اعتذر رئيس وزراء مصر الأسبق أحمد شفيق، اليوم السبت 16 ديسمبر/ كانون الأول 2017، عن توقيف سلطات بلاده مؤيدين له، مطالباً إياها بتوضيح أسباب التوقيف.
وجاء ذلك في بيان نشره "شفيق" عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، في ثاني حديث معلن له منذ عودته إلى القاهرة في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري من مقر إقامته "الاضطراري" بالإمارات.
وقال شفيق في البيان "أعتذر بشدة، لكل شاب تم التحفظ عليه، لمجرد علاقته الشخصية بي، أو أنه من مؤيديَّ أو أنه كان مشاركاً وداعماً لي في الحملة الانتخابية الرئاسية 2012″، دون تحديد أعدادهم.
وأضاف "أعتذر لهم ولأسرهم إذا كان التحفظ عليهم لهذا الأسباب، وأرجو من السلطات المختصة سرعة إيضاح الأمر"، واصفاً الأمر بـ"الموقف الخطير".
وأمس الجمعة، طالب حزب الحركة الوطنية المصرية (ليبرالي) الذي يترأسه شفيق، السلطات المصرية بإطلاق سراح 3 شبان تم إلقاء القبض عليهم بـ"بتهمة تأييد شفيق وتنظيم فعاليات لدعمه في انتخابات الرئاسة المقبلة"، مطالباً بالعفو عنهم.
وبحسب وسائل إعلام محلية، ألقت قوات الأمن المصرية، يوم الأربعاء الماضي، القبض على ثلاثة أشخاص، وسط أحاديث متباينة حول انتمائهم للحزب الذي يترأسه شفيق، وأخرى تقول إنهم من مؤيديه وأنصاره فقط وكانوا يقومون بفعاليات لدعم شفيق في رئاسيات 2018.
وفيما نقلت تلك المصادر عن مسؤول أمني (لم تسمه) قوله إنهم متهمون بـ"نشر معلومات كاذبة تضر بالأمن القومي"، لم يصدر بيان من وزارة الداخلية منذ إعلان الواقعة.
وأمس الأول الخميس، عقد شفيق (76 عاماً)، اجتماعاً مع قيادات بالحزب الذي يرأسه، للتباحث حول "قرار ترشحه من عدمه للانتخابات الرئاسية"، دون إعلان موقف نهائي، ونشر الحزب صوراً للقاء.
وكان شفيق قد أعلن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، نيته الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجري في العام المقبل، إلا أنه بعد إعلانه فإن "العديد من المحطات التلفزيونية الموالية للحكومة المصرية استنكرت خطوته، ووصفته بأنه فاسد وخائن، وأن محامين خاصين مؤيدين للحكومة بدؤوا تسجيل دعاوى قانونية ضده"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وبإعلانه خوض الماراثون الرئاسي، بات شفيق، العسكري السابق بسلاح الطيران بالجيش المصري، أبرز مرشح محتمل منافس للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حال أعلن الأخير خوضه غمار المنافسة لفترة رئاسية ثانية بشكل رسمي.
ووفق خبراء تحدثوا لوكالة الأناضول، فإن شفيق سيكون منافساً حقيقياً في رئاسيات 2018، التي ستُجرى خلال شهري مارس/آذار، وأبريل/نيسان المقبلين، ومن المحتمل أن يعلن جدولها الزمني، أواخر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويعزو محللون مصريون أسباب ثقل تأثير خوض شفيق رئاسيات مصر، إلى "إنجازات" نُسبت إليه خلال توليه حقيبة وزارة الطيران المدني طوال 9 سنوات (2002-2011)، إضافة إلى كونه "أحد رجالات الدولة المقربين من السلطة"، وآخر رؤساء حكومات عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك (1981-2011)، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير.
وشفيق هو وصيف محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في مصر برئاسيات 2012؛ حيث حصل الأول آنذاك على أكثر من 12 مليون صوت (49 بالمائة من أصوات الناخبين).
وبعد ساعات من إعلانه قبول نتيجة رئاسيات 2012، غادر شفيق البلاد واستقر في الإمارات طوال السنوات الخمس الماضية.