ربما لم يدر بخلد المواطنين في مدينة بيزييه الفرنسية أن يستغل عمدة مدينتهم حادثة موت امرأة مقيدة على قضبان القطار للترويج لحملته الدعائية لجلب القطارات فائقة السرعة للمدينة، ولكن روبرت مينار الذي اعتاد على استخدام الصور المثيرة للجدل في حملاته الدعائية، قد فاجأ الجميع بخطوة أغضبت الرأي العام.
وقالت صحيفة التليغراف البريطانية، الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2017، أن روبرت مينار عمدة مدينة بيزييه التي تقع جنوب غربي فرنسا، يواجه انتقادات لاذعة، حيث تُظهر تلك الملصقات "الكريهة" التي لصقها مينار حول مدينة بيزييه امرأةً مُقيَّدةً على قضبان القطار تحت شعار: "كانت ستعاني أقل مع القطار فائق السرعة".
وقد أثارت الصورة الناشطين في مجال حقوق المرأة لأنهم يقولون إنه بلا شك يستغل حادثاً حقيقياً قتل فيه رجلٌ محلي زوجته عن طريق تقييدها على قضبان القطار قبل أن يرمي نفسه تحت القطار.
وفور علمها بالحملة الدعائية، نشرت لورانس روسينول، وزيرة حقوق المرأة السابقة في فرنسا، تغريدةً تقول فيها: "كانت تُدعى إيميلي، وكانت تبلغ من العمر 34 عاماً وكان لها أربعة أطفال، وفي يونيو/حزيران 2017، قتلها زوجها عن طريق ربطها على قضبان القطار فائق السرعة".
وأضافت: "وها هو روبرت مينار الوضيع يقتلها مرةً ثانية. أطالب بسحب هذا الملصق الدعائي فوراً".
Elle s'appelait Emilie, elle avait 34 ans et 4 enfants. En juin 2017, son mari l'a assassinée en l'attachant sur les rails du TGV. L'ignoble @RobertMenardFR la tue une 2ème fois. Je demande retrait immédiat + poursuites. (via @SebastienDenaja) pic.twitter.com/CIx4QdT91b
— laurence rossignol (@laurossignol) December 11, 2017
وقالت روسينوا إنَّها تقدَّمت بشكوى قانونية إلى المدعي العام المحلي بسبب "التغاضي عن العنف ضد المرأة وقتل الإناث".
وقالت مارلين شيابا، وزيرة إيمانويل ماكرون للمساواة بين الجنسين، عبر تغريدةٍ لها على موقع تويتر إنَّها ستدعو حاكم الولاية إلى خوض تحقيق: "حملةٌ أخرى بغيضة، وما هو أسوأ أنها تأتي هذه المرة من مسؤولٍ مُنتَخَب".
وأضافت: "إنَّه يستخدم جسد المرأة لتمرير رسائل شعبوية ويضعه مركزاً لضحايا للعنف".
في المقابل، قال مينار إنَّه "مندهش" من ردود الفعل "المذعورة" من مسؤولين مهتمين بالتصويب السياسي "يتكلمون دائماً عن الانحدار الأخلاقي الذي يُثقِل البلاد".
كما ادعى أنَّ نفس هؤلاء كانوا "ليحرقون" مغني الروك الراحل جوني هاليداي "لو كانوا موجودين في عام 1960″، و"تشارلي إبدو"، مجلة الرسوم الكاريكاتورية الأسبوعية التي استهدفها الإرهابيون "في عام 1970".
وأضاف: "كانت هذه صورة لراعي بقر مع زوجته على القضبان، فأنت لست بحاجة إلا إلى عقلٍ مشوَّهٍ للغاية لربط ذلك بجريمة القتل".
لكن رافائيل ريمي-ليليو، من مؤسسة "Osez le Féminisme" النسوية، قالت: "هل كان الأمر من قبيل الصدفة أن يأتوا بفكرةِ امرأة يدهسها القطار؟ يجب أن تتوقَّف مثل هذه الأكاذيب والكراهية في السياسة".
حوادث سابقة
ذكرت التليغراف أن ملصق المرأة المُقيَّدة لم يكن الوحيد المثير للجدل في الحملة. إذ يُظهِر ملصقٌ آخر امرأةً تفتح ساقيها وطبيب توليد يحمل نموذج من قطارٍ على شكل مقصورةٍ، مع شعار: "حسناً هل أنتِ ذاهبةٌ للولادة؟".
ولدى مينار تاريخٌ طويل من الحملات الدعائية الصادمة. ففي عام 2015، علَّق ملصقاتٍ تُحذِّر من المهاجرين الذين يُطلِقون لحاهم، يقول فيها: "إنَّهم سيصلون إلى وسط المدينة".
وفي سبتمبر/أيلول، انتقد مينار خفضاً في تمويل الدولة للمدن عن طريق صورةٍ لرجلٍ يخنق امرأة.