في مشهد صادم، لا تخلو تفاصيله من فخامة المكان بالثريات المتدلية من السقف والستائر المعلقة على نافذات أرقى صالات الأعراس بالرياض، انتشر مساء الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني مقطع فيديو من داخل ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالسجن الأكثر فخامة في التاريخ.
ولم يبالغوا بذلك الوصف، فالفندق الذي صمم في المملكة منذ 6 سنوات ليكون قصراً ملكياً لإقامة الشخصيات البارزة ورؤساء الدول، ينام على أرضيته الرخامية الحرس الذين يحتجزون الأمراء و الوزراء بأمر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويظهر في مقطع الفيديو في الصالة التي أسدلت جميع ستائر نوافذها أشخاص منهم نياماً على حصر رديئة يضعون على أنفسهم بطانيات لا تقل رداءة على الرغم من ألوانها الزاهية، ويظهر من بعيد في الصالة التي تتسع لأكثر من ألفي شخص، حراسٌ يرتدون زياً داكناً وفي أحد المشاهد يبدو السلاح واضحاً.
وعلى الرغم أنّ لا تأكيد رسمياً من السعودية باحتجاز الأمراء والوزراء وغيرهم من شخصيات سعودية في هذا الفندق والذين وصل عددهم قرابة 49 بتهمة الفساد وغسيل الأموال، إلا أن الفيديو يوحي بذلك ولكن حتى الأخير انتشر دون الإشارة إلى تاريخ التقاطه.
وبعد البحث في موقع الفندق على الإنترنت تبيّن أنّ الصور والفيديو المتداول تم بالفعل التقاطها داخل صالة مخصصة للأعراس وهي عبارة عن غرفتين كبيرتين مفتوحتين على بعضهما البعض، تستوعب كل واحدة منهما ألفي شخص، وإذا حاولت حجز هذه الصالة ستظهر لك رسالة تبين أنّ لا شواغر فيها.
وتطلّ هذه الصالة على حديقة الفندق، الذي شهد عملية إخلاء من نزلائه قبل ساعات من صدور الأوامر الملكية وتشكيل لجنة مكافحة الفساد التي أوكل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز رئاستها لنجله ولي العهد.
وكانت إدارة الفندق في وقت سابق وضعت منشوراً في الفندق قدّمت فيه اعتذاراً قالت فيه "نظراً لظروف خارجة عن إرادتنا نودّ إحاطتكم أنه يتعين علينا الموافقة على طلب من الجهات العليا، بأن يكون آخر موعد للمغادرة الليلة 11 مساء ولن يتم تمديد أي طلبات للبقاء بسبب إجراءات أمنية مشددة".
رغم أنّ كل ما يدور حول تحوله لسجن ما يزال قيد الشائعات إلا أنّ عملية الإخلاء هذه زادت من الشكوك حول تحوّله إلى سجن، الأمر الذي أشارت إليه صحيفة نيويورك تايمز، والتي أشارت أيضاً إلى أنه أغلق المطار للطائرات الخاصة مما أثار تكهنات بأن ولي العهد كان يسعى الى منع رجال الاعمال الأغنياء من الفرار قبل المزيد من الاعتقالات.
"The Ritz Carlton hotel in Riyadh….was evacuated…stirring rumors that it would be used to house detained royals" OH THE HORROR pic.twitter.com/OxHEKlDwx5
— JOSEPH SHIELDS (@JOEROIREY) November 5, 2017
وإذا حاولت الدخول إلى موقع الفندق لحجز غرفة أو جناح ستظهر لك الرسالة أن كلّ الغرف محجوزة، بل أكثر من ذلك حيث ستظهر لك خيارات لفنادق أخرى يمكنك الحجز فيها، ما يعطي دلالة على أنّ القضية قد تطول.
وبعد انتشار كل هذه الشائعات حول الفندق سارعت السعودية الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إلى الرد بقولها بأن الأشخاص الذين أوقفوا بسبب قضايا فساد لن يتلقوا معاملة خاصة، على خلفية "مناصبهم"، في أول تأكيد رسمي على حصول توقيفات.
وقال النائب العام الشيخ سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب في بيان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن "المشتبه بهم يملكون الحقوق ذاتها والمعاملة ذاتها كأي مواطن سعودي"، مضيفاً أن "منصب المشتبه به أو موقعه لن يؤثر على تطبيق العدالة".