فتح فتى لبناني، يبلغ من العمر 14 عاماً، النار على والده وسوريَّيْن اثنين وآخرين في بيروت، في حادثة مروعة ضجَّت بها العاصمة اللبنانية.
وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام"، إن الحادث تسبب بمقتل 4 أشخاص، من بينهم والد المنفذ، إلى جانب إصابة 3 آخرين في المنطقة.
وفي التفاصيل، فقد أطلق الفتى علي محمد يونس (مواليد 2003)، النار عند الساعة الـ6:15 صباحاً، من بندقية صيد على والده محمد فقتله على الفور.
ثم خرج الفتى من منزله مطلقاً النار تجاه حارس المبنى المجاور، المدعو منصور أحمد عبد السلام وهو سوري، فأصابه، وما لبث أن فارق الحياة في مستشفى الجامعة الأميركية، كما أصيبت زوجته سلوى العلي ووضعها مستقر.
كما أطلق الفتى المراهق النار باتجاه علي محمد المرعي وهو سوري أيضاً فقتله، وفق الوكالة الرسمية هناك قتيل رابع، لكن لم تذكر مزيداً من التفاصيل عن هويته.
وعلى الفور حضرت القوى الأمنية إلى المكان، وأوقفت مطلق النار، وضبطت السلاح المستخدم.
أما عن الروايات المتداولة حول سبب إقدام الفتى الصغير على هذه الجريمة، فلجأت بعض وسائل الإعلام إلى الحديث عن فرضية تعاطي الطفل للمخدرات وارتكابه للجريمة عن غير وعي.
فيما اتجه آخرون نحو احتمال تعرُّض الطفل للتعذيب والتنكيل من قبل والديه، وبعضهم تحدث عن تعنيف الأب "الضحية" للأم، مما أدى لردة فعل قاتلة من الطفل.
وذكر موقع النشرة الإخباري، أن التحقيقات الأولية أكدت خلوّ جسم الجاني من أي مواد مخدرة، وأن الطفل مصاب بمرض نفسي جعله ينطوي على نفسه منذ فترة طويلة.
وقالت مصادر مقرّبة من عائلة الفتى، إن الأخير تربّى في بيئة منزلية غير سليمة، وبظل إشكالات دائمة مع والدته، ولم يحظَ بالعناية اللازمة لمن هم في حالته، إضافة إلى قيام والديه بإخراجه من المدرسة في عمر التاسعة.
وأضافت هذه المصادر: "لا يعرف الحي الذي يعيش فيه، لأنه لا يخرج ولا يخالط الأطفال مثله، بل يتسمّر بمنزله قاضياً وقته في ألعاب الفيديو".
واتجهت التحقيقات للتحقيق في محتوى هاتف الجاني للاطلاع على نوعية ألعاب الفيديو التي كان يلعبها، إذ قد يكون تأثّره بإحدى الألعاب الإلكترونية العنيفة هو الفرضية المرجّحة لما حصل.
أدمن لعبة GTA
وفي هذا السياق، ذكرت روايات أن الفتى علي يونس، كان مولعاً بلعبة GTA بشكل كبير، وقد يكون لها التأثير المباشر على ارتكابه الجريمة.
وتعتبر لعبة GTA من أقدم وأشهر ألعاب الفيديو على الإطلاق، تم إصدارها منذ العام 1997، وأُصدرت نسخٌ عدة وأجزاء منها على كل الأجهزة تقريباً مثل الكمبيوتر وPlayStation وXbox.
سر شهرة لعبة GTA أنها لعبة متكاملة، تجمع مميزات جميع الألعاب الأخرى في لعبة واحدة، وتعتمد على وجود شخصية تعيش في مدينة، يمكن للاعب التحكم بها بشكل كامل من ركوب وسرقة السيارات والطائرات إلى مضايقة الناس في الشارع، وعلى اللاعب إتمام مهماته في إطار قصة داخل اللعبة، أو تكون له الحرية الكاملة في أن يلعب مثلما يريد، بدون إتمام المهمات وملاحقة الشرطة له عند ارتكاب الجرائم، وبهذا يظهر اللاعب بالبطل الخارق غير الخاضع للقوانين والشرطة.
وقد أثارت هذه اللعبة الكثيرَ من الجدل، نظراً لطبيعة المحتوى والمواضيع العنيفة التي تحتويها. وتتركز سلسلة المراحل في هذه اللعبة حول الأبطال الذين يحاولون الوصول لمبتغاهم من خلال ممارسة الجرائم.
وقد يكون المراهق علي يونس أرادَ فعلياً، عن قصد أو غير قصد تقمُّص دور البطل وبدأ بإطلاق النار بطريقة تحاكي اللعبة تماماً، ولكن حتى اللحظة لا يمكن الجزم بهذه المعلومات وتأكيدها، بانتظار اكتمال التحقيقات وتِبيان الحقائق الفعلية وراء هذه الجريمة.