ما بين المغرب وزيمبابوي ليس فقط 10 آلاف كيلومتر تبعد هذين البلدين الإفريقيين مسافة عن بعض، فالعلاقات ما بين الرئيس روبرت موغابي والرباط أشبه بالمتوترة دائماً؛ وقد برزت تغطية الإعلام المغربي لأحداث هراري في الأيام القليلة الماضية، وانحيازه لانقلاب جيش زيمبابوي على رئيسه التسعيني بشكل كبير، فوصفته معظم الصحف المحلية في المملكة بعدو المغرب.
ولم تكن الصحف وحدها هي المهتمة بأحداث ما يدور في زيمبابوي، فقد تفاعل المغاربة على الشبكات الاجتماعية مع الأخبار التي وردت من هراري منذ يوم الأربعاء الماضي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حين انتشرت قوات الجيش في كل المراكز الاستراتيجية من العاصمة معلنة وضع رئيس الدولة، روبرت موغابي قيد الإقامة الجبرية.
اي رئيس يدعم البوليساريو سبحان الله نهايته خايبه!
لا اتشمت بالأحياء منهم وبالاموات مثال القذافي الله يرحمه ، وانقلاب موغابي،، وبوتفليقه والليست طويله?— ? بنت المغرب (@najoutahgermany) November 16, 2017
عدو المغرب موغابي قيد الإقامة الجبرية والجيش يحكم قبضته بزيمبابوي
— Lahdara (@lahdaracity) November 15, 2017
هنيئا ل#المغرب الإنقلاب على الديكتاتور #موغابي عدو #المغرب
أعداء #المغرب يتساقطون واحدا واحدا#عاش_الملك— Mohcine HIRI (@mhiri84) November 15, 2017
ولكن ما سبب هذا العداء بين الجانبين؟
نبدأ أولاً من موقف حكومة زيمبابوي بشأن النزاع في إقليم الصحراء المغربية بين الرباط وبين جبهة البوليساريو، حيث تطالب الأخيرة بالانفصال عن المغرب، في حين تقترح الرباط التي استعادت الصحراء في العام 1975 بعد رحيل المستعمر الإسباني، "حكماً ذاتياً واسعاً" تحت سيادتها. وتدعم زيمبابوي جبهة البوليساريو في هذا النزاع.
وشن وزيرا خارجية زيمبابوي وأنغولا هجوماً حاداً على المغرب خلال مناقشة المجلس الوزاري لدول الاتحاد الإفريقي، في اجتماع مغلق بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في يناير/كانون الثاني 2015، مسودة تقرير خاص بملف الصحراء يلمّ آخر التطورات، وجهود تحفيز المفاوضات غير الرسمية بين الرباط وجبهة البوليساريو لإيجاد حل مقنع للجانبين.
ثانياً: بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، في فبراير/شباط 2017، شنّ موغابي هجوماً على القادة الأفارقة الذين دعموا عودة المغرب دون شروط إلى الاتحاد، واصفاً إياهم بـ"المفتقرين للتجربة الثورية"، و"الفاقدين للأيديولوجية"، و"التابعين للغرب"، حسب صحيفة "'The Herald'" الزيمبابوية.
وكانت زيمبابوي وجنوب إفريقيا من الدول التي عارضت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.
كما نرصد بعض الأحداث التي تبرز استمرار العداء بين البلدين، ومن بينها تجاهل العاهل المغربي محمد السادس رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي خلال استقباله في قمة المناخ بمراكش في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وأزاح العاهل المغربي بوجهه إلى الجانب الأيسر وهو يستقبل موغابي، الذي كان ينظر هو الآخر لجهة أخرى.
أما في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017، فنشرت الصحف المغربية خبراً ترجع فيه إلغاء منظمة الصحة العالمية تعيين موغابي سفيراً للنوايا الحسنة لديها، إلى ضغوطات مغربية مارستها الأميرة للا سلمى، سفيرة النوايا الحسنة، في المؤتمر العالمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية.
وكانت قوات الجيش في زيمبابوي انتشرت، يوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، في كل المراكز الاستراتيجية من العاصمة هراري، كما أعلن عن وضع رئيس الدولة، روبرت موغابي (93 عاماً)، قيد الإقامة الجبرية.
وفي اليوم التالي على ذلك، عقد القادة العسكريون لقاء مع موغابي في محاولة لإقناعه بالاستقالة طوعياً من منصبه، إلا أنه رفض ذلك.
كما أعلن الجيش أن تدخله استهدف "فاسدين" في السلطة، موضحاً أن هؤلاء الفاسدين المحيطين بالرئيس موغابي "ارتكبوا جرائم أدت إلى كوارث اجتماعية واقتصادية في زيمبابوي".