قالت السلطات المصرية إن 53 شخصا من قوات الأمن قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في منطقة الصحراء الغربية.
وأطلق المسلحون النار على القوات – التي تضم أفرادا من الجيش والشرطة – أثناء مداهمة مخبأهم بالقرب من الواحات البحرية، إلى الجنوب الغربي من العاصمة القاهرة، حسبما أوضحت وزارة الداخلية، بحسب موقع بي بي سي عربي.
وأوضح مصدر بوزارة الداخلية لـ"بي بي سي" أن القتلى هم 35 مجندا، و18 ضابطا (10 ضباط عمليات خاصة، و7 ضباط بالأمن الوطني، وضابط بالمباحث).
بداية القصة
القصة بدأت عندما وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني حول وجود عناصر مسلحة بمعسكر تدريب لها في مزرعة وسط صحراء الواحات، توجّهت على إثرها قوة أمنية مكوّنة من ضباط العمليات الخاصة والأمن المركزي، إضافة لعدد من ضباط قطاع الأمن الوطني، مستخدمين 3 مدرعات وعدداً من سيارات الدفع الرباعي.
إلا أن القوة الأمنية وقعت في كمين مُحكم نصبه المسلحون بالكيلو 135 على طريق الواحات، مستخدمين أسلحة ثقيلة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الأمن.
وقالت المصادر إن المسلحين استخدموا قذائف صاروخية (آر.بي.جي) وعبوات ناسفة ضد قوة أمنية كبيرة داهمت وكراً لهم مما أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات.
وما زاد تعقيداً ضعف شبكة الاتصال والإرسال في المنطقة التي وقع فيها الكمين، وهو ما أدى إلى صعوبة وصول الدعم للقوة المستهدفة، خاصة مع صعوبة تحديد الاتجاهات.
وكشفت مصادر أمنية أن المسلحين كانوا في حالة استعداد تام، مدعومين بسيارات دفع رباعي، وبرفقتهم "أدلاء" لتحديد الدروب الصحراوية.
مصادر أمنية أكدت لصحيفة "المصري اليوم"، أن خلية الواحات تضمّ أكثر من 10 مسلحين تنقلت في الشقق المفروشة بوسط القاهرة منذ 3 أشهر، وكانت تخطط لاستهداف أماكن حيوية في العاصمة.
وقال المصدر إن عناصر الخلية التي تم استهدافها سرقوا أسلحة من رجال الشرطة عقب مقتلهم.
ونجا من الحادث وفقاً للمصدر الأمني ضابط برتبة مقدم و6 مجندين كانوا يستقلون مدرعة شرطة، وقد تعرضوا للإصابة في الهجوم.
وقام الضابط بالتواصل مع مركز القيادة، طالباً بسرعة إرسال دعم جوي وبري، لملاحقة العناصر المسلحة التي لاذت بالفرار.
وجرى الدفع بطائرات هليكوبتر و30 سيارة دفع رباعي، و20 مدرعة، لتمشيط المنطقة بالكامل وتأمين نقل المصابين من قبل قوات الشرطة، وملاحقة المسلحين.
وقالت مصادر أمنية لـ"المصري اليوم"، إنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى في مختلف أماكن الواحات، خاصة بالمناطق الصحراوية المتاخمة لمنطقة الأحداث، وزيادة أعمال التفتيش والتتبع للمناطق الحدودية، وذلك في إطار التصدي لأي محاولات إرهابية لاختراق صحراء الواحات بالوادي الجديد.
عدد القتلى مرشح للزيادة
وذكرت مصادر أمنية أن عدد قتلى الاشتباكات مرشح للزيادة، وأن 8 من أفراد الأمن أصيبوا بجروح، في حين لم يتضح مصير المسلحين، وقال مصدر إن عناصر تعزيزات أمنية تعرضوا لكمين بالمنطقة، وهو ما تسبب في زيادة الخسائر البشرية.
وبعد عدة ساعات من الهجوم، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً مقتضباً، اكتفى بذكر معلومات عامة عن الهجوم.
وقال البيان: "وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد باتخاذ بعض هذه العناصر الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكاناً لاختبائها، ومساء اليوم 20 الجاري تم إعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر وحال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة ومصرع عدد من هذه العناصر، وتقوم القوات حالياً بتمشيط المناطق المتاخمة لمحل الواقعة وجار الإفادة بما يستجد من معلومات".
ويعتبر هذا العدد من القتلى والجرحى من أفدح خسائر الشرطة المصرية خارج سيناء منذ تزايد الاضطراب الأمني في البلاد قبل 4 سنوات.
وقال الخبير الأمني المصري اللواء رفيق حبيب في اتصال مع الجزيرة إنه كان لابد من التنسيق بين الشرطة والقوات المسلحة المصرية لتفادي هذه الخسائر؛ نظراً لأن منطقة الاشتباكات منطقة مفتوحة تشبه مواقع المواجهة في شبه جزيرة سيناء.
ويقول النظام المصري إن حركة حسم تعتبر ذراعاً مسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، لكن الجماعة تنفي ذلك وتقول إنها متمسكة بالنهج السلمي.