أعلنت جمعية بحرينية الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2017، أنها أرسلت وفداً إلى إسرائيل تأكيداً لمبدأ "التسامح والتعايش"، مؤكدة أن الخطوة جاءت بمبادرة فردية والوفد لا يمثل جهة رسمية بحرينية.
وفي خطوة لافتة، نشرت وكالة الأنباء الرسمية بيان جمعية "هذه هي البحرين" حول هذه الزيارة العلنية الأولى لوفد يضم بحرينيين إلى إسرائيل التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع المنامة كما هو حال معظم الدول العربية الأخرى.
وقالت الجمعية إن "الوفد الذي ضم في عضويته بعض الأجانب المقيمين بمملكة البحرين من ديانات مختلفة، لا يمثل أي جهة رسمية في مملكة البحرين وإنما يمثل الجمعية ذاتها وقام بتلك الزيارة بمبادرة ذاتية".
وجاء بيان الجمعية رداً على "ما أثير في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن زيارة الوفد (…) لإسرائيل والقدس المحتلة".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نشرت الأحد صوراً لوفد الجمعية في مدينة القدس مما أثار ردود فعل منددة بهذه الخطوة على وسائل التواصل الاجتماعي ومن قبل جمعيات غير حكومية أخرى في البحرين.
واعتبرت واحدة من الجمعيات أن الزيارة تمثل "تطبيعاً" مع إسرائيل وأشارت إلى أنها تأتي بعد أيام من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقالت جمعية "المنبر الوطني الإسلامي" في بيان إن الزيارة تمثل "مخالفة (…) للثوابت الوطنية البحرينية التي ترفض التطبيع بكل أشكاله وصوره".
كما أثارت الزيارة استنكار مغردين على تويتر أشاروا إلى توقيتها ضمن وسمي "هذه ليست البحرين" و"البحرين تقاوم التطبيع".
وقالت "هذه هي البحرين" في بيانها أنها "قامت بهذه المبادرة استناداً إلى مبدأ التسامح والتعايش الذي يعد نهجاً لمملكة البحرين وسمة من سمات المجتمع فيها، وبهدف زيارة الأماكن الدينية المقدسة الإسلامية والمسيحية واليهودية وغيرها في مختلف أنحاء العالم".
وتقول جمعية "هذه هي البحرين" أنها تضم مجموعة من البحرينيين والأجانب المقيمين في المملكة الخليجية الصغيرة وأن عملها ينصب على الدفاع عن "الحرية الدينية" ومبدأ التعايش بين الأديان.
ونالت الجمعية ترخيصها بشكل رسمي في أيار/مايو الماضي. ونظمت عدة فاعليات في دول أوروبية وفي الولايات المتحدة وفي البحرين. وتؤكد الجمعية في بياناتها أنها تحظى بدعم العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وكان ترامب أعلن مساء الأربعاء أن الولايات المتحدة "تعترف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل"، ما أثار ردود فعل عربية ودولية رافضة وأدى إلى اندلاع تظاهرات في عدة مدن وإلى مواجهات في الأراضي الفلسطينية.
ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.