بقضايا الابتزاز الإلكتروني، بعدة أمور مهمة تساعدهم بشكل كبير في التوعية المجتمعية والتقليل من عدد القضايا، من بينها تأمين الحسابات الشخصية للشبكات الاجتماعية، وتشجيع مَن يتعرض للابتزاز للإبلاغ عن الشخص المبتزّ للمساعدة في ضبطه.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.