زائر غريب من الفضاء الخارجي يقتحم مجموعتنا الشمسية لأول مرة.. وعلماء الفلك: أكبر ما تم اكتشافه حتى الآن

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/28 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/28 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش

وفقاً لعلماء الفلك الذين تعقبوا ذلك الجسم الغامض الذي عبر مسرعاً بمحاذاة شمسنا، فإنّه من المتوقع أن تكون أول صخرة فضائية تعبر من نظامٍ شمسيٍّ آخر.

وفي حين ناقشت أبحاث سابقة عبور بعض الأجسام من الفضاء، إلَّا أنَّ الخبراء يقولون إنَّ الاكتشاف الأخير، وهو جسم قطره أقلّ من 400 متر، هو أكبر ما تم اكتشافه حتى الآن، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

يقول الدكتور إدوارد بلومر، عالم الفلك في المرصد الفلكي Royal Greenwich، "الشيء المثير في هذا، هو أنّه قادمٌ من نظامٍ شمسيٍّ آخر".

إذا تمّ تأكيد ذلك، فإنَّها ستكون أوَّل صخرة فضائية تأتي من مكانٍ آخر في المجرّة. ونشر مركز هارفارد سيمثسونيان للفيزياء الفلكية من خلال الدورية الإلكترونية لمركز Minor Planet Center، أنَّ الملاحظات تكشف وجود الجسم في مدار زائدي قوي، بعبارةٍ أخرى، إنّه يسير بسرعةٍ كافية للهرب من قوة جاذبية الشمس.

يمكن أن تنتهي الأجسام الموجودة في مدارات طويلة المدى عبر نظامنا الشمسي إلى مسارات زائدية، ثم يُقذف بها بعد ذلك إلى الفضاء الخارجي. على سبيل المثال إذا كانت تلك الأجسام تتأرجح بالقرب من كوكبٍ عملاق، فإنَّ جاذبية هذا الكوكب قد تؤدّي إلى تسارع تلك الأجسام.

لكنَّ الدكتور غاريث وليامز، المدير المساعد لمركز الكوكب الصغير Minor Planet Center، قال إنَّ هذا الأمر لا ينطبق على الجسم المكتشف حديثاً.

يقول وليامز: "حين نتتبع مدار هذا الجسم زمنياً نلاحظ أنه يأخذ شكل المدار الزائدي دائماً، وأنه لم يقترب من أيٍّ من الكواكب العملاقة التي قد تزيد تسارعه. إذا تتبعنا المدار في المستقبل، فإنَّه يبقى زائدياً أيضاً، ما يعني أنه قادمٌ من الفضاء الخارجي، ومتوجهٌ أيضاً إلى الفضاء الخارجي".

وأضاف التقرير: "إذا أكدت ملاحظات أخرى الطبيعة غير العادية لهذا المدار فإنها قد تكون حالة فريدة من نوعها لمذنَّب يأتي من الفضاء الخارجي". وفي تقريرٍ آخر نُشر في وقتٍ لاحقٍ في اليوم ذاته، تمّت إعادة تسجيل الجسم ككويكب، بناء على تحليل جديد لمظهره.

ووفقاً للملاحظات التي أدلى بها علماء الفلك، دخل الجسم إلى مجموعتنا الشمسية من الأعلى، ومرَّ داخلَ مدار كوكب عطارد، ثمَّ سافر تحت الشمس، قبل أن يتحرَّك ويعود إلى الخلف، عبر مجموعتنا الشمسية، ثم يتجه مرةً أخرى نحو الفضاء. وتم تسجيل أقرب مكانٍ له، في 9 سبتمبر/أيلول، حيث كان على بعد 23.4 مليون ميل من الشمس.

بعد أن رُصد الجسم للمرة الأولى هذا الشهر، بواسطة تليسكوب في مرصد في هاواي، تتبع الفلكيون في جميع أنحاء العالم مسار هذا الجسم. ومن بين هؤلاء البروفيسور آلان فيتزيمونز من جامعة كوينز بلفاست.

زائر غريب

يقول بروفيسور فيتزيمونز: "من المؤكد أنّنا نتعامل مع زائرٍ غريب، تمّ التعرّف عليه للمرة الأولى". وأضاف أنّ فريقه يعمل حالياً على تحديد موقع هذا الجسم بشكلٍ أفضل لحساب مساره، وجمع المعلومات المتعلّقة بتركيبه الكيميائي وحجمه.

وأكد أنّ النتائج الأولية تشير إلى أنّ الجسم قد يكون مشابهاً في تكوينه للأجسام الموجودة في حزام كايبر، وهي منطقة تمتد وراء كوكب نبتون داخل مجموعتنا الشمسية، التي تحتوي على عددٍ لا يُحصى من الأجسام الصغيرة المتجمِّدة والصخور.

يقول بلومر إننا لا ينبغي أن نتفاجأ كثيراً إذا ثبت فعلاً أنَّ الجسم قادم من مكانٍ آخر في المجرّة، "نعتقد أنّ ثمّة منطقة ما وراء الكواكب وخلف حزام كايبر، تسمّى سحابة أورت، التي قد تكون موطناً لعددٍ مذهل من الأجسام الجليدية".

وأضاف: "قد اقترحت نماذج المحاكاة الحاسوبية، أن الاضطرابات في سحابة أورت ترسل بعض الأجسام إلى داخل المجموعة الشمسية، ولكنها ترسل كذلك أجساماً إلى الخارج، لذلك من الممكن أن تقذف مجموعتنا الشمسية أجساماً جليدية إلى المجموعات النجميّة الأخرى".

يقول بلومر: "إذا كان الأمر هكذا فلا يوجد سبب للشك في أن الاضطرابات في المجموعات النجمية الأخرى، نتيجة للتفاعلات الناشئة عن الجاذبية أو العمليات الأخرى، قد ترمي بأجسام خارج تلك المجموعات، وبعضها سوف يصل إلينا".

وأشار ويليامز إلى أنّه يمكن أيضاً قذف الأجسام من داخل المجموعات الشمسية الأخرى، نتيجة لعوامل الجاذبية مع الكواكب العملاقة، ملقية إيّاها في الفضاء الخارجي.

كذلك أضاف فيتزيمونز أنَّ ثمّة احتماليّة أخرى أن يكون الجسم قد قُذف خلال فترة تَشكُّل كوكب في مجموعة شمسية أخرى.

ويقول: "نحن نعرف الآن أن العديد من النجوم، وربما معظم النجوم في مجرتنا، لديها كواكب تدور حولها، ونعرف من دراسة تلك النجوم ومن دراسة مجموعتنا الشمسية، أنّ تَشكُّل كوكبٍ ما، هي عمليّة فوضوية وعشوائية جداً".

وأوضح فيتزسيمونز أنّه كان من المتوقع أن تسافر بعض الأجسام بين المجموعات النجمية المختلفة، نتيجةً لكمية المواد التي تُقذف إلى الفضاء الخارجي، "فمن الممكن أيضاً أن يكون هذا الجسم متنقلاً بالفعل بين النجوم في الفضاء لملايين أو مليارات السنين، قبل أن يسقط في مجموعتنا الشمسية ونقوم برصده".

لكنّه أشار إلى أن الأمر ما زال غامضاً، وليس أقلَّ غموضاً من أجسام حزام كايبر، التي يُعتقد أنها جليدية.

ويقول: "لا يوجد دليلٌ أنَّ هذا الجسم تصرَّف بطريقة غريبة، كلُّ ما لدينا من بيانات يشير إلى أنه نقطة غامضة من الضوء، مما يعني أنّه أقرب إلى الكويكب الصخري منه إلى مذنب جليدي. ولكن هناك الكثير من الأسرار التي ما زال علينا استكشافها هنا".

تحميل المزيد