مقتل صالح أظهر سيطرة الحوثيين.. وسيناريوهان متوقعان لليمن كلاهما يسبب الرعب لسكان صنعاء

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/05 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/05 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش

أدى مقتل الرئيس اليمني السابق للبلاد، علي عبد الله صالح، إلى سقوط اليمن فى أزمة جديدة أمس الإثنين، وأظهر بعداً جديداً من الاضطرابات في الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين.

ونقل تقرير نشره موقع BuzzFeed News الأميركي عن أبو بكر الشماحي، وهو مراسل بريطاني-يمني يعمل حالياً في البلاد، قوله إن رد الفعل على الأنباء التي تفيد بأن علي عبدالله صالح قد قتل – والتي انتشرت ببطء عبر اليمن بسبب مشاكل الاتصالات – كان في البداية الصدمة وعدم التصديق.

وأضاف الشماحي: "هذا الرجل كان أهم لاعب سياسي في اليمن منذ أربعة عقود. إن مقتله يمثل نهاية حقبة زمنية".

تأتي وفاة صالح بعد أيام من انقلابه ضد الميليشيات الحوثية التي كان قد دعمها وتحالف معها.

وقد أطيح بالرئيس السابق خلال ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، وقد وصف صالح قيادة اليمن في وقت سابق بأنها "رقص على رؤوس الثعابين"؛ وصف دقيق لكيفية تشكيله وإنهائه العلاقات بين الفصائل اليمنية. سلم صالح السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي، الذي انقلب عليه في وقت لاحق.

وقد جمع صالح قوات موالية له وشارك مع ميليشيا الحوثيين المتمردة ضد حكومة هادي المعترف بها من الأمم المتحدة للاستيلاء على العاصمة صنعاء في أوائل عام 2015. وظل صالح يقاتل التحالف الذي تقوده السعودية لصد الحوثيين الذين تدعمهم إيران منذ ذلك الحين.

سيناريوهان مرعبان

وقال الشماحي إن هناك "خوفاً حقيقياً" مما سيحدث في الأيام المقبلة. وأضاف: "حالياً هناك احتمال كبير أن تنضم القوات الحكومية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية إلى أنصار صالح، وأن تصل المعركة إلى شوارع صنعاء".

وقد تفاعل الكثير من اليمنيين على الشبكات الاجتماعية بمشاعر الصدمة والقلق حول مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح.

وقال حسابٌ يحمل اسم "ندوى الدوسري" على موقع تويتر: "ستكون الأيام المقبلة جحيماً. فإمَّا أن يُحكم الحوثيون سيطرتهم على كامل صنعاء، وإمَّا أنَّ التحالف وقوات هادي ستتقدَّم إلى المدينة بكل قوتها بالتنسيق مع حزب المؤتمر الشعبي العام. وكلا الوضعين سينجم عنه سقوط الكثير من الضحايا المدنيين. قلوبنا وعقولنا مع صنعاء".

وقال حسابٌ آخر باسم "هناء الشوفي": "منذ الإعلان عن مقتل علي صالح، تتجوَّل سياراتٌ تابعة لجماعة أنصار الله تحمل مكبرات صوت تصدح بأناشيد الانتصار في الكثير من شوارع صنعاء. قُتِلَ صالح، فماذا بعد؟ الناس تشعر بالشلل في جميع أرجاء البلاد".

فيما قال حساب "شيرين العديمي": "حكم صالح اليمن، بطريقةٍ أو أخرى، طوال حياتي بأسرها. وسواء كان ذلك جيداً أو سيئاً، لم أتخيَّل اليمن بدونه ولا أدري ما الآثار التي قد تترتَّب على مقتله".

وقال عبد الوهاب الكبسي على حسابه أيضاً: "اليمن هو المكان الوحيد حيث يقود رئيسٌ سابق انقلاباً ضد هؤلاء الذين يقودون انقلاباً ضد رئيسٍ حل محل نفس الرئيس السابق".

كيف فُضَّ تحالفه؟

وكان قد أعلن رسمياً يوم الأحد حل التحالف بين الحوثيين الذين تلقوا دعماً من إيران من جهة، وبقايا الجيش الموالي له منذ عقود من جهة أخرى.
وقد صاحبت فترة الانقطاع بين الجانبين التي ترددت أنباؤها منذ أسابيع، أيام من القتال بين أنصار صالح والحوثيين في شوارع العاصمة. وقد شن التحالف الذي تقوده السعودية، والذي قضى العامين ونصف العام الماضيين في محاولة لطرد الحوثيين، ضربات جوية لدعم الرئيس السابق.

وأعلن عن وفاة صالح بعد أن تم تصوير مقطع فيديو يظهر الرئيس السابق مصاباً بجروح خطيرة في الرأس.

وبعد ذلك بوقت قصير تم الإعلان عن وفاته على قناة "المسيرة" التلفزيونية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون والتي نقلت عن مسؤولي الحوثيين إعلانهم "نهاية أزمة ميليشيا الخيانة وقتل زعيمها".

وأكد مسؤولون من حزب المؤتمر الشعبي العام وفاة صالح البالغ من العمر 75 عاماً، وفقاً لما أذاعته قناة العربية. وأفادت الأنباء أن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه قال إن الرئيس السابق قتل بالرصاص على يد "قناص".

مصير القوات الموالية للسعودية

وعندما انقلب صالح ضد الحوثيين، كان بعض الدبلوماسيين والمحللين الغربيين متفائلين من أنه يمكنه أن يكسر الانسداد السياسي والعسكري ويسرع في التوصل إلى نهاية للصراع المدمر الذي كلف بالفعل آلاف الأرواح وشرد أعداداً كبيرة من اليمنيين.

لكن هذا التفاؤل بدأ بالفعل في التراجع في اليومين السابقين لوفاة صالح، حيث اجتاح القتال العاصمة.
وتفيد التقارير بأن القوات الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية تنتشر في صنعاء في محاولة لتعزيز قوات صالح، ولا يزال مصيرهم غير مؤكد.

لماذا كان يمكن أن ينقذ البلاد؟

وقال دبلوماسي غربي كبير في الشرق الأوسط طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية: "برغم عيوبه، كان صالح واضحاً. كنت تستطيع أن تبرم صفقة معه. لم يكن أيديولوجياً. كان يبحث عن مصالحه الخاصة".

مع خروج صالح من المشهد، أصبحت السياسة، المضطربة أصلاً في اليمن، الآن أكثر غموضاً من ذي قبل. وأضاف الدبلوماسي أن موت صالح "يعني غياب شخص كان لاعباً حاسماً وجزءاً ضرورياً من الحل. لقد ترك فراغاً في بلد يكافح من أجل إقامة مؤسسات متماسكة".

قدرة الحوثيين على تحمل كل من الغارات الجوية وخيانة صالح، وفي نفس الوقت التخلص بسرعة من الرئيس السابق، يظهر قوتهم المستمرة.

موت صالح واحتفاظ الحوثيين بالسلطة في صنعاء لا يبشران بنهاية سريعة لتدخل السعودية وحلفائها في الحرب اليمنية. الحرب المستمرة، في المنطقة المجاورة لمضيق باب المندب الحاسم، الذي تمر من خلاله نسبة كبيرة من شحنات البترول والسلع في العالم، تسبب في استنزاف خزائن السعودية، مما عرقل جهود الإصلاح الطموحة التي يتبناها محمد بن سلمان.

وأثرت الأزمة الإنسانية الناجمة عن ذلك، والتي ألقي باللوم عليها إلى حد كبير على حصار الرياض لليمن، بشكل كبير على الشعب اليمني. ويقدر أن 80٪ من السكان في حاجة إلى نوع من المساعدة الإنسانية، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.

علامات:
تحميل المزيد