يظل عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكنغ محل اهتمام وجدل دائم بأشكال مختلفة، إذ تسببت أطروحة الدكتوراه الخاصة به المنشورة عام 1966 في تعطل موقع جامعة كامبريدج وذلك بعد أن أصبحت متاحة للعامة للمرة الأولى.
وكان الطلب على الأطروحة المنشورة بعنوان "خصائص تمدد الكون" كبيراً جداً في يوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2017 مما تسبب في تعطل الجزء الخاص بالتحميل والرسائل العلمية على موقع جامعة كامبريدج. واستمر تعطل الموقع حتى الساعة 7:30 مساءً من يوم الإثنين.
وقد أصبحت الأطروحة التاريخية بسرعة العنصر الأكثر طلباً في قسم التحميل المجاني بموقع كامبريدج، المُسمى أبولو، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
ونشرت الجامعة المقال في منتصف ليل الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول 2017 للاحتفال بالأسبوع المفتوح الذي أطلقته الجامعة الشهيرة للاطلاع على مصادرها بحرية بعد إرسال مئات القراء طلبات لتحميل أطروحة هوكينغ كاملةً.
وتتطلع الجامعة إلى أن تشجع هذه المبادرة علماء آخرين على نشر أبحاثهم مجاناً على الإنترنت.
60 ألف مرة
وقال متحدث باسم جامعة كامبريدج: لقد هرع العديد من القراء والمهتمين بأطروحة البروفيسور هوكينغ لتحميلها بعد أن أُتيحت على الموقع، ووصل عدد مرات التحميل إلى ما يقرب من 60 ألف مرة في أقل من 24 ساعة.
"ونتيجة لذلك، قد يجد زوار قسم الموقع المفتوح أنه أبطأ من المعتاد وربما قد يكون غير متاحٍ في بعض الأحيان بصورة مؤقتة".
وغرد موقع جامعة كامبريدج على تويتر قائلاً:
هل أنت على استعداد للسفر في جولة من القراءة الخفيفة عبر الكون؟ لقد وضعنا أطروحة الدكتوراه للبروفيسور # ستيفن_هوكينغ المنشورة عام 1966 على الإنترنت للاحتفال بـ #openaccessweek
Fancy a bit of light reading? We've put #StephenHawking's 1966 PhD thesis online to celebrate #openaccessweek https://t.co/bakmB4kRtl
— Cambridge University (@Cambridge_Uni) 23 October 2017
وقال هوكينغ في بيان قبل أن يتعطل الموقع، "من المذهل أن يُظهر الناس الاهتمام في تحميل أطروحتي. أتمنى ألا يخيب ظنهم بعد أن أصبحت متاحة للجميع!".
كما أضاف: "أتمنى أن ألهم الناس من خلال نشر أطروحتي بأن ينظروا إلى أعلى النجوم وليس لأسفل أقدامهم، أن يتساءلوا عن مكاننا في الكون وما يعنيه. فمن حق أي شخص حول العالم الحصول على، ليس فقط بحثي، بل بحث كل شخصية بارزة ومحبة للاستطلاع."
الأكثر رواجاً
ومنذ أيار/مايو 2016، قدمت 199 طلباً للحصول على درجة الدكتوراه – ويعتقد أن معظمها من عامة الناس بدلاً من الأكاديميين. وبلغ الإقبال على المنشور التالي الأكثر طلبا 13 مرة فقط، حسب تقرير لـ"بي بي سي".
وفي السابق، كانت قراءة أطروحة هوكينغ بالكامل، تتطلب دفع 65 جنيهاً إسترلينياً لمكتبة الجامعة لتصوير نسخة أو الذهاب إلى مكتبة الجامعة لقراءتها.
ويناقش العمل آثار وعواقب تمدد الكون، ويشمل البحث أيضاً الاستنتاج بأن المجرات لا يمكن أن تكون تشكلت من خلال تزايد الاضطرابات المدارية والتي كانت صغيرة جداً في البداية.
مخطئ
وحسب مجلة نيوزويك الأميركية فإن فيزيائيين يقولون إن الدكتوراه الخاصة بستيفن هوكينغ، ليست أفضل أعماله.
إذ يقول بعض علماء الفيزياء الفلكية مثل مايكل تيرنر من جامعة شيكاغو الأميركية الذي أتيح له فرصة لإلقاء نظرة على الأطروحة إن تأكيدات هوكينغ في الفصل الثاني، كانت خاطئة.
فقد وصل هوكينغ إلى استنتاج مفاده أن المجرات لا يمكن أن تتشكل نتيجة لنمو الكتلة الصغيرة والأولية في تدمير المادة. وقد وجد الباحثون أن العكس هو الصحيح.
واعتبر تيرنر أن هذه الدكتوراه تظهر أن هوكينغ كان مجرد طالب دراسات عليا نموذجياً.
ولكن تيرنر يستدرك قائلاً إن هوكينغ ينهي أطروحته من خلال "إثبات شيء جميل". إذ كان قادراً على إثبات نظرية التفرد.
وقد تمكن من إظهار أن الكون آخذ في التوسع، وفقاً لما ذكره تيرنر.
معجزة صحية
ويعتبر هوكينغ أحد أذكى علماء الفيزياء النظرية منذ عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، حسب وصف "بي بي سي".
وبعيداً عن إنجازاته الأكاديمية، يعد هوكينغ (75 عاماً) معجزة طبية أيضاً.
ولا يزال الأطباء عاجزين عن معرفة أسباب الإصابة بمرض الأعصاب الحركية الذي يعاني منه ويؤثر على حركة العضلات.
وترجع 5 في المئة من حالات الإصابة إلى أسباب وراثية، وقد بدأت أعراض المرض تظهر لدى هوكينغ قبيل بلوغه الحادية والعشرين من عمره، وكانت بسيطة في بادئ الأمر، ولكن تفاقمت حالته بعد ذلك.
ولطالما مثل الرجل تحدياً أمام الأطباء الذين توقعوا عام 1963 ألا يبقى على قيد الحياة سوى بضعة أشهر بعد تشخيص إصابته.
ولم يعش سوى 5 في المئة ممن أصيبوا بنفس مرض هوكينغ لأكثر من عشرة أعوام.
وبناء على هذا الإقبال الكبير، فمن المرجح أن تظل الأطروحة غير متوفرة لكثير من أولئك الذين يحاولون الوصول إليها، حتى تتمكن الجامعة من زيادة قدرة الموقع على التعامل مع الطلبات المستمرة.
الهجرة من الأرض بسبب ترامب
وسبق أن دعا ستيفن هوكينغ إلى وقف الحرب في سوريا، ولكن من أهم أشهر أقواله تحذيره من أن البشرية قد لا تعيش أكثر من ألف سنة مقبلة على كوكب الأرض، إذا لم يقم الجنس البشري بالبحث عن كوكب آخر ليعيش عليه.
وقال إن انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للتغير المناخي يمكن أن يدفع الأرض إلى حافة الهاوية، ليصبح مثل الزهرة، مع درجة حرارة 250 درجة، ومطر من حمض الكبريتيك".
ونقل عن هوكينغ كذلك إن قوانين الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون، وأن الكون خلق نفسه بنفسه، بينما نقل عنه تقرير لموقع الجزيرة في المقابل دهشته من أن سرعة الكون تتسم بالحساسية الفائقة والدقة المتناهية".