ظهرت ملاحظاتٌ دوَّنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بخط اليد وباللون الأسود، وجميعها بحروفٍ كبيرةٍ، أمامه، يوم الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني، أثناء كشفه عن أنباء إطلاق كوريا الشمالية أحدث صواريخها.
وشُوهِدت الورقة على الطاولة أمام ترامب، بينما كان يُخاطب الصحفيين في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض بعد ساعاتٍ من تحليق الصاروخ عبر السماء الكورية واليابانية، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتقول الملاحظة: "أُطلِقَ الصاروخ من كوريا الشمالية، وسنهتم بذلك".
وبكلماتٍ ليست بعيدةً عمَّا جاء في ملاحظته، قال ترامب، بعد ذلك للصحفيين: "أُطلِقَ صاروخٌ منذ قليل من كوريا الشمالية. لن أخبركم سوى أنَّنا سنهتم بذلك، هذا وضعٌ سنتعامل معه".
وشهِِدت آخر محاولات كوريا الشمالية الصاروخية إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات وصل لمسافاتٍ أعلى من المحاولة السابقة، خلال أول اختبارٍ منذ أكثر من شهرين.
ويأتي ذلك بعد أن فرض ترامب عقوباتٍ جديدة على بيونغ يانغ، وأعلنها دولةً راعيةً للإرهاب.
ودفع إطلاق الصاروخ وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، إلى التحذير من أنَّ بيونغ يانغ قد تُشكِّل قريباً تهديداً "لكل مناطق العالم"، وأنَّ أحدث اختبار صاروخي لها وصل إلى مسافاتٍ "أعلى من أي عملية إطلاق سابقة قاموا بها".
وأفاد تقييمٌ مبدئي للبنتاغون، أنَّ الصاروخ حلَّق حوالي 620 ميلاً (998 كيلومتراً) قبل أن يسقط خلال 200 ميل بحري (321 كيلومتراً) من الساحل الياباني.
وقال أحد الفيزيائيين إنَّ الصاروخ بدا أنَّ لديه مدىً يصل إلى أكثر من 8 آلاف ميل (نحو 13 ألف كيلومتر)، ما يعنى أنَّ واشنطن العاصمة الآن في مرمى ضربات كيم جونغ أون، فضلاً عن أستراليا وأوروبا أيضاً.
وكتب ديفيد رايت، وهو مديرٌ مشاركٌ وعالمٌ بارز في اتحاد العلماء المهتمين (Union of Concerned Scientists) في مدونةٍ لمؤسسته: "إذا كانت هذه الأرقام صحيحة، وإذا حلَّق، لاحقاً، في مسارٍ عادي بدلاً من هذا المسار التجريبي، فإنَّ هذا الصاروخ قد يصل مداه لأكثر من 13 ألف كم (8.100 ميل)".
وأضاف: "قد يصل مثل هذا الصاروخ إلى مدى أكثر من كافٍ للوصول إلى واشنطن العاصمة، وفي الحقيقة إلى أي جزء من الولايات المتحدة".
ويُثير التقييم التحذيري مجدداً شكوكاً حول قُدرات أميركا المُضادة للصواريخ، وما إذا كان حُلفاؤها يمكنهم حماية أنفسهم من تهديد الصواريخ عابرة القارات ذات الرؤوس النووية.
ووصف رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الاختبار بفعلٍ "عنيف" بشكلٍ لا يُطاق، فيما أدان رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، سلوك بيونغ يانغ "المتهور".
وردَّ الجيش الكوري الجنوبي على صاروخ يوم الثلاثاء من خلال بدء مناورات صاروخية، كما فعل عقب اختبارات كوريا الشمالية السابقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في وقتٍ متأخر من أمس الثلاثاء، أنَّه من المُقرَّر أن تعقد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، ونظيراها الياباني والكوري الجنوبي جلسةً طارئةً لمجلس الأمن، مساء الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.