اختارت المعارضة السورية، نصر الحريري، رئيساً جديداً لوفدها المفاوض، مساء الجمعة 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 قبل بدء جولة جديدة من مفاوضات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة، بين النظام والمعارضة، والمقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
وقال نصر الحريري الذي عُين رئيساً لـ"الهيئة العليا للمفاوضات" إن "المعارضة ذاهبة إلى جنيف في 28 نوفمبر/تشرين الثاني لعقد محادثات مباشرة ومستعدة لمناقشة كل شيء على طاولة المفاوضات".
وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع عُقد في الرياض حيث تمسكت المعارضة يوم الخميس الفائت بطلبها بألا يكون لبشار الأسد دور خلال مرحلة انتقالية، على الرغم من تكهنات بأنها قد تخفف موقفها بسبب مكاسب الأسد في ساحة القتال.
ويحل الحريري محل رياض حجاب الذي رأس "الهيئة العليا للمفاوضات" خلال المفاوضات السابقة، ولكنه استقال فجأة هذا الأسبوع ملمحاً إلى أن "الهيئة العليا" برئاسته واجهت ضغوطاً لتقديم تنازلات لصالح الأسد.
تسوية سياسية
واجتمع مبعوث الأمم المتحدة للشأن السوري ستافان دي ميستورا، الذي يجهز للجولة المقبلة من محادثات جنيف، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الجمعة، وقال الوزير إن موسكو تعمل مع الرياض على توحيد المعارضة السورية.
وعلى مدار سنوات، أيدت دول غربية وعربية مطلب المعارضة برحيل الأسد. لكن منذ انضمام روسيا للحرب تأييداً لحكومة الأسد بات واضحاً على نحو متزايد أن المعارضة لم يعد لها سبيل لتحقيق النصر في ساحة المعركة.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السورية لوضع إطار عملي لهيكل الدولة السورية في المستقبل ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
ولكنه قال أيضاً إن أي تسوية سياسية في سوريا يجب أن تتم في إطار عملية محادثات جنيف للسلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
وتتشكك المعارضة منذ فترة طويلة في المسار الدبلوماسي الموازي الذي تدعمه روسيا والذي شمل قبل مؤتمر سوتشي المقترح عقد محادثات في كازاخستان، وأصرت المعارضة على أن الحوار السياسي يجب أن يعقد في جنيف.
وقال الحريري إن سوتشي لا تخدم العملية السياسية، ودعا المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا "أن نركز كل أعمالنا من أجل خدمة العملية السياسية وفقاً للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة حتى نختصر الوقت وحتى نصل للحل المنشود".
ولكن علاء عرفات الذي يمثل "منصة موسكو" قال إنه سيحضر سوتشي وحث الآخرين على المشاركة أيضاً ليعكس بذلك التوترات الموجودة داخل المعارضة المتنوعة.
وكان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قد افتتح الاجتماع يوم الأربعاء بالتعهد بدعم بلاده لتوحيد المعارضة. وأشاد الجبير بتشكيل وفد تفاوضي واحد يمثل الجميع في المعارضة.
وسُئل عما إذا كان هناك أي تغيير في الموقف تجاه مستقبل الأسد فقال للصحفيين إن الرياض مازالت تدعم التوصل لتسوية تقوم على أساس العملية التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف.
وأدت الحرب في سوريا منذ ست سنوات إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى وإجبار الملايين على الفرار في أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.