أعلنت وسائل إعلام كورية شمالية، الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2017، أن زعيم البلاد كيم جونغ أون تعهَّد "بتحقيق النصر في المواجهة" ضد الولايات المتحدة، بترسانته النووية التي تتطور بشكل متسارع.
وكانت كوريا الشمالية قد أثارت المجتمع الدولي مؤخراً، بعد إطلاقها سلسلة من الصواريخ البالستية، آخرها كان في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أجرت تجربة على صاروخ عابر للقارات طويل المدى، قادر على إصابة معظم الدول الرئيسية في الولايات المتحدة.
وقال كيم في خطاب الثلاثاء، أمام العاملين المشاركين في التجربة الصاروخية الإخيرة، إن بلاده "سوف تتقدم منتصرة، وتثب لتكون أقوى قوة نووية وعسكرية في العالم"، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
ونقلت الوكالة أيضاً قوله "صناعة الدفاع الوطني سوف تستمر بالتطور، وسوف نحقق النصر في المواجهة مع الإمبرياليين ومع الولايات المتحدة".
وأضاف أن قوة البلاد النووية قد اكتملت في "صراع بالغ التحدي"، وبالرغم من الكلفة الباهظة.
وتأتي تعليقات الزعيم الكوري الشمالي مع بذل القوى الكبرى في العالم للجهود من أجل مواجهة هذه الأزمة، ودعم الولايات المتحدة لعقوبات سياسية واقتصادية صارمة ضد نظام كيم، لوقف برامجه النووية.
ومع ذلك فإن كوريا الشمالية استمرت بإطلاق الصواريخ، ما شكَّل تحدياً رئيسياً للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتعززت المخاوف من حدوث نزاع كارثي مع الدولة النووية، مع تبادل زعيمي البلدين الاتهامات، وازدراء الرئيس الأميركي لخصمه، ووصفه بأنه "رجل الصاروخ الصغير".
وتصاعد التوتر مجدداً في شبه الجزيرة الكورية، بعد إطلاق صاروخ هواسونغ-15 العابر للقارات، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي زعم الشمال أن باستطاعته إيصال "رأس حربي ثقيل وكبير" إلى أي مكان على الأراضي الأميركية.
ويعتقد العديد من المحللين أن الصاروخ قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية، لكنهم يشككون في امتلاك بيونغ يانغ التقنية المتطورة اللازمة التي تسمح للصاروخ بالبقاء سليماً، بعد دخوله الغلاف الجوي مجدداً.
وكانت تجربة الشهر الماضي الاختبار الأول من نوعه، منذ 15 سبتمبر/أيلول، وبددت الآمال بإمكان تراجع كوريا الشمالية، وفتح الباب أمام التفاوض لإيجاد حل للأزمة.
محادثات دون شروط
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الثلاثاء، للمرة الأولى، إن واشنطن مستعدة لإجراء محادثات مع بيونغ يانغ "بدون شروط".
وقال في خطاب أمام مجلس الأطلسي "كما قلت مراراً، سوف أتابع جهودنا الدبلوماسية حتى التخلي عن القنبلة الأولى".
وتصرّ الولايات المتحدة منذ وقت طويل على أن تأخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة فيما يتعلق بنزع سلاحها، قبل أي مفاوضات، يجب أن تؤدي حتماً إلى عملية نزع سلاح كاملة لا عودة عنها، ومتحقق منها.
وقال تيلرسون أمام منتدى المجلس الأطلسي "من غير الواقعي القول إننا لن نتحدث إذا لم تأت إلى الطاولة، وأنت مستعد لتسليم برنامجك"، مضيفاً "لقد استثمروا الكثير في هذا البرنامج".
لكنه حذر أيضاً من أن العسكرية الأميركية جاهزة للتصرف إن استدعى الأمر ذلك.
وصعدت الولايات المتحدة من ضغوطها على كوريا الشمالية، وبدأت الأسبوع الماضي أكبر تدريبات عسكرية جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية.
من جهتها وصفت بيونغ يانغ هذه المناورات بأنها استفزازية، واتهمت هذه التدريبات بأنها "تكشف نوايا القيام بضربة نووية وقائية مفاجئة".