بشكل مفاجئ، أعلنت السلطة الفلسطينية، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2017، عن توجه الرئيس محمود عباس إلى العاصمة السعودية الرياض غداً الثلاثاء، للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان.
ما أعلنت عنه السلطة الفلسطينية على لسان بسام الآغا، سفير فلسطين في الرياض، هو أن الزيارة تأتي بهدف "التنسيق والتواصل الدائم ما بين الرئيس الفلسطيني والعاهل السعودي".
وفيما يتعلق بملف القدس اكتفى الآغا بقوله "إنها على جدول أعمال زيارة أبو مازن المرتقبة"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول التركية.
ويزيد من أهمية توجيه الدعوة إلى أبو مازن أنها تأتي في ظل الحديث عن تلقي الرئيس الفلسطيني دعوة من الرئيس الإيراني، وزيارة نائب الرئيس الأميركي المنتظرة للمنطقة.
رغم عدم حسم المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي زيارة أبي مازن لإيران إلا أنه ترك الباب موارباً عندما أشار إلى عدم استبعاد زيارة طهران في وقت لاحق.
الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي: الرئيس عباس سيتوجه إلى #السعودية بعد انتهاء اجتماع لقيادة السلطة مساء اليوم.
مضيفا:"لا يوجد على أجندة الرئيس محمود عباس خلال الأيام القادمة زيارة لإيران، ولكن لا ننفي إمكانية ذلك لاحقا".#انتفاضة_العاصمة
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 18, 2017
وفي حال تأكدت هذه الزيارة، فإن الدعوة السعودية تحمل تحركاً مهماً من قبل المملكة تجاه أزمة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، خاصة بعد انتقادات وجهت لها بسبب موقفها، والذي ظهر بشكل واضح بتمثيلها الضعيف في قمة مجلس التعاون الإسلامي في إسطنبول.
وربما تعكس الدعوة تحركاً استباقياً من السعودية، لإبقاء عباس في عباءتها، وعدم ترك الساحة لإيران للعب دور أكبر في قضية القدس، خاصة بعد الحديث عن ضغوط تعرض لها الرئيس الفلسطيني خلال زيارته الأخيرة للمملكة، قبل أسبوعين، في محاولة لإقناعه بالموافقة على ما أطلق عليه "صفقة القرن" ما جعل كثيراً من التحليلات تذهب إلى اتجاه الرئيس الفلسطيني للبحث عن داعم لقضيته بعيداً عن الرياض.
أما الأمر الآخر الذي يزيد من سخونة المشهد أن تأتي دعوة أبي مازن بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، وإعلان السلطة الفلسطينية أن بينس غير مرحب به، ولن يستقبله عباس، وهو ما حذر منه البيت الأبيض بأن "خطوة مثل هذه ستأتي بنتائج عكسية"
وأعلن الرئيس الأمركي دونالد ترامب، يوم 6 من ديسمبر/كانون أول الجاري، اعترافه بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.