قرر زوجان متقاعدان أن يزورا ابنهما في هونغ كونغ، لكنهما أيضاً قررا ألا يستقلا خلال الرحلة سوى وسائل المواصلات العامة ليُكملا 12 ألف ميل في رحلة السفر التي بدآها من منزلهما بأكسفورد.
على الرغم من أن فيل وإيما وايتنغ كانا قادرين على السفر من لندن إلى هذه المدينة الصينية التي تتمتع بحكم ذاتي في 12 ساعة فقط، اختار كلاهما بمحض إرادتهما أن يقضيا ثمانية أسابيع مرتحلين، ليستقلا خلال الرحلة القطارات والحافلات والعبارات وسيارات الأجرة والخيل والتلفريك، حتى وصلا إلى وجهتهما، بحسب ما ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية.
كان الغرض من هذه الرحلة الوصول إلى ابنهما أوليفر، الذي يعمل معلماً في هونغ كونغ، في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، للاحتفال بعيد ميلاده الثلاثين.
في تصريحات لوكالة إس دبليو إن إس البريطانية، قال الزوج: "زوجتي إيما، البالغة من العمر 61 عاماً، تقاعدت من وظيفتها كأخصائية اجتماعية منذ أربع سنوات، وقد خططنا لخوض رحلة كبيرة مثل هذه".
وأضاف: "قررنا أن المهم لنا أن نسافر حتى نصل إلى هناك، وتوقفنا في عديد من الأماكن".
استقل الزوجان خلال الرحلة 16 قطاراً، بدءاً من قطار يوروستار الذي سافر بهما عبر الأراضي الأوروبية، كما توقفا في برلين وبيلاروس قبل أن يستمرا في مسارهما.
وقد زارا أيضاً موسكو وسوزدال وإريكوتسك وبحيرة بايكال وأولان باتور وبكين وشيان وشنغهاي وغويلين وجبل هوانغشان وهانغتشو وشيامن وذلك خلال مسار الرحلة الملحمي الذي استغرق منهما عاماً ليخططا له.
بعد أن وصل آل وايتنغ إلى موسكو، استقلا القطارات التي تمر عبر الأراضي السيبيرية في رحلة استغرقت أربعة أيام لينتقلا من روسيا إلى منغوليا.
وتابع فيل: "يبدو الأمر كما لو أنك ستشعر بالملل بسهولة، ولكنه ليس كذلك؛ لأنك تشاهد عبر سفرك مناظر طبيعية لانهائية تشكل جميعها التاريخ الروسي".
وأضاف: "كما كان هناك أيضاً مسافرون على متن القطار يخوضون نفس الرحلة مثلنا، وجميعهم من جنسيات مختلفة، لذا بعد يومين صرنا جميعاً كما لو أننا في مجتمع".
ارتحل الزوجان بعد ذلك عبر المثلث الذهبي في جنوب شرق آسيا، وركبا الخيول وناما في منازل المنغوليين خلال الرحلة، قبل أن يصلا إلى الصين.
قال الزوج: "كانت الصين المكان الذي أبهرني حقاً. كل شيء كان أكبر وأفضل من أي مكان آخر. فقد كان هناك تاريخ من المشروعات الهندسية التي يترواح تاريخها بين 3000 و4000 عام. إنه لشيء يذهل العقل. تعتبر (الصين) نفسها بلداً شيوعياً، لكنها في الحقيقة أحد أكثر الأماكن رأسمالية التي يمكن زيارتها".
على الرغم من اعتمادهما على المواصلات العامة، انبهر الزوجان من سرعة الرحلة. وقال فيل: "لم نتأخر في أي مناسبة خلال السفر الذي استغرق ثمانية أسابيع. كان أمراً رائعاً".
يُعد فيل وايتنغ زميل الجمعية الملكية للفنون، وقد رسم خلال رحلته بعضاً من أجمل اللحظات التي عاشها خلال رحلته. كما يخطط أن يعيد تصوير أفضل المشاهد عندما يعود إلى مرسمه في أكسفورد.