يدفع إريك برينس، مؤسس شركة المقاولات العسكرية الخاصة (المرتزقة) "بلاك ووتر"، بخطة للتدخل في أزمة المهاجرين في ليبيا من خلال مقترح يتضمن تشكيل قوة شرطية مدرّبة تضطلع بأنشطة على غرار أنشطة شركته في أفغانستان.
وقال برينس، إن المقترح يعد خياراً أكثر إنسانيةً من قبل الاتحاد الأوروبي مقارنة بالفوضى التي تعم الدولة الغنية بالنفط في الوقت الحالي، نظراً لانتشار تقارير حول الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان التي تمارسها الجماعات المسلحة ضد المهاجرين.
وذكر برينس، المقرب من إدارة ترامب، والذي يدرس الترشح لمجلس الشيوخ عن ولاية يومينج الأميركية، أنه من السهل للغاية أن تتولى شركة Frontier Service Group التابعة له وقف واعتقال وترحيل مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة، الذين يسعون وراء الفرار إلى أوروبا من خلال ليبيا.
وقد اقترح أيضاً القيام بذلك مقابل نسبة ضئيلة من القيمة التي ينفقها الاتحاد الأوروبي على القوارب التي تعترض سفن المهاجرين بالبحر المتوسط.
ونقلت صحيفة Corriere della Sera الإيطالية عنه قوله: "إن انتقال البشر من السودان وتشاد والنيجر عملية مستمرة. ولوقف تلك العملية، ينبغي تشكيل قوة شرطية على الحدود الليبية الجنوبية".
أفضل من البرنامج الأوروبي
واعتبر برينس أن خطته أكثر "إنسانية واحترافية" من البرامج التي يدعمها الاتحاد الأوروبي سعياً وراء وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وتعتمد تلك البرامج إلى حد كبير على الجماعات المسلحة داخل ليبيا، التي تعتقل المهاجرين قبل وصولهم إلى الساحل، والتي تم اتهامها من قبل باقتراف الاغتصاب والضرب والسخرة داخل المعتقلات. وقد اعتبرت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان هذه البرامج غير إنسانية، وقامت بإدانتها.
علاقته بالإمارات والسعودية
ويعمل برينس مستشاراً أمنياً بالإمارات العربية المتحدة، التي لعبت إلى جانب المملكة العربية السعودية دوراً حيوياً في مساعدة اللواء خليفة حفتر على توطيد سلطته العسكرية في ليبيا، حيث يسيطر حالياً على نحو نصف مساحة البلاد.
وكشفت مجلة "إنتليجنس أونلاين"، المتخصصة في متابعة أجهزة الاستخبارات في العالم مؤخراً، أن إريك برينس يعمل لصالح عمليات إماراتية خاصة في ليبيا.
ووفقاً لمصادر المجلة، فإن الطائرات المتمركزة في قاعدة سرية إماراتية في ليبيا يقودها طيارون يوظفهم إريك برينس.
وتبنّت إدارة ترامب سياسة عدم التدخل تجاه ليبيا؛ ومع ذلك، فمن الأرجح أن تأخذ أي مقترح يقدمه برينس على محمل الجدية، حسب تقرير الغارديان، فقد قدم برينس 250 ألف دولار لدعم حملة ترامب، وتعمل شقيقته بيتسي ديفوس وزيرةً للتعليم.
وفي سؤال حول ما إذا كان قد ناقش خطته مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي أو مع إدارة ترامب، ذكر متحدث باسم شركة Frontier أن "إريك لا يريد التعليق على أي مناقشات خاصة كان قد أجراها بشأن ليبيا".
واجه برينس نقداً لاذعاً حول سجل انتهاكاته لحقوق الإنسان، باعتباره أشهر عميل مأجور على مستوى العالم.
تاريخهم في العراق
واتهم موظفو بلاك ووتر بقتل 14 مدنياً عراقياً أعزل عام 2007، حينما فتح المقاولون العسكريون النار على حشد من الناس في بغداد، بينما كانوا يرافقون موكب الحكومة الأميركية. وواجه برينس التحقيق بالكونغرس، ولكن لم تتم إدانته باقتراف أي انتهاكات.
وتمت إدانة العاملين بشركة بلاك ووتر بالقتل الجماعي فيما يتعلق بتلك الحادثة. وأصدرت محكمة بالولايات المتحدة حكمها بإعادة محاكمة أحد المتهمين؛ ومن المتوقع أن تتم إعادة إصدار الحكم على ثلاثة آخرين، بعد أن قرَّرت المحكمة أن السجن لمدة 30 عاماً عقوبة طويلة للغاية.
وأصبحت شركة بلاك ووتر بالغة الثراء خلال حرب العراق. فقد ربحت عقوداً بنحو مليار دولار أميركي لحماية العاملين الأميركيين. ومع ذلك، قام برينس ببيع الشركة عام 2010، وأنشأ شركة أخرى تحمل اسم Frontier بالتعاون مع مستثمرين صينيين.
تفاصيل الخطة
وبعد موافقته على إجراء حوار مع صحيفة Corriere della Sera الإيطالية، يبدو أن برينس يسعى وراء حشد الدعم بالاتحاد الأوروبي لصالح تدخله المحتمل في ليبيا.
تنطوي خطته على بناء ثلاث قواعد شرطية في ليبيا، ونشر نحو 750 من "مدربيه الأجانب"، الذين يرغبون في العمل والتعاون مع الليبيين.
وقال برينس: "سوف يقدمون الدعم القيادي والاستخباراتي ودعم الاتصالات وطائرة مراقبة ومروحيتين. ويضطر المهربون إلى قيادة السيارات على امتداد مساحات هائلة؛ وبذلك يكون من السهل تحديد مواقعهم واعتراضهم وإيقافهم".
وأضاف: "أتصور أن أوروبا تريد وقف تدفق المهاجرين بأكثر وسيلة إنسانية واحترافية ممكنة. ولا أعتقد أن الاستعانة بالميليشيات حل مناسب على المدى الطويل".
وأقر برينس أن المقترح المنفصل بشأن "خصخصة" الحرب في أفغانستان من خلال استغلال 5500 من العاملين بشركة Frontier الذين يعملون بالتعاون مع الشرطة الأفغانية، قد تم التصديق عليه من قبل كل من مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين الذي يخضع حالياً لتحقيقات ترامب/روسيا، والخبير الاستراتيجي السابق للبيت الأبيض ستيف بانون.
ومع ذلك، لم يتم تبني تلك الخطة.
وذكر برينس أن الخطة قد تم رفضها من قبل البنتاغون وماكماستر، مستشار الأمن القومي الحالي لدى ترامب، وتنبأ برينس بإخفاق خطة البيت الأبيض في خطته لإرسال 3000 جندي إضافي إلى أفغانستان.
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن برينس قوله: "النهج لم يتغير على مدار الـ16 عاماً الماضية. وسوف يلجأ البيت الأبيض إليّ خلال ستة شهور أو عام واحد. إنه أمر حتمي".