أكد المتحدث باسم البنتاغون اريك باهون لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس الثلاثاء، 5 ديسمبر/كانون الأول 2017، أن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري لها في سوريا "طالما كان ذلك ضرورياً"، وذلك في خطوة قد تثير غضب روسيا وإيران، حليفتي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال باهون: "سنحتفظ بالتزاماتنا طالما دعت الضرورة، لدعم شركائنا ومنع عودة الجماعات الإرهابية" إلى هذا البلد.
وتنشر الولايات المتحدة حالياً قرابة ألفي جندي على الأرض في سوريا، بينهم قوات خاصة، يدعمون قوات سوريا الديمقراطية في المعركة ضد الجهاديين.
وأوضح باهون أن التزامات القوات الأميركية في سوريا ستكون "بموجب شروط"، أي أنه لا يوجد جدول زمني يحدد ما إذا كانت ستنسحب أم لا.
وأشار إلى أن الانسحاب العسكري للولايات المتحدة "مرتبط بالوضع" على الأرض في سوريا.
وقال "من أجل ضمان هزيمة داعش، يجب على التحالف التأكد من عدم عودته، أو استعادته المناطق التي خسرها أو التآمر لشن اعتداءات في الخارج".
وتابع أن "هذا أمر ضروري لحماية وطننا والدفاع عن حلفائنا وشركائنا (…)، ستحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا، ضمن شروط لمكافحة التهديد الذي يشكله الإرهابيون، وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة".
وشدَّد باهون على أن هناك تهدئة سياسية لا يزال يتعين العمل على تحقيقها، منتقداً الأداء الروسي في سوريا.
وقال "لا يجب الاعتقاد بأنه بمجرد مقتل آخر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سنتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية حليفتنا".
وأردف أن الولايات المتحدة "ستواصل بذل الجهود الضرورية من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار" على الأرض في سوريا.
وأوضح باهون أن تحقيق الاستقرار يعني "استعادة الخدمات العامة الأساسية، و(تنفيذ) عمليات إزالة الألغام وتوزيع مساعدات إنسانية".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تريد أيضاً مساعدة قوات سوريا الديمقراطية، على أن تصبح "قوات أمن محلية دائمة ومكتفية ذاتياً ومتنوعة عرقياً".
وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، طرد تنظيم الدولة الإسلامية من شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، بدعم روسي وأميركي على حد سواء.
وكانت تركيا أعلنت أنها تلقّت تطمينات من البيت الأبيض، بوقف تسليم الأسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنّفها أنقرة "إرهابية".
وتحدَّث البيت الأبيض عن "تعديلات" متصلة بالدعم العسكري لشركاء واشنطن على الارض في سوريا، بعد انتهاء معركة الرقة.
وعلى وقع الهزائم المتلاحقة التي مُني بها الجهاديون، وأدت إلى تقلص مناطق سيطرتهم، تراجعت وتيرة غارات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق بشكل كبير مؤخراً.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إنّ روسيا "لم تقُم سوى بجزء من عمليات مكافحة الإرهاب" في الأراضي السورية، معتبراً أن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "لم يشكل أولوية" لموسكو في سوريا.
وأضاف باهون أن روسيا "ليس لديها -على ما يبدو- أي خطة" لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا "أو لحل المشكلات الأساسية التي أدت إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية".
كذلك شدَّد باهون على أن روسيا "لا تسعى بجدية إلى التوصل لانسحاب المقاتلين الموالين لإيران" من سوريا، بما فيهم حزب الله اللبناني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.