عليك أن تستعد لإجراء مقابلة شخصية قد تكشف فيها كثيراً من أسرارك إذا كنت ستسافر للولايات المتحدة. فقد بات كل من يسافر إلى الولايات المتحدة على متن طيران غير أميركي يخضع لمجموعة تدابير وفحوص أمنية، تقول عنها واشنطن إنها جزء من "التزام مشترك برفع مستوى أمن الطيران العالمي".
وتضم حزمة التدابير الأمنية هذه، مقابلة شخصية تجرى مع كل مسافر قبل السماح له بالصعود على متن الطائرة.
إليكم ما ينبغي لكل مسافر معرفته عن التغييرات الجديدة، حسبما رصدت الإندبندنت البريطانية.
س: لماذا تطالب السلطات الأميركية باستحداث تغييرات؟
لأن وزارة الأمن القومي الأميركية مقتنعة بأن العديد من المجموعات الإرهابية تستهدف الطيران المتجه إلى أميركا، ولهذا تقول الوزارة: "من الضروري رفع المستوى الأساسي لأمن الطيران العالمي".
وفي اليوم العادي، يسافر ثُلث مليون مسافر إلى أميركا على متن 180 رحلة خطوط جوية غير أميركية آتية من 280 مطاراً حول العالم.
وقد اتُّخذت التدابير الجديدة من وحي قرار مفاجئ اتخذته إدارة ترامب في شهر مارس/آذار 2017، يقضي بحظر أجهزة الحاسوب المحمول (اللابتوب) وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الأكبر حجماً من هاتف جوال، وذلك على متن الرحلات القادمة إلى أميركا من 10 مطارات شرق أوسطية وشمال إفريقية، وسرعان ما حذت بريطانيا حذوها هي الأخرى؛ لتفرض بدورها حظراً مماثلاً.
ثم بحلول الصيف، اتضح أن واشنطن عازمة على توسيع نطاق حظر الإلكترونيات ليشمل جميع رحلات الطيران القادمة إلى الولايات المتحدة؛ فكان الاتحاد الأوروبي في مقدمة الجهود التي بُذلت لإقناع الأميركيين بأن خطوة كهذه قد تمثل بحد ذاتها تهديداً أمنياً؛ لكثرة أعداد بطاريات الليثيوم غير المستقر غالباً والتي ستُحمَّل في مخزن الحقائب.
فوافقت الولايات المتحدة على عدم فرض حظر في حال اتُّخذت تدابير أمنية إضافية في "آخر نقطة بمطارات المغادرة".
س: ما الذي تغير؟
بعض التدابير لن تكون واضحة للعيان من أول نظرة، فهي تضم تعزيزات لمراقبة الطائرة على الأرض ولمراقبة منطقة بوابة المغادرة، فالولايات المتحدة معروفة بقلقها من احتمال وجود "تهديد داخلي"، مصدره موظف مطار قد يسلّم جهازاً متفجراً لمسافرٍ عبر لتوّه جميع الحواجز الأمنية.
كذلك، ثمة تكثيف لأعداد كلاب الشمّ المنتشرة في المكان. وبالإضافة إلى ذلك، توصي وزارة الأمن القومي الأميركية "جميع المسافرين إلى الولايات المتحدة بتجهيز أنفسهم لعملية فحص وتفتيش أطول وأكبر".
فابتداء من الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، ستبدأ الخطوط الجوية بتطبيق تدابير أمنية جديدة ستضم خطوات كحواجز أمنية لـ"كشف أثر المتفجرات"، وقطعاً ستكون هناك مقابلات فردية كالتي يمر بها كل من يسافر على متن خطوط أميركية.
بالنسبة للمسافرين الذين تخصهم أمتعة في مخزن حقائب الطائرة، فستكون تدابير التفتيش هذه قبل تسجيل الحقائب ووزنها "Check-in". أما بالنسبة للمسافرين الذين لا يحملون سوى حقائب باليد، فستكون تدابير التفتيش هذه بانتظارهم في بوابة المغادرة، وهذا كله بالطبع إضافة إلى التفتيش الأمني العادي الموجود في المطار والذي يمر به جميع المسافرين.
س: عن أي شيء سيتم سؤالي في المقابلة؟
يعتمد ذلك على مدى إثارتك اهتمام الفريق الأمني الذي يجري المقابلة. ستتوافر أمامهم معلومات عن تاريخ شرائك التذكرة، كما سيمكنهم فحص جواز سفرك؛ للتعرف على الأختام التي سبق أن مهرته بها.
فمثلاً، لو أن عائلة ما تسافر إلى فلوريدا في عطلة حجزتها قبل أشهر، فستكون مقابلتهم خفيفة بالكاد يشعرون بها؛ ذلك لأن الأجهزة الأمنية مهتمة أكثر بالمسافرين الانفراديين الذين حجزوا بطاقاتهم في وقت متأخر جداً وتظهر على جوازات سفرهم أختام سفر إلى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
س: هل سيتوجب عليّ ملء استمارات إضافية؟
حالياً، لا يتوجب على المسافر العادي إلى الولايات المتحدة إلا التسجيل الإلكتروني عبر الإنترنت في "النظام الإلكتروني للحصول على إذن بالسفر" (ESTA)، بالإضافة إلى استخراج ما يوازي فيزا أميركية، كما عليه تقديم كل من "النظام المتقدم لمعلومات المسافرين" (API)، والبيانات الأمنية الخاصة بمسافر الطيران (SFPD) لشركة الطيران عندما تطلبها منه.
تعمد بعض شركات الطيران إلى طلب تعبئة استمارة استفسارات واستطلاعات قصيرة من مسافريها، لكن الطاقم الأمني سيمكنه الولوج إلى كل من "API" و"SFPD" التي قدمها المسافر، وفي ضوئها ستجري المقابلة الفردية مع كل مسافر.
س: هل ستُوضع آلية تفصيلية تسجل كل شاردة وواردة في سلوك المسافر وتتعقبه؟
إن مفهوم رفع التدابير الأمنية المتخذة إزاء أفراد معينين، أمرٌ يحفل بالجدل؛ لأن السائد هو أن الشباب المسلم هو الذي سيكون المستهدَف من عمليات التحقيق المكثفة التي تضايق المسافر.
الجديد في الأمر هو استحداث "تحليل سلوكي" يركز الاهتمام على سلوك المسافر وخلفية أسفاره لا على جنسه ودينه وعِرقه.
س: هل سيتوجب عليّ التوجه في موعد مبكر للمطار. وهل ستتأخر رحلتي؟
نظراً إلى كمّ التفتيش الإضافي المفروض، بدءاً من وزن وتسجيل الحقائب وحتى الصعود إلى متن الطائرة- فإنه من الحكمة الحضور في وقت مبكر؛ فالطائرات لن يُسمح لها بالإقلاع حتى يتأكد الطاقم الأمني تماماً من خلوها من التهديد، وهذا قد يؤخر مواعيد إقلاع بعض الرحلات.
من أكثر المطارات الأوروبية تأثراً بهذه التدابير، مطار هيثرو اللندني الذي تغادره رحلات طيران متجهة إلى أميركا أكثر من أي مطار آخر.
س: هل سينفِّر ذلك المسافرين من السفر إلى الولايات المتحدة؟
قد يُحجم البعض عن السفر إلى أميركا، ولكن التدابير الأمنية الإضافية، التي منها المقابلات الفردية، كانت دوماً جزءاً من تجربة السفر إلى أميركا منذ أيام تفجير لوكيربي عام 1988، ومع ذلك فقد ازدادت أعداد المسافرين إلى الولايات المتحدة منذ ذلك الحين بشكل مطرد.