التقى العاهل المغربي الملك محمد السادس في الرباط، أمس الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2017، المبعوثَ الجديد للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية هورست كولر، في اليوم الثاني من الزيارة التي يقوم بها الرئيس الألماني الأسبق إلى المغرب، في إطار جولته الأولى على المنطقة.
واكتفى الديوان الملكي المغربي ببيان مقتضب أعلن فيه عن هذا اللقاء، من دون أن يأتي على ذكر ما دار خلاله من مباحثات.
وأحاط المبعوث الأممي الجديد جولته الأولى على المنطقة بكتمان شديد، وذلك في مسعى منه لإحياء الوساطة بين المغرب وجبهة بوليساريو، والخروج من الطريق المسدود في هذا النزاع القديم.
وكان كولر وصل إلى الرباط مساء الأحد، وأجرى الإثنين سلسلة لقاءات بينها اجتماع مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، لكن من دون أن ترشح أي معلومات عن مباحثاته. وإضافة إلى لقائه الملك اجتمع المبعوث الأممي الثلاثاء برئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني.
ومن المقرر أن يغادر المبعوث الأممي الجديد الذي عيَّنه في هذا المنصب في أغسطس/آب، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، صباح الأربعاء، الرباط إلى منطقة تندوف، في أقصى جنوب غربي الجزائر، للقاء مسؤولين في جبهة البوليساريو ولاجئين صحراويين يعيشون في مخيمات تندوف.
وتستمر هذه الجولة الأولى للمبعوث الأممي حتى 25 الجاري، وتقوده أيضاً إلى الجزائر وموريتانيا، قبل أن يقدم تقريراً إلى مجلس الأمن في نيويورك.
وأحيطت جولة كولر بتعتيم كامل، لدرجة أن برنامج لقاءاته وتنقلاته لم ينشر، باستثناء ما أعلنته جبهة البوليساريو من أن المبعوث الأممي سيزور تندوف، في أقصى جنوب غربي الجزائر، حيث يعيش في مخيمات 100 إلى 200 ألف لاجئ كما تقول المصادر، في غياب أرقام رسمية.
وسيلتقي كولر خلال زيارته الأربعاء والخميس سكان هذه المخيمات، وسيجري محادثات مغلقة مع المسؤولين عن الجبهة، كما أعلنت المندوبية الصحراوية في الجزائر العاصمة.
وتزامنت زيارة المبعوث الأممي مع احتفال المغرب بالذكرى 42 لإعلان الملك الحسن الثاني "المسيرة الخضراء"، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975، والتي "أسفرت عن تحرير ولايات الجنوب"، بحسب الرباط.
ومنذ ذلك الحين، يسيطر المغرب على قسم كبير من هذه المستعمرة الإسبانية السابقة، التي تغطي منطقة صحراوية شاسعة، تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع.
وتطالب البوليساريو، المدعومة من الجزائر، والتي أعلنت قيام جمهورية عربية ديمقراطية، باستفتاء لتقرير المصير.
ومنذ 2007، تقترح الرباط منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً تحت سيادتها، من أجل التوصل إلى حل للأزمة.
وبعد سنوات من الجمود، أكد الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، في أبريل/نيسان أنه يريد إطلاق "ديناميكية جديدة" حول هذا النزاع الذي يوتر العلاقات بين الجزائر والرباط، ويعرقل التعاون بين دول المغرب العربي.
في هذه الأثناء، اتخذ مجلس الأمن قراراً يدعم فيه استئناف المفاوضات، ويُمدّد حتى نهاية أبريل/نيسان 2018، مهمة قوات الأمم المتحدة (مينورسو)، المكلفة خصوصاً بالإشراف على وقف إطلاق النار الموقّع في 1991.