اتهم الأكاديمي والمفكر الإسلامي المعروف، الدكتور طارق رمضان، الغرب، بتجاهل تجارب ونماذج إسلامية ناجحة، من مثل النموذجين التركي والماليزي، والتركيز فقط على التخويف من الإسلام ومشاكل العالم الإسلامي.
وقال رمضان في مقابلة مع وكالة الأناضول "يبدو واضحاً أنه من المفترض (بالنسبة للغرب) أن الإسلام والمسلمين يجب أن يمثلوا الآخرين، أي من هم خارج الديمقراطية، خارج النموذج الإيجابي، لذلك لا يتكلمون عن تركيا، ولا يتكلمون عن ماليزيا" كنماذج إسلامية ناجحة، عن عمد.
وأردف "بل يتكلمون عن المنطقة العربية، والديكاتورية والفساد في مجتمعاتها، وعن الإسلام باعتباره (بوجهة نظر الغرب)، سبباً من أسباب هذه المشاكل، فهذه سياسة نجدها الآن في وسائل الإعلام" الغربية.
وأرجع تصاعد ظاهرة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الغرب إلى عدة عوامل، متهماً مؤيدي إسرائيل في الغرب، باستخدام التخويف من الإسلام من أجل استهداف المسلمين.
وقال رمضان رداً على سؤال حول تصاعد الإسلاموفوبيا في الغرب "أول شيء من المفروض أن نفهم تاريخياً، أن وجود المسلمين في الغرب واضح الآن، ونراه في كل مكان"، ومقابل هذا التصاعد في الوجود الإسلامي"هناك تيارات سياسية معروفة، فالصهاينة (يعملون) في كل المجالات، في أميركا وأوروبا" للتخويف من المسلمين.
وأضاف "المسلمون مستهدفون إذن، وهذا واضح لنا، (..) ويجب أن نكون على علم بأن كثيراً من الذين يؤيدون إسرائيل داخل أميركا، وداخل المجتمعات الأوروبية، يستخدمون الإسلاموفوبيا" ويوظفونها ضد المسلمين.
وفيما يتعلق بعدم منح الغرب للمنطقة العربية الفرصة من أجل التغيير في السنوات السابقة، أجاب "هذا صحيح، ولكن في نفس الوقت لا بد أن نتحدث أولاً عما حدث في الداخل (دول الربيع العربي)، ونعيد النظر في الأسباب، ومن كان من الممكن أن يستفيد، واستفاد فعلياً من هذه التطورات الآن".
وذهب إلى أن "الحالة الاقتصادية في المنطقة تحت سيطرة الأميركان وأوروبا، فهناك لعبة اقتصادية في هذه المنطقة" لصالح الغرب وتندرج ضمن إطار الموقف الغربي من الربيع العربي.
وعن سبل مواجهة المسلمين للحملات الغربية المتعلقة بالإسلاموفوبيا، أوضح "على المسلمين (في الغرب) أولاً فهم الإسلام بشكل صحيح، وحقوق الإنسان في داخل المجتمعات"، وتحقيقاً لهذا الهدف، يجب أن يكون هناك "نشاط ووجود حركي مستمر على كل المستويات، في الأكاديميات، وفي الجامعات، وفي المجتمعات، وفي الجمعيات على مستوى الساحة (الميدان) والجاليات".
وأكد أنَّ "الوجودَ الإسلامي في الغرب، والخطاب الإسلامي الجديد الواضح، ذا الثقة بالنفس، مهم جداً، ويقدم نموذجاً يمكن أن تستفيد منه المجتمعات" الغربية.
كما لفت إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة الإسلاموفوبيا، قائلاً "المؤسسات موجودة فعلاً، وفي كل المجتمعات الغربية، ولها خطاب عن المسلمين، وتتبنى حقوقهم داخل البلد (في الغرب)، وتابع شارحاً "الآن صرنا نجد في المجتمعات تغييراً في فهم الإسلام، وتغييراً في فهم وجود المسلمين، رغم حملات التخويف في وسائل الإعلام".
وأشار قائلاً "لذا لا بد أن نكون موجودين أكثر في كل الشبكات الإعلامية (في الغرب)، بما فيها الإعلام البديل، وهذا لا يمنع أن المسلمين موجودون فعلاً، وهناك نشاط".
وختم موضحاً "هناك تيار إيجابي وحركة، ولكن يجب أن نكون موجودين أكثر في المجتمعات الغربية، وأن يكون الصوت مسموعاً، والعمل والنشاط فعالين على الساحة".
والدكتور "طارق رمضان" (55 عاماً)،عضو هيئة التدريس بمعهد الدراسات الشرقية، بجامعة أوكسفورد البريطانية، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر "حسن البنا".
وعرف عن رمضان المصري الأصل، المولود في جنيف، وصاحب الجنسية السويسرية، تحذيره المتواصل من اللوبي الصهيوني في الغرب وما يقوم به من حملات تخويف ضد المسلمين.
وتعرض مؤخراً رمضان لاتهام من ناشطة فرنسية باغتصابه، وهو ما نفاه محاميه في بيان رسمي أمس مؤكداً أن رمضان بصدد رفع دعوى قضائية ضد هذه الناشطة بتهمة "الافتراء"، أمام مدعي عام الجمهورية في مدينة روان (شمال غربي فرنسا)، اليوم الإثنين.