من يدفع فاتورة الإعمار؟ وزير سعودي يصل “عاصمة داعش”.. الرقة أصبحت أطلالاً وفارغة إلا من الجثث

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/18 الساعة 17:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/18 الساعة 17:31 بتوقيت غرينتش

زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، قرى عدة بريف الرقة شمال سوريا، والتقى وجهاء من المنطقة وأعضاء من المجالس المحلية التابعة للقوات الكردية.

وحسب موقع "الجزيرة.نت"، فإن الوزير السعودي زار القرى رفقة المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك.

وقال عضو مجلس الرقة المدني فراس الفهد، إن أحد سفراء الدول العربية بالمنطقة زار مقر المجلس في عين عيسى شمال المدينة برفقة المبعوث الأميركي للتحالف الدولي.

وأضاف الفهد أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم جهود المجلس التابع لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية.

وقالت مصادر صحفية تركية إن السبهان التقى مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وتهديداً لأمنها القومي، كما أنه عقد 3 اجتماعات خلال الزيارة مع ما يسمى المجلس المحلي في الرقة.

جثث متعفنة وزنازين خالية

وقبل يومين فقط، خاض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" آخر معاركهم في المشفى الوطني بمدينة الرقة السورية، لكن المشهد تبدل كلياً الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2017، حيث خيَّم الصمت على مدخله الخالي إلا من الجثث.

وعلى جانبي الشارع المؤدي إلى مدخل المشفى، كانت كل جثة ممدَّدة إلى جانب دراجة نارية مقلوبة على الأرض، ولا يزال حزام ناسف يزنّر إحداها.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، الثلاثاء، سيطرتها بشكل كامل على مدينة الرقة بعد طرد آخر عناصر التنظيم من المشفى الوطني والملعب البلدي ودوار النعيم.

وإلى جانب الجثتين المتحللتين، يمكن رؤية صناديق أدوية وشاش، بالإضافة إلى دفتر صغير دُوّنت عليه تواريخ وأرقام هواتف للمكاتب الشرعية التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وكُتب على إحدى صفحاته: "رقم واتساب زوجتي أم الإسلام المغربية".

وبحسب قوات سوريا الديمقراطية، قُتل 22 مقاتلاً جهادياً خلال الهجوم الأخير للسيطرة على هذا المرفق الطبي، الذي يشكل مسرحاً لعمليات تمشيط بحثاً عن ألغام أو عناصر متوارية.

وفي أثناء عمليات التمشيط المستمرة وسط المدينة، سمعت مراسلة وكالة فرانس برس، الأربعاء، دوي انفجارين، من المرجح أنهما ناتجان عن ألغام زرعها التنظيم.

مكان الذل

وإلى الشمال من المستشفى، تعمل جرافتان على إزالة الركام من الملعب البلدي، الذي اعتاد سكان الرقة أن يطلقوا عليه تسمية "الملعب الأسود"؛ لكون تنظيم "الدولة الإسلامية" كان جعل منه أحد سجونه.

وفي الرواق الدائري خلف مقاعد الملعب، شاهدت مراسلة "فرانس برس" زنازين أنشأها التنظيم المتطرف وكان يسجن فيها المدنيين ممن خالفوا تعاليمه المتشددة، على غرار المقاتل في قوات سوريا الديمقراطية احمد الحسن.

عاد المقاتل اليافع إلى الملعب الخالي اليوم من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" لرؤية الزنزانة التي سُجن فيها في عام 2015 سبعة أيام، إلى جانب 35 رجلاً آخرين.

وكان الجهاديون اعتقلوا الحسن حين حاول منع أحدهم من اعتقال زوجته بحجة أنها أظهرت وجهها لحظات في الشارع.

وقف الحسن في الرواق المظلم، ينظر أمامه بسكوت تام، ثم تمتم قائلاً: "هذا مكان الذل، هنا كانوا يذلون المدنيين".

وكُتب على جدار زنزانة أخرى باللون الأسود: "فرجك يا الله.. ساعدنا يا الله".

واستعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الرقة بعد أكثر من 4 أشهر من المعارك الضارية التي رافقتها غارات كثيفة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وبدا الدمار مسيطراً على الرقة. وفي الأحياء الواقعة على أطراف المدينة والتي تمت استعادتها في بداية الهجوم، انتشرت الأضرار من كل حدب وصوب، من منازل مدمرة وأخرى انهار سقفها أو خُلعت أبوابها.

إلا أن المشهد بدا صادماً وسط المدينة، حيث جرت معارك عنيفة جداً للسيطرة على أبنية استراتيجية. وكأن حارات تحولت بأكملها الى أنقاض، فلم يعد من الممكن التفريق بين منزل ومتجر فكل شيء بات مجرد جبال من الركام، حجارة وأنابيب وأسلاك.

ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية، المقربة من الحكومة، الأربعاء، تقريراً عن الزيارة، انتقدت فيه الخطوة، عنونته بالقول "أميركا تجعل السعودية تدفع فاتورة الرقة"، قالت فيه إن واشنطن أوكلت إعادة إعمار الرقة إلى السعودية، التي التقى ممثل عنها (السبهان) "قادة المنظمة الإرهابية".

وتشير الصحفية في تقريرها الذي ترجمته "عربي21″، إلى أن السبهان والمسؤول الأميركي "زارا مخيمات (العمال الكردستاني) بدعوى محاربة داعش؛ لتخصيص أموال الإعمار بدعم من الدول الخليجية"، حيث توضح أنه خلال زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأخيرة إلى الرياض اتفق مع السعودية والبحرين على تمويل إعادة مناطق في الرقة والحسكة ودير الزور وحلب (التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي) بقيمة مليار دولار.

تحميل المزيد