بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، أكبر تدريبات عسكرية جوية في تاريخهما، وهو ما وصفته كوريا الشمالية بـ "استفزاز شامل"، وذلك بعد أيام على تجربة بيونغ يانغ لأقوى صواريخها البالستية العابرة للقارات.
وتشارك في التدريبات التي بدأت الإثنين صباحاً وتستمر لخمسة أيام 230 طائرة عسكرية على رأسها 6 طائرات شبح أميركية مقاتلة من طراز إف-22 إضافة إلى عشرات آلاف الجنود، بحسب ما ذكر الجيش الكوري الجنوبي.
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن تدريبات "فيجيلانت أيس" فوق شبه الجزيرة الكورية تجري سنوياً "لتعزيز الموقف الدفاعي"، إلا أنها هذه المرة تعتبر "تدريباً غير مسبوق من ناحيتي الحجم والقوة".
وانتقدت بيونغ يانغ هذه التدريبات واتهمت إدارة الرئيس ترامب "بتسول حرب نووية".
وتأتي هذه التدريبات بعد 5 أيام على اختبار بيونغ يانغ صاروخاً جديداً عابراً للقارات تقول إنه يجعل كامل أراضي الولايات المتحدة في مرماها.
ومع تصاعد التوتر حذر السناتور الأميركي الجمهوري ليندساي غراهام الأحد من أن الولايات المتحدة تقترب من شن ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية.
وقال غراهام عبر قناة "سي بي إس" "إذا أجريت تجربة نووية تحت الأرض عندها يتعين عليك أن تكون مستعداً لمختلف أشكال الرد من الولايات المتحدة".
وأجرى النظام المعزول في كوريا الشمالية ست تجارب نووية منذ عام 2006، آخرها كان في أيلول/سبتمبر الماضي.
وقال غراهام "مع كل تجربة صاروخية، وكل تجربة نووية تحت الأرض، هذا يعني أن التزاوج بينهما بات مرجحاً".
ويتفق في ذلك مع مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر الذي قال خلال منتدى أمني في واشنطن السبت إن احتمالات الحرب مع كوريا الشمالية "تزداد يوماً بعد يوم".
وادعت كوريا الشمالية أن صاروخ هواسونغ-15 الذي تمت تجربته الأربعاء قادر على إيصال "رأس نووي خارق" إلى أي مكان على الأرض الأميركية.
ويتفق المحللون في أن التجربة الأخيرة لبيونغ يانغ أظهرت تقدماً كبيراً من ناحية مدى الصواريخ، لكنهم يرجحون أن ذلك تحقق بواسطة رأس نووي زائف أخف وزناً.
ويقولون إن صاروخاً يحمل رأساً نووية أكثر وزناً لن يكون بإمكانه عبور هذه المسافة.
وهو يشككون بقدرة بيونغ يانغ على حيازة التقنية المطلوبة لحماية الرأس النووية من درجات الحرارة المرتفعة والإجهاد الذي ستواجهه عند عودة الصاروخ من الفضاء إلى الأرض.