حدثت الهجمة الأولى حين كانت المعلمة آني توماس طالبة بالسنة الأخيرة في مدرسة ستايفيسنت الثانوية بمدينة نيويورك سيتي في عام 1993.
انفجرت قنبلةٌ فى مرآب السيارات تحت مركز التجارة العالمي؛ ما أسفر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة أكثر من 1000 آخرين. وتتذكر آني أنَّها كانت تشاهد ما يحدث من داخل مدرستها، وتذكر كيف شغلت سيارات الطوارئ الطريق السريع لحي ويست سايد، وفق النسخة الإنكليزية من موقع هاف بوست.
كانت الهجمة الثانية هي الأكثر رعباً. فبعد مرور 4 أيام على بداية سنتها الثانية كمُعلّمة في 11 سبتمبر/أيلول 2001، اصطدمت طائرتان بمركز التجارة العالمي؛ مما أسفر عن مصرع نحو 3 آلاف شخص. كانت تبلغ من العمر حينئذٍ 25 عاماً فقط، وكان يفصلها عن الهجوم عددٌ من المباني، وكانت مسؤولة عن حياة طلابها. تتذكر آني أنَّها كانت تشعر بأنَّها قد شهدت شيئاً من شأنه أن يغير العالم إلى الأبد.
فيما حدثت الهجمة الثالثة يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2017. قاد رجل شاحنة في مسار الدراجات على الطريق السريع لحي ويست سايد، ثم اصطدم بحافلة مدرسة ستايفيسنت. وأدى الهجوم الذي يُعتقد أنَّه عملٌ إرهابى إلى مصرع ما لا يقل عن 8 أشخاص وإصابة 11 آخرين.
هذه المرة، لم تكن آني تشعر بأنَّ العالم يتغير. كان الحادث مخيفاً ومثيراً للقلق، لكنَّه لم يكن صادماً.
وقالت آني للنسخة الإنكليزية لـ"هاف بوست"، عبر الهاتف مساء الثلاثاء: "لسوء الحظ، عندما تحدث هجمة كالتي شهدتها اليوم، لا أشعر بأنَّ الأمر غريب؛ بل أصبح يبدو مكرراً. حدثٌ آخر في سلسلةٍ ممتدة من أحداثٍ عنيفة ومروعة".
شهدت آني 3 هجماتٍ إرهابية منفصلة في 3 مراحل مختلفة من حياتها بالمدرسة ذاتها. وفي يوم الثلاثاء، بقيت مع طلابها أكثر من 3 ساعات، فيما أمَّنت الشرطة المنطقة بالخارج.
وأفادت التقارير بأنَّ الحادث، وهو أعنف هجوم شهدته مدينة نيويورك منذ 11 سبتمبر/أيلول، اصاب اثنين من موظفي مدارس مدينة نيويورك واثنين من الطلاب، لكنَّ طلاب آني ظلوا هادئين، يمارسون الألعاب، ويغنون، ويؤدون واجباتهم المدرسية.
وعكس المرة الأخيرة التي شهدت فيها آني عملية قتلٍ جماعي من داخل جدران المدرسة، أو الهجمة التي سبقتها حينما كانت لا تزال في سن المراهقة، أعطت التكنولوجيا للطلاب والموظفين نافذة على العالم الخارجي، وكان الطلاب قادرين على مهاتفة أسرهم وأصدقائهم أو الاتصال بهم سريعاً لطمأنتهم على سلامتهم.
بعد 11 سبتمبر/أيلول، ساعدت آني طلابها في التعامل مع صدمة الهجمة بالمسرح. وبصفتها مستشارة هيئة التدريس بالمسرح في ذلك الوقت، ساعدتهم آني في إجراء مقابلاتٍ مع أفراد المجتمع حول الهجوم الإرهابي، وأدى الطلاب هذه المقابلات في وقتٍ لاحق في عرضٍ مسرحي قائم على المونولوج.
وقالت آني في حوارٍ أجرته مع صحيفة "نيويورك ديلي نيوز": "حاولنا حقاً أن نعكس لمحاتٍ من وجهات النظر المختلفة في المجتمع".
كانت هجمة يوم الثلاثاء أخف وطأة من هجمة 11 سبتمبر/أيلول بالنسبة لآني وطلابها، لكنَّها تأمل ألا تحتاج إلى التعامل مع شيءٍ بهذا الحجم مرةً أخرى.
وقالت: "سأكون سعيدة إذا كانت هذه هي المرة الأخيرة".