هاجمت مصر، الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، مقالاً نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، حول ردِّ السلطات على الهجوم الإرهابي الذي ضرب مسجد الروضة في سيناء، وأوقع حتى الآن 305 قتلى وعشرات المصابين، كما ضمت الخارجية الإماراتية صوتها لمصر، وتهجَّمت على الصحيفة.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، المقال بأنه "نموذج صارخ للمعايير المزدوجة، وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذي يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الإرهاب"، بحسب ما كتبه على حسابه في موقع "تويتر".
وقال إن "هنالك شعوراً جارفاً بالصدمة والغضب لقراءة مقال جريدة الغارديان اليوم، حول اعتداء مسجد الروضة الإرهابي"، وفق قوله.
شعور جارف بالصدمة والغضب لقراءة مقال جريدة الجارديان اليوم حول اعتداء مسجد الروضة الإرهابي. نموذج صارخ للمعايير المزدوجة وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذى يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الأرهاب #مسجد_الروضة #شمال_سيناء @guardian
— Egypt MFA Spokesman (@MfaEgypt) November 26, 2017
وزير الدولة للشؤون الخارجية، الإماراتي أنور قرقاش، هاجم هو الآخر الصحيفة البريطانية، وقال في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "مقالة سايمون تيسدال في الغارديان حول مجزرة مسجد العريش الإرهابية مثال سيّئ للتأطير السلبي الذي تعاني منه بعض الأقلام الغربية، المشكلة هي التطرّف والإرهاب، وعليهم أن يدركوا ذلك".
مقالة سايمون تيسدال في "الغارديان" حول مجزرة مسجد العريش الإرهابية مثال سيّء للتأطير السلبي الذي تعاني منه بعض الأقلام الغربية، المشكلة هي التطرّف والإرهاب، وعليهم أن يدركوا ذلك.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) November 26, 2017
قبضة حديدية
وكانت صحيفة "الغارديان" نشرت، اليوم الأحد، مقالاً للكاتب سايمون تزدول، بعنوان: "رد القاهرة بالقبضة الحديدية على الهجمات الإرهابية لا ينجح"، وأراد الكاتب "إحراج" السيسي بالوقائع، لإثبات عدم فاعلية الرد المصري بعد الهجوم الدموي على المسجد.
وقال الكاتب إن "ردَّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على العدوان الذي وقع يوم الجمعة كان متوقعاً، بعد ساعات من قتل مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية 300 صوفي أثناء أدائهم شعائرهم الدينية، أرسل السيسي دفعات من الطائرات للانتقام".
ورأى تزدول أن ما ورد في بيان عسكري من أن الغارات نجحت في القضاء على بعض المواقع التابعة لمن نفَّذوا الهجوم على المسجد "لم يكن مقنعاً".
وقال إن "ذلك ليس بهذه البساطة، فلو كان السيسي وجنرالاته يعرفون مكان مواقع الإرهابيين لكانوا قصفوها قبل الهجوم".
وأشار الكاتي إلى أن "هنالك احتمالاً بأن تكون المواقع التي قُصفت قد اختيرت بعشوائية، وبذلك قد يكون عدد إضافي من الأبرياء قتلوا نتيجة هذه الغارات".
سياسة الأرض المحروقة
وانتقد الكاتب تصريح السيسي عقب الهجوم، ووعده بالانتقام للشهداء، وإعادة الاستقرار والأمن عن طريق استخدام "القوة الغاشمة"، وقال إن "مَن سبقوه من رؤساء مصر حاولوا التعامل مع خصومهم بالقوة وفشلوا"، وأضاف أن "حظ السيسي لن يكون أفضل"، بحسب ما نقله موقع "بي بي سي".
وأضاف الموقع أن الكاتب تطرَّق إلى ما جرى في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكيف استخدم نظامه "سياسة الأرض المحروقة" بجنوب مصر، للتعامل مع المتشددين الإسلاميين الذين كانوا يستهدفون الأقباط وقوات الأمن، وكيف أدى ذلك إلى تدمير مصادر المعيشة للفلاحين، وهو ما جعلهم هدفاً سهلاً لجذب المتطرفين.
وأكد الكاتب أن "سياسة القبضة الحديدية التي استُخدمت في سيناء لم تؤد إلى إضعاف المتطرفين؛ بل على العكس، هناك احتمال أن تكون صلة ما يعرف بولاية سيناء مع تنظيم الدولة تزداد قوة، فبعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق يبدو أنه يعيد تنظيم صفوفه في ليبيا المجاورة، وقد يصبح شمال سيناء مقصداً آخر للجهاديين المطرودين"، حسب قوله.