استعادت السياحة في مصر جانباً من عافيتها، وبدأت بمغادرة "غرفة الإنعاش" التي وضعت فيها لمدة عامين بعد انحدار أوضاعها العامة مع حادث سقوط الطائرة الروسية.
ففي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، تحطَّمت طائرة روسية على متنها 224 من الركاب وأفراد الطاقم فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، بعد وقت قصير من إقلاعها، ومقتل كل من كانوا على متنها.
وصعدت السياحة الوافدة لمصر بنسبة 55.2% خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، على أساس سنوي، بحسب بيانات حكومية.
وبلغ عدد السياح الوافدين لمصر في الفترة من (يناير/كانون الثاني – سبتمبر/أيلول) من العام الجاري، نحو 5.9 مليون سائح، مقابل 3.8 مليون سائح عن نفس الفترة من 2016، وفقاً لبيانات وزارة السياحة المصرية.
ومثلت السياحة الأوروبية 54% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، خلال الأشهر التسعة الأولى من 2017.
وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2015، فرضت روسيا حظراً على السفر إلى مصر، بينما حظرت بريطانيا السفر إلى شرم الشيخ (شمال شرق).
لكن السياحة الوافدة في عموم البلاد، تراجعت منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، ولم تسجل حتى اليوم أرقام السياحة المسجلة في موسم 2010، البالغة 14.7 مليون سائح.
خسائر كبيرة
فقدت مصر بعد الحادث أبرز الأسواق السياحية المصدرة للعملة الصعبة، بعد أن قررت العديد من الدول حظر السفر إليها.
وبلغت إيرادات مصر من السياحة 3.4 مليار دولار في 2016، وفقاً لتصريحات طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، مطلع العام الجاري.
وتراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال العام الماضي.
وبلغ إجمالي عدد السياح الوافدين 5.4 مليون سائح في 2016، مقابل 9.3 مليون سائح في 2015، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، (حكومي).
تعاف منقوص
وقال عادل عبد الرزاق، منظم رحلات سياحية في مصر، ومالك أحد الفنادق في شرم الشيخ (شمال شرق)، إن التعافي الذي تشهده السياحة في بلاده لا يزال "منقوصاً".
وأضاف "عبد الرازق"، "الحركة السياحية في الغردقة ومرسى علم (شرقاً) شهدتا تعافياً كبيراً، إلا أن شرم الشيخ (شمال شرق)، ما زالت تعاني".
وزاد "عودة الروس ستغير أوضاع السياحة للأفضل مجدداً".
وأطلقت مصر في سبتمبر/أيلول 2016، حملة ترويجية في 11 سوقاً سياحياً، انعكست آثارها الإيجابية على السياحة الوافدة إليها في 2017.
ورفعت الولايات المتحدة وكثير من دول أوروبا وآسيا، حظر السفر إلى مصر، الذي فرضته في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية، ما عدا روسيا وإنكلترا.
ورصدت الحكومة المصرية 66 مليون دولار للترويج لمقاصدها السياحية، في 26 سوقاً سياحياً خلال 3 سنوات، بدأتها في 2016، بواقع 22 مليون دولار سنوياً.
وروَّجت مصر لمقاصدها السياحية في دول لم تكن على خارطتها الترويجية مثل أميركا اللاتينية وبعض دول جنوب أوروبا.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، شاركت مصر في معرض "ليجر" السياحي بروسيا، للمرة الأولى منذ وقف روسيا الرحلات السياحية لمصر.
عادل زكي ميخائيل، منظم رحلات سياحية في مصر، قال إن "عودة الروس قرار سيادي من قبل حكومة بلادهم".
ورغم الحظر الروسي المفروض على مصر؛ إلا أن 60 ألف سائح روسي زاروا مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
وأضاف "ميخائيل"، في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، "أعداد السياح الروس الضئيلة الوافدة إلى مصر تأتي عبر الرحلات السياحية الوافدة من أوكرانيا".
نمو أسواق
دول أوروبية وعربية أسهمت في إنعاش الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، تضم ألمانيا، والسعودية، وأوكرانيا، والسودان، وليبيا، وأميركا، والصين، وإيطاليا، وإسرائيل، والأردن.
حققت هذه الدول المراتب العشر الأولى من حيث توافد أعداد السياح إلى مصر خلال الفترة من (يناير/كانون الثاني- سبتمبر/أيلول) 2017، وفقاً لبيانات وزارة السياحة المصرية.
مجدي صالح، منظم رحلات سياحية في مصر، قال "السياح الألمان حققوا زيادة كبيرة في السياحة الوافدة إلى مدينة الغردقة (شرق)".
وصعدت السياحة الوافدة إلى مصر من ألمانيا بنسبة 90.7% خلال الفترة من (يناير/كانون الثاني – سبتمبر/أيلول) 2017، إلى 836.3 ألف سائح.
وأضاف "صالح" في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، "السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر تتحسن أيضاً، لكن ليست بالنسبة الكبيرة المأمولة".
وتوقعت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في يوليو/تموز 2017، وصول 8 ملايين سائح بنهاية 2017 إلى مصر، مقابل نحو 5.26 مليون سائح العام الماضي 2016.
وقفزت إيرادات مصر من السياحة بنسبة 211.8 بالمائة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري على أساس سنوي، إلى 5.3 مليار دولار مقابل 1.7 مليار دولار عن نفس الفترة من 2016.